أفادت مصادر متخصصة في علم التسمم وجود تحذيرات طبية من استهلاك نوع من العسل، يطلق عليه اسم "العسل الملكي" بعد تسببه في مضاعفات صحية خطيرة، أودت بحياة أحد المستهلكين، متأثرا بمضاعفات صحية على مستوى وظيفة القلب.

ووجه المركز تحذيرا إلى مهنيي الصحة وإلى عموم المستهلكين بشأن المخاطر الكبيرة المرتبطة باستهلاك هذا النوع من العسل، الذي يروج تحت أسماء مثل "عسل ملكي" أو "ملكي عسل"، ما يستوجب الحذر من المنتجات المشابهة على الشبكة العنكبوتية ومن احتمال استمرار تسويق أي عينات في السوق، علما أن السلطات الصحية المكلفة باشرت عملية سحبها لتفادي أثرها الخطير على الصحة وحماية صحة وسلامة المستهلكين.
وناشد المركز المستهلكين توخي الحذر الشديد وتفادي شراء هذا النوع من العسل أو المكملات الغذائية عبر الأنترنيت، مع التنبيه إلى ضرورة اليقظة عند التسويق لبعض المنتجات على أنها "طبيعية"، بينما قد تحتوي في الواقع على مواد دوائية غير مذكورة على ملصق عبوات تعبئة هذه المنتوجات، ما يجعلها تشكل خطرا كبيرا على الصحة العامة من خلال التسبب في مضاعفات صحية خطيرة، قد تكون قلبية وكلوية وعصبية خطيرة، حسب أطباء المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية.
وذكرت المصادر أن خطورة هذه المنتجات تكمن في أنها تعرض على أساس أنها "طبيعية"، غير أن المركز يؤكد أن كثيرا منها يسوق عبر الأنترنيت وقد يحتوي على مواد دوائية غير مصرح بها مثل "السيلدينافيل" و"التادالافيل"، وهما مادتان تخضعان لتنظيم صارم ويستعملان حصرا في علاج ضعف الانتصاب. وأثبتت دراسات سابقة أن استهلاك هذه المواد دون استشارة طبية يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
ويأتي ذلك بناء على تلقى المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية حالة لشاب، يبلغ من العمر 27 سنة، كان يتابع علاجه من مرض قلبي خلقي، وتفيد النشرة الإنذارية للمركز، اطلعت "الصحراء المغربية" على نسخة منها، بأن" الشاب تناول المنتوج بغرض تعزيز القدرة الجنسية، لكن دقائق بعد استهلاكه، ظهرت عليه أعراض التهاب حاد في عضلة القلب، سرعان ما تعقدت بفشل كلوي حاد استدعى إدخاله إلى قسم الإنعاش وإخضاعه لجلسات تصفية الدم، ورغم العلاجات المتخصصة انتهت حالته بالوفاة"، تبرز النشرة الإنذارية نفسها.
ولتفادي تكرار مثل هذه الحالات، جدد مصدر متخصص في علم التسمم ضرورة اليقظة من استهلاك هذه المنتجات، مع دعوة المهنيين في القطاع الصحي إلى استحضار احتمالات التعرض للتسمم بهذه المنتجات عند التعامل مع المرضى الذين يعانون من أعراض قلبية أو كلوية غير مفسرة، والتي قد تكون ناتجة عن التسمم بمثل هذه المنتجات، وهو ما يستوجب الإبلاغ الفوري عن أي حالة مشبوهة لدى السلطات الصحية المعنية ومنها المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، بغاية تعزيز المراقبة على المكملات الغذائية التي تباع عبر الأنترنيت خصوصا تلك التي يدعي مروجوها على أنها تمتلك خصائص مقوية جنسيا.

---