تأكيد جدوى نفق المغرب-إسبانيا: عشر سنوات مدة الأشغال والتكلفة 8.5 مليار أورو

الصحراء المغربية
الأربعاء 29 أكتوبر 2025 - 12:40

تتجه إمكانية إنشاء نفق يربط المغرب بإسبانيا، وبالتالي إفريقيا بأوروبا، إلى الاقتراب من الواقع بعد تأكيد دراسة جدوى حديثة، أعدتها الشركة الألمانيةHerrenknecht، الرائدة عالميا في تكنولوجيا الحفر.

هذه الدراسة خلصت إلى أن المشروع ممكن تقنيا رغم تعقيداته الكبيرة، خصوصا في المناطق الجغرافية الصعبة مثل عتبة كامارينال أسفل مضيق جبل طارق.

أول نفق استكشافي قبل 2027

بحسب مصادر المشروع، نشرتها العديد من الصحف الاسبانية، فمن المتوقع أن تتخذ الحكومتان الإسبانية والمغربية قرارا نهائيا حول تراخيص إنشاء أول نفق استكشافي قبل صيف 2027، وهو ما يمثل المرحلة الأولى لتجهيز البنية التحتية الأساسية للنفق الكامل. وقد أجرى المسؤولون زيارات استشارية إلى النرويج للاطلاع على مشروع مماثل، وهو نفق Rogfast الأطول والأعمق في العالم، إلى جانب الدراسات الجيولوجية والزلازلية بمساعدة الخدمة الجيولوجية الأمريكية.

تقديرات زمنية ومالية

تشير التقديرات الأولية إلى أن بناء النفق الاستكشافي قد يستغرق ما بين 6 و9 سنوات، على أن يمتد الجزء الإسباني لحوالي 40 كيلومترا، مع محطة نهائية في منطقة Vejer de la Frontera ودمج مع شبكة السكك الحديدية العامة عبر خط Cádiz-Sevilla.
أما الميزانية الأولية المخصصة للأعمال في الجانب الإسباني فتتجاوز 8.5 مليار أورو، تشمل النفق الاستكشافي، والأنفاق النهائية، والمحطات، والمرافق، والتكاليف الطارئة، مع توقع الاستفادة من تمويل أوروبي جزئي.

مرحلة أولية قبل مونديال 2030

يتوقع المشروع أن يبدأ بالمراحل المادية الأولية حوالي 2030، متزامنا مع مونديال 2030 الذي ستستضيفه إسبانيا والمغرب والبرتغال، بينما تُشير مصادر قريبة من المشروع إلى أن الإنجازات الكبرى قد تمتد حتى الفترة بين 2035 و2040، نظرا للتحديات التقنية وحجم الاستثمار المطلوب.

مشروع استراتيجي لإفريقيا وأوروبا

يشمل التخطيط دراسة جدوى اقتصادية تشمل النقل البري للركاب والبضائع، وربط النفق بالسكك الحديدية، وتقديم خدمات لوجستية، وربط كهربائي وألياف بصرية. ويرى الخبراء أن النفق سيساهم في تعزيز موقع شبه الجزيرة الإيبيرية كنقطة وصل حيوية بين أوروبا وأفريقيا، ويعزز شبكة النقل والطاقة المشتركة في المنطقة.

عقود من الدراسات وإعادة تنشيط المشروع

يعود مفهوم النفق إلى القرن التاسع عشر، مع أول اتفاق رسمي بين المغرب وإسبانيا عام 1979. وبعد عقود من الدراسات واللجان المشتركة، أعادت الحكومة الإسبانية تحت قيادة بيدرو سانشيز إطلاق المشروع منذ 2021 بدعم من صناديق الاتحاد الأوروبي للتعافي الاقتصادي، فيما تكفلت الدولة بملايين اليوروهات في مراحل مختلفة.

تؤكد دراسة Herrenknecht الحديثة أن التحديات التقنية موجودة لكنها قابلة للتنفيذ، ما يضع المشروع على الطريق الصحيح نحو مرحلة فعلية، ويعيد فتح النقاش حول أكبر جسر بري بين قارتين في التاريخ الحديث.
 




تابعونا على فيسبوك