اختُتمت بالرباط فعاليات الجمعية العامة الثامنة والخمسين للاتحاد العربي للنقل الجوي (AACO)، والتي نُظمت تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وبدعوة من عبد الحميد عدو، الرئيس المدير العام للخطوط الملكية المغربية، الذي ترأس الجمعية لهذا العام.

وقد توّجت الجمعية العامة سلسلة من الاجتماعات المكثفة والنقاشات رفيعة المستوى باعتماد مجموعة من القرارات الجوهرية، في مقدمتها القرار البيئي الاستراتيجي، الذي يعكس رؤية موحدة بين شركات الطيران العربية تجاه قضايا المناخ والنمو المستدام، في وقت أظهرت فيه التقارير الرسمية تعافيًا كاملاً للصناعة وتحقيق نتائج مالية وتشغيلية غير مسبوقة بعد الجائحة.

ومن أبرز نتائج الجمعية العامة، اعتماد قرار خاص بالطيران والبيئة، حيث أكد الاتحاد العربي للنقل الجوي أن برنامج "كورسيا" يجب أن يبقى البرنامج العالمي الوحيد القائم على السوق لمعالجة انبعاثات الطيران الدولي، داعيا الحكومات في جميع أنحاء العالم إلى الالتزام الكامل باتفاقياتها ضمن "الإيكاو".
وشدد الاتحاد على أهمية تسريع تقييم "الإيكاو" لمعايير اعتماد الاستدامة الخاصة بوقود الطيران منخفض الكربون، إلى جانب وقود الطيران المستدام (SAF) ومصادر الطاقة النظيفة الأخرى في الطيران دون استبعاد أي مصدر أو مسار انتاج أو مادة أولية أو تقنية.
ودعا الاتحاد الحكومات العربية إلى اتخاذ التدابير اللازمة وفقا لاتفاقية باريس وبرنامج كورسيا، لضمان توافر كميات كافية من شهادات الكربون المعتمدة للاستخدام ضمن برنامج كورسيا.

كما دعا الحكومات العربية إلى إعطاء الأولةية لتطوير وإنتاج وقود الطيران المنخفض الكربون ووقود الطيران المستدام والاستثمار في eSAF وتطوير إنتاجه في البلدان العربية باعتبارهما عنصرين أساسيين لدعم نمو قطاع الطيران بطريقة تضمن استدامته البيئية. كما أكد الاتحاد أن تخفيضات الانبعاثات، سواء من خلال استخدام الطاقات الأنظف أو شهادات الكربون يجب أن يعترف بها عالميا من قبل جميع الجهات التنظيمية في مختلف الدول بما يضمن عدم الازدواج في الالتزامات المتعلقة بالانبعاثات ذاتها، كما أكد الاتحاد أن فرض ضراب أو تدابير إضافية من شأنه زيادة تكاليف السفر والحد من نمو القطاع، دون تحقيق فائدة بيئية حقيقية أو ملموسة.
وقد أشار القرار إلى أن قطاع الطيران لا يتجاوز 2.5 في المائة من الانبعاثات الكربونية عالميًا، في حين يسهم بأكثر من 10 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي من خلال مساهماته في السياحة، التجارة، وربط الشعوب.

تقرير “حال الصناعة”: تعافٍ قوي وأرباح تاريخية

قدّم الأمين العام للاتحاد، عبد الوهاب تفاحة، تقريرًا شاملًا عن وضع الصناعة تحت عنوان "حال الصناعة"، أظهر فيه أن قطاع النقل الجوي العربي قد تخطّى تبعات الجائحة، محققًا أرقامًا قياسية على المستويين التشغيلي والمالي خلال عام 2024، من أبرزها:

+372 مليون مسافر من وإلى وداخل المنطقة العربية، بزيادة 10.5 في المائة عن 2023 و10.8 في المائة عن 2019.
+ 463.3 مليون مسافر عبر المطارات العربية (+11.4% عن 2023، و+17.7 في المائة عن 2019).
+ارتفاع الشحن الجوي بنسبة 13 في المائة مقارنة بعام 2023، رغم التوترات الجيوسياسية.
+صافي أرباح بقيمة 9.8 ملايير دولار، للعام الثالث على التوالي من الربحية المستدامة.
+أسطول جوي عربي يضم 1,665 طائرة، 87 في المائة منها قيد التشغيل، وتسليم 50 طائرة جديدة خلال 2024.
+أداء تشغيلي ممتاز مع نسبة إشغال مقاعد بلغت 83.9 في المائة، وهامش تشغيلي يقارب 12 في المائة.
وفي المقابل، حذر التقرير من استمرار التحديات في سلاسل التوريد، مشيرًا إلى تراكم طلبات الطائرات عالميًا إلى أكثر من 17,000 طائرة، وتأخيرات في التسليم وارتفاع في تكاليف الإيجار والصيانة، مما يؤثر على خطط التحديث والابتكار لدى الشركات.
كما نبه إلى أن الوصول إلى وقود SAF ما زال محدودًا، داعيًا إلى تعاون دولي فعّال لتفادي تكرار الإجراءات الإقليمية التي ترفع التكلفة وتعقّد التزامات شركات الطيران.

انتخاب لجنة تنفيذية جديدة لمرحلة استراتيجية

خلال الجلسة المغلقة للجمعية العامة، تم انتخاب اللجنة التنفيذية الجديدة للاتحاد العربي للنقل الجوي لمدة ثلاث سنوات، وضمت الأعضاء :

عبد الحميد عدو – الخطوط الملكية المغربية
أنطونوالدو نيفيس – الاتحاد للطيران
محمد الحوت – طيران الشرق الأوسط
الطيار أحمد عادل – الشركة القابضة لمصر للطيران
المهندس بدر المير – الخطوط الجوية القطرية
سامح عرابي – الخطوط السورية
المهندس إبراهيم العمر – الخطوط السعودية
حليمة خواجة – الخطوط التونسية
بندر المهنّا – طيران ناس

---