زار فريق صحيفة "ماركا" الاسبانية الشهيرة المملكة المغربية، ووقف ميدانيًا على مدى جاهزية البلد لاحتضان جزء من مباريات كأس العالم 2030، التي ستُنظم بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال.
وكتب الصحافي خوان كاسترو إن وتيرة الأشغال تتسارع من طنجة إلى مراكش، ومن الرباط إلى أكادير، لإعادة تأهيل الملاعب وتحسين البنيات التحتية، في مشهد "يبعث على الإعجاب والتفاؤل".
النهائي في الدار البيضاء
في قلب هذه الدينامية، يبرز مشروع الملعب الكبير بالدار البيضاء الذي سيحمل اسم "الملك الحسن الثاني"، بطاقة استيعابية تصل إلى 115.000 متفرج، ليكون بذلك أكبر ملعب في إفريقيا، وأحد أبرز الملاعب عالميًا. هذا المشروع الذي وُصف بـ"جوهرة التاج" يُعد الركيزة الأساسية في رؤية المغرب لتنظيم كأس عالم استثنائي.
رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، الذي يقود لجنة تنظيم الملف المغربي، صرّح أكثر من مرة قائلاً: "نريد أن تُقام المباراة النهائية في الدار البيضاء".
وكتب كاسترو "رغم أن ملعب سانتياغو برنابيو الإسباني يبقى مرشحًا قويًا هو الآخر، إلا أن القرار النهائي سيكون في يد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
ستة ملاعب جاهزة
إلى جانب ملعب الدار البيضاء الجديد، سيحتضن المغرب مباريات المونديال في خمسة ملاعب أخرى، جميعها تخضع لعمليات تحديث وتوسعة، وهي ملعب طنجة الكبير (75.600 متفرج)، وملعب الرباط – الأمير مولاي عبد الله (68.700 متفرج)، وملعب أكادير الكبير (46.000 متفرج)، وملعب فاس الكبير (55.800 متفرج)، وملعب مراكش الكبير (70.000 متفرج)
وبهذه المنشآت، يعزز المغرب مكانته كقوة كروية صاعدة على الصعيد الإفريقي والعالمي، ويؤكد استعداده لتقديم تجربة جماهيرية وتنظيمية عالمية بكل المقاييس.
المغرب يربح الرهان
رغم أن موعد كأس العالم ما يزال بعيدًا (2030)، إلا أن المغرب اختار أن ينطلق مبكرًا في ورش التجهيز والتحديث. ويُرتقب أن يكون كأس إفريقيا 2025، المقرر تنظيمه ما بين دجنبر 2025 ويناير 2026، بمثابة اختبار حقيقي لقدرات المملكة في التنظيم، ومقدمة لنجاح أكبر على مستوى المونديال.
وأضافت الصحيفة أن الحدث القاري سيشهد مشاركة نجم ريال مدريد براهيم دياز، الذي اختار الدفاع عن قميص "أسود الأطلس"، وهو ما يشكل إضافة نوعية للمنتخب الوطني. وقد شارك مؤخرًا في تجمع المنتخب بالمغرب، حيث شوهد يردد النشيد الوطني بفخر من منصة الملعب.
وكتبت أن التحضيرات لا تقتصر فقط على إعادة تأهيل الملاعب. فالمغرب يعمل أيضًا على تحديث بنياته التحتية الاجتماعية والخدماتية، عبر مشاريع كبيرة تشمل النقل، والفنادق، والاتصالات والخدمات الرقمية، مما يعزز مكانته كوجهة سياحية ورياضية دولية.
نموذج إفريقي جديد
أظهرت زيارة "ماركا للمغرب" بوضوح أن المملكة المغربية لا تراهن فقط على تنظيم كأس عالم مشترك، بل تسعى لخلق نموذج إفريقي جديد في التنظيم، والطموح، والانفتاح. والمغرب لا يكتفي بالمشاركة فقط، بل يريد أن يُبهر العالم، ويُثبت أن إفريقيا قادرة على احتضان أكبر التظاهرات الرياضية بأعلى معايير الجودة.