تقرير للبنك الدولي

ضعف تغطية المؤسسات التعليمية بشبكات الإنترنيت

الإثنين 13 مارس 2006 - 14:20

كشف تقرير أصدرته مؤسسة التمويل الدولية التابعة لمجموعة البنك الدولي في بحر الأسبوع الماضي، عن ضعف بين لشبكة ربط المؤسسات التعليمية في المغرب بالإنترنيت، والوسائل المعلوماتية.

ولا يتعدى توصل مدارسنا بالإنترنيت حسب التقرير المذكور 0.6 % سنة 2004، مما يؤكد صحة نتائج التقويم التي وصلت إليها اللجنة الخاصة بالتربية والتكوين، التي توصلت إلى أن استخدام تكنولوجيا المعلوميات والاتصالات في مدارسنا تضمنت نواقص كثيرة، ولم تستجب إلى الأهداف المتوخاة، إلا بنسبة تقل عن الثلث، بالنظر إلى الوقت المحدد لتنفيذ مضامين الميثاق وترجمتها إلى حيز الوجود، وهذا ما أكدته في الفقرة القائلة إن هناك أوراشا متعلقة بدعامات مشروع الإصلاح، عرفت تأخرا كبيرا وذلك بسبب ضعف الاستثمار في جودة التدريس والمعلوميات، ولا سيما ما يتعلق بإعادة تأهيل المدرسين وتكوينهم المستمر، ما يهم الوسائط البيداغوجية والأدوات الديداكتيكية واستعمال التكنولوجيات الجديدة للإعلام والتواصل، كما هناك نقص ملحوظ في نجاعة نظام التوجيه الذي لم يتمكن لحد الآن من تقليص اللاتوازن القائم بين مسالك التكوين (الشعب التقنية والعلمية والأدبية)، والضرورة تفرض أيضا النهوض بالجامعة وبالبحث العلمي، في اتجاه بلوغ هدف الانخراط الفاعل في مجتمع المعرفة والابتكار، وذلك من منطلق أن البحث العلمي والتقني ليس مجرد ترف فكري، بل هو حاجة ملحة بالنسبة لبلادنا.

ولاشك أن تمكين مؤسساتنا التعليمية من وسائط الاتصال المتطورة، يشكل حجر عثرة أمام مسار منظومتنا التربوية، في خضم عالم متسم بالسرعة المعلوماتية وتطور يستغل كل الثواني والدقائق ليسجل نقط السبق، بحيث أن المناهج التعليمية على الصعيد العالمي، سريعة التغير والتكيف مع المستجدات، باعتبارها آليات تربوية وتعليمية تخاطب العقل وتروض الفكر وتشبع نهمه من شتى صنوف العلم والمعرفة، وبالتالي لم يعد هنالك مكان للمناهج التي تعتمد فقط على الجدادات والتحاضير الكلاسيكية، التي تعيد نفسها وتتكرر مع كل موسم جديد.

إن توسيع وصول واستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إلى مؤسساتنا التعليمية، أضحى أمرا حتميا، لا يقبل الاجترار والتمطيط، وبهذا الخصوص أكد لنا عمر السباعي (أستاذ) "أن عالم اليوم أحدث ثورة في المجال المعلوماتي، تحسسنا نحن الأساتذة، بأننا نعاني نوعا من الأمية في هذا لمجال، بسبب غياب مثل هذه الوسائط في التدريس وكذا عدم وجود دورات للتكوين، بغية الاندماج في مجال تكنولوجيا المعلومات بدون مركب نقص"، وهذا ما ذهب إليه أيضا سعيد وراق (أستاذ)، بقوله، "إننا نجد حرجا أمام تلامذتنا، الذين وإن أتاحت لهم بعض مقاهي الإنترنيت فرصة الإبحار والتعرف على ما يختزنه عالم المعلوميات، فما يتوصلون إليه، بغير دراسة ومتابعة ومراقبة، لا يكون له مفعول إيجابي في الاستيعاب العلمي، بقدر ما يجعلهم مشتتي الفكر، غير قادرين على إعقال المعلومة وتوظيفها التوظيف الصحيح".

ومن جهته أبرز خالد موساوي (أستاذ باحث) في تعليقه على تغطية المؤسسات التعليمية الوطنية بشبكات الإنترنيت بكونها لا تتجاوز 0.6 %، أكد محدثنا على "أن الواقع أفظع من ذلك، لأن التغطية لا يجب أن تكون فقط من خلال وجود هذه الوسائل المعلوماتية في المدارس، إنما يجب أن تكون وسائط وآليات ومستلزمات حقيقية في التدريس والتلقين.

وهذا المعطى غير متأتى بشكل صريح في مناهجنا التربوية، الشيء الذي من شأنه أن يضعف المدرسة العمومية الوطنية ويجعلها ماضوية تجاوزت من طرف الزمن"
الشيء نفسه أكدته زين العابدين (أستاذة)، بقولها، "إن ركوب تحدي المعلوميات المتسارعة، يجب أن يكون مبنيا على أسس ووفق الأبجديات الأولى للتدريس حتى يكون لهذه الوسائط أصول متصلة ومترابطة لتسهيل تمرير المعلومات وتجدير حضورها".

إن ربط المدارس بالإنترنيت ووسائط الاتصالات، يدخل في صميم التنمية البشرية عبر تطوير عملية تعليم وتثقيف الموارد البشرية وجعلها قادرة على مجابهة التحديات والاندماج بشكل تلقائي في المحيط الخارجي، فالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أطلقها جلالة الملك في منتصف السنة الماضية لتعد منهجا علميا واستراتيجيا، يقتضي السير على منواله بالتسلح بكل آليات التواصل المتاحة وغير المتاحة.




تابعونا على فيسبوك