أطلقت جمعية نسيم لمحاربة الإدمان، بتعاون مع مصلحة علاج الإدمان بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدارالبيضاء، نقاشا علميا حول ظاهرة "البوفا"، أحد أشكال الكوكايين الرخيص والخطير الذي يجتاح الأوساط الهشة في المغرب، مخلفا آثارا صحية ونفسية واجتماعية مدمرة.
ولأجل ذلك التأم، اليوم الجمعة في كلية الطب والصيدلة في الدارالبيضاء، عدد من مهنيي الصحة، من أطباء في الطب النفسي وطب الإدمان، وممرضين وطلبة واختصاصيين، فضلا عن عدد من الفاعلين في مجال الإدمان والصحة النفسية، لعرض الوضعية الحالية لاستهلاك هذه المادة الخطيرة وتبادل الرؤى والأفكار حول مخاطر هذا السم القاتل وسبل مواجهته، وطرق التكفل والوقاية من الانتشار المقلق لهذه المادة.
وفي هذا الصدد، أفادت الأستاذة مريم اليازاجي، رئيسة جمعية "نسيم"، أن "البوفا" لم تعد مجرد ظاهرة هامشية، بل تحولت إلى كارثة صحية واجتماعية حقيقية بسبب انتشارها السريع وسهولة الحصول عليها وانخفاض تكلفتها، ما جعلها في متناول الفئات الهشة والشباب العاطل.
واعتبرت اليازاجي إطلاق النقاش العلمي حول "البوفا" بالمنصة التي ترمي إلى التعبئة الجماعية من أجل بناء وعي مجتمعي حقيقي بخطورة هذا السم وآثاره الكارثية، والدعوة إلى تضافر الجهود بين القطاعات الصحية والاجتماعية والتربوية للحد من هذا الوباء الصامت.
ولأجل ذلك، تسعى جمعية نسيم ومصلحة علاج الإدمان بالمستشفى الجامعي ابن رشد إلى توفير أدوات ومعارف ميدانية لمهنيي الصحة تساعدهم على التعامل الفعال مع الإدمان على "البوفا"، وعلى مرافقة المرضى وأسرهم بطرق علمية وإنسانية تعيد لهم الأمل في التعافي والاندماج.
وتبعا لذلك، انكبت أشغال اليوم العلمي على مناقشة مجموعة من المحاور التي تلامس مختلف أبعاد ظاهرة إدمان "البوفا"، في محاولة لتفكيك مسبباتها واستجلاء تداعياتها الاجتماعية والنفسية والصحية، إذ جرى التشديد على أهمية الوقاية كمدخل أساسي للحد من تفشي الظاهرة، من خلال التوعية والتثقيف الصحي، مع إبراز الدور المحوري للأسر في مسار التعافي، عبر مقاربة إنسانية توفر الدعم النفسي والاجتماعي لأقارب المدمنين، من خلال جلسات استماع وجماعات للحوار والمساندة.