أصدرت كتابة الدولة المكلفة بمحاربة الأمية وبالتربية غير النظامية لأول مرة في المغرب مجموعة كتب ودلائل تربوية خاصة بالتربية غير النظامية، ومجموعها يصل إلى 21 مؤلفا تربويا، منها 15 كتابا للمتعلم وستة دلائل خاصة بالمدرس.
تتوزع على أربعة برامج للتدخل أولها يهدف إلى الإدماج في المدرسة وثانيها الإدماج في التكوين المهني، وثالثها للإدماج في النسيج الاجتماعي وبرامج أخرى تخص أطفال الوسط القروي.
وترمي هذه المناهج التربوية الأربعة التي انكب على إنجازها فرق تربوية متعددة الاختصاصات إلى ضمان التعليمات الأساسية للمتعلمين المستفيدين منها من قراءة وكتابة ورياضيات مع الانفتاح حسب ما أبرزه أنيس بيرو خلال كلمة ألقاها في افتتاح لقاء خاص بتقديم مناهج التربية غير النظامية أخيرا بالرباط، وأكد على أن المؤلفات التربوية المنجزة، يتجاوز عددها 250 ألف نسخة، موضحا في الآن ذاته أن هذه المبادرة تهدف إلى فتح أوراش خاصة لعقلنة مسألة التربية غير النظامية وتحقيق الكفايات المستهدفة في مختلف برامج التدخل التي جاءت لسد الخصاص الذي عرفه الاشتغال في هذا المجال منذ سنوات وهو خصاص يقول بيرو ترك الباب مفتوحا أمام اجتهادات غير مضبوطة الأهداف وإن كان بعضها أصاب، حيث لم يكن يكتب النجاح لعدد كبير من البرامج لأسباب موضوعية بسبب عدم الاستجابة الحقيقية لمتطلبات الأطفال وحاجاتهم من التربية والتكوين التي تحكمها مجموعة من الشروط النفسية بالخصوص وسوسيو اقتصادية أيضا.
وذكر كاتب الدولة، في هذا الصدد، أن إنجاز هذه المؤلفات التربوية عهد إلى فرق تربوية متعددة الاختصاصات بلغ مجموع أعضائها 70 عضوا، استنادا على الإطار المرجعي الذي مثلته "الوثيقة الإطار لمناهج التربية غير النظامية" التي أعدتها اللجنة التربوية الموسعة المكونة من 41 عضوا والتي ضمت جل الشركاء في المشروع من باحثين تربويين ومفتشين للتعليم وأساتذة مكونين وممثلي القطاعات المعنية وجمعيات وهيئات شريكة
وتهم الكتب الدراسية والدلائل التربوية، التي تم إعدادها، مجالات متنوعة من قبيل اللغتين العربية والفرنسية، والتربية الإسلامية والتنشئة الاجتماعية والنشاط العلمي والرياضيات والعلوم ومواد التفتح والمواطنة وتنشئة الفرد والاجتماعيات.
ومن جهته أبرز حسن أوجور مدير التربية غير النظامية بكتابة الدولة، أن الغلاف المالي المخصص لعملية إصدار المناهج التربوية هذه، يقدر بحوالي 5 ملايين درهم ساهمت فيها خزينة الدولة بما يناهز 90٪ من المبلغ المرصود، فيما 10٪ الباقية فتمثل المساعدة التقنية المتعلقة بالتوجيه والاختبارات في مجال الكفايات سواء بالنسبة للطائفة الفرنكفونية في بلجيكا أو بالنسبة لمنظمة اليونسيف، مضيفا أن عدد المستفيدين من دروس التربية غير النظامية بلغ برسم موسم 2004 -2005 أزيد من 34 ألف مستفيد.
وصل عدد المنتمين منهم للعالم القروي إلى أكثر من 17 ألف أي بنسبة 5,50 في المائة، كما مثلت الفتيات غالبية المستفيدين بنسبة 8,66 في المائة، ومن المتوقع، حسب أوجور، أن يصل عدد المستفيدين برسم السنة الجارية إلى 200 ألف مستفيد، من برامج التربية غير النظامية للأطفال غير المتمدرسين ومن برامج الدعم التربوي الذي يهدف إلى الحد من الانقطاع الدراسي المبكر.