المحكمة تواصل التحقيق

شاب يلقى حتفه في جريمة قتل غامضة

الخميس 19 يناير 2006 - 16:51
الضحية ياسين هجامي

يواصل قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بآسفي، بداية شهر أبريل المقبل، التحقيق في جريمة قتل غامضة وقعت قبل حلول عيد الأضحى المبارك, الجريمة راح ضحيتها شاب 30 سنة منحدرمن مدينة آسفي، يعمل كحلاق، عثر عليه مقتولا, الجثة وجدت أمام مجزرة، من طرف سرية الدرك الملكي


وتعود تفاصيل القضية إلى ليلة 6 يناير الجاري بعد أن أخبرت سرية الدرك بتالمست بوجود جثة شاب مقتول أمام مجزرة تالمست، وبعد الانتقال إلى عين المكان تم التأكد من أن الأمر يتعلق بجثة ياسين هجامي الذي يمتهن الحلاقة بالمنطقة، حيث وجدث الجثة ممدة على ظهرها وبجانبها بقع عديدة وحجر كبير ملطخ بالدم عن أخرها.

وبعد فحص الجثة ارتعشت فرائس المحققين للجهة اليسرى من وجه الضحية الذي هشم عن آخره جراء الضربات المتتالية التي تعرض لها الهالك بواسطة الحجرة على مستوى الوجه .

وبعد نقل الجثة إلى مستودع الأموات بمدينة الصويرة سارعت مصالح الدرك إلى فتح تحقيقات لكشف لغز الجريمة بعد أن أخبرت أسرة الهالك إذ بينما كانت والدة الضحية تستعد لتخلد إلى النوم وقد دنت الساعة الواحدة ليلا وبعد أن أعياها انتظار ابنها سعيد الذي غاب عن المنزل منذ الصباح، تفاجأت بطرقات حادة على الباب.

بادر شقيق الضحية يوسف ومن خلال النافذة كي يستطلع هوية الطارق الذي لم يكن سوى عون السلطة بالمنطقة الذي نقل الخبر المفجع إلى يوسف الذي سارع هو الآخر إلى إخبار والدته كون شقيقه وفلذة كبدها ياسين قد لقي حتفه على إثر جريمة قتل
لم يكن الخبر سوى ليزيد من صدمة الأم، التي سارعت إلى إخبار المحققين بشكوكها حول جريمة القتل التي تعرض لها ابنها ياسين، ولم تكن شكوك الأم لتنصب سوى في اتجاه الشقيقين فريد وعزيز، المعروفين بالمنطقة، ولم تكن شكوك الأم نابعة من فراغ أو سعيا وراء رسم سيناريو مجهول بل أبرزت شكوكها من خلال ما أخبرها به ابنها الهالك سابقا، الذي كان قبل شهر عاد إلى المنزل وهو في حالة نفسية غير عادية ويتملكه التذمر بعد أن أخبرها كون الشقيقين المذكورين قد تشاجرا معه.


لم تكن عملية فك لغز الجريمة بالأمر الهين إذ وبعد الاستماع لعدد من المشبوهين كانت جل الدلائل تبقى مقرونة بغياب دلائل ملموسة حول تورط أطراف معينة في جريمة القتل، إذ سارع الشقيقان اللذان اعتقلا بناء على شكوك أم الضحية إلى تفنيد أن يكونا متورطين في جريمة قتله حيث أبرز المتهم عزيز الذي سبق أن أدين بشهرين حبسا نافذا بتهمة الضرب والجرح، أكد على كونه وخلال ليلة الجريمة لم يلتق بالضحية، مضيفا كونه وبينما كان عائدا رفقة زميله سعيد من عملية جمع الحلزون التقى بشقيقه فريد وهو في حالة سكر حادة وكانت حينها الساعة تشير إلى منتصف الليل.

و أكد المتهم الثاني فريد كونه وبعد ان التقى بشقيقه و زميله بمراب المنزل و برفقتهما ابنه، سارع إلى ولوج منزله رفقة ابنه ولم يغادر بعدها المنزل، و هو الأمر الذي أكدته زوجته مبرزة كون زوجها لم يغادر المنزل منذ أن ولجه ولم تكن تظهر عليه أية علامات أو تصرفات قد تكون مرتبطة بإقدامه على ارتكاب جريمة قتل.

أمام تضارب تصريحات الشقيقين وعدد من المشتبه بهم الذي بلغ 13 مشتبها استمع لهم من خلال محضر قانوني، كان المحققون بسرية الدرك الملكي بتالمست غير مقتنعين بما يتم ترديده عبر المحاضر المنجزة، إذ كان أمر حل لغز الجريمة يؤرقهم و يجعلهم في حيرة من أجل فك طلاسيمها.

وكان أن سارع المحققون إلى القيام بعملية تفتيش داخل منزل المتهم الثاني فريد إلا أنه لم يتم العثور على ما يفيد تورطه في القضية باستثناء تضارب تصريحات الشقيقين حول لون السترة التي كان يرتديها المتهم الثاني إبان لقائه مع شقيقه المتهم الأول وزميله قبل ولوجه إلى المنزل.


ولم تكن تصريحات المشتبه به السادس حسب محاضر الدرك الملكي المدعو مصطفى لتجعل فك لغز الجريمة وشيكا إذ لم تساهم سوى في خلق غموض جديد قد يفتح طرقا جديدة قد ترغم المحققين على الانسياق عبرها بحثا عن خيط رفيع يكون مسلكا للكشف عن تفاصيل الجريمة.

إذ أكد مصطفى الذي سبق وأدين بثلاثة أشهر حبسا نافدا بتهمة الاتجار في ماء الحياة، انه ليلة الحادث سبق والتقى بالضحية ياسين رفقة بعض الأشخاص يعاقرون ماء الحياة، وبعد أن انتهى الجميع من الشرب انصرف الضحية ياسين رفقة المدعو سعيد إلى وجهة مجهولة بعد أن كانت الساعة قد دنت من الحادية عشرة والربع ليلا ولم تكن تصريحات سعيد هي الأخرى إلا لتكرس صعوبة وجود قرائن حقيقية لجريمة القتل وكذا غياب شهود قد يؤكدون بعضا من حقيقة الجريمة باستثناء اتهامات الأم للشقيقين فريد و عزيز واللذين أطلق سراحهما مباشرة بعد أن تم تقديمهما أمام الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بآسفي بعد أن وضع الملف بين يدي قاضي التحقيق الذي سيعيد البحث مجددا في القضية والاستماع لجميع الأطراف ابتداء من شهر أبريل المقبل على أمل أن يتم الكشف عن الهوية الحقيقية للجناة و للتخفيف من ألم الأم والأسرة التي فقدت ابنها قبل أربعة أيام من عيد الأضحى المبارك، تاركا خلفه سيلا من التصريحات المتضاربة.





تابعونا على فيسبوك