في الحوار التالي مع صحيفة "آس" الاسبانية يتحدث وليد الركراكي عن تطور المنتخب المغربي، ورهانه على النجوم مزدوجي الجنسية، واستراتيجيته لما بعد المونديال، وتفاصيل الكواليس التي رافقت إقناع براهيم دياز باختيار المغرب بدلًا من إسبانيا.
سؤال: كنت في جولة بإسبانيا مؤخراً، هل الأمر يتعلق بمتابعة اللاعبين؟
جواب: نعم، كنت في ملعب "سانتياغو برنابيو" لمتابعة مباراة في دوري الأبطال. كنت آمل أن يحظى براهيم بدقائق أكثر، لكن الأهم أننا نتابع لاعبينا باستمرار. لا نكتفي بالمشاهدة، بل نتواصل معهم، نمنحهم الدعم، وهذا هو الجانب الخفي من عمل المدرب. المغرب بلد يعشق كرة القدم، ولا يُعقل أننا لم نفز سوى بلقب واحد في كأس إفريقيا. هدفنا تغيير هذه الوضعية. التحدي الأكبر هو تغيير ذهنية اللاعبين وكتابة تاريخ جديد في كأس إفريقيا. تألقنا في كأس العالم جيد، لكن الألقاب هي ما تبقى في النهاية.
- هل غيّر المونديال عقلية المنتخب المغربي؟
بكل تأكيد. كنت لاعبًا سابقًا في المنتخب ومساعدًا في 2013، وأعرف جيدًا هذا الفريق. أنا أيضًا مزدوج الجنسية، ولدت في فرنسا واخترت تمثيل المغرب، لذا أفهم ما يمر به اللاعبون. لطالما امتلك المغرب مواهب، لكن كان ينقصنا التغيير الذهني. كنا نحتاج إلى أن ننظر إلى الكبار في أعينهم دون خوف، وقد نجحنا في ذلك.
- ماذا عن ملف لامين؟ هل فشلتم في إقناعه؟
قدّمنا له مشروعًا قويًا لصناعة التاريخ. لم أكن لأقول له: “ستبدأ مع منتخب تحت 23 سنة” وهو الذي يلعب في الفريق الأول لبرشلونة في سن الـ16! احترمت قراره واختياره لإسبانيا، وتفهمت دوافعه.
- هل تم التقليل من قيمة المغرب في مباراة إسبانيا بكأس العالم؟
لا أعتقد ذلك. لويس إنريكي مدرب كبير واحترمنا. لكن أحيانًا تواجه فريقًا يبذل كل ما في وسعه. لعبنا مباراة تكتيكية رائعة وأرهقناهم. ركلات الترجيح حسمت النتيجة، وكنا محظوظين. أعتقد أن إسبانيا قدمت أداءً جيدًا بأسلوبها المعهود، لكن ربما افتقرت للمسة الحاسمة.
- كم من الوقت والجهد تطلب إقناع ابراهيم دياز؟
الكثير جدًا. سافرت إلى ميلانو، ثم إلى مدريد مرتين، مرة مع رئيس الجامعة، وثالثة بمفردي. أردنا أن يشعر بأنه مهم، وأن نعطيه الوقت ليتأقلم مع المنتخب والثقافة المغربية. زار الرباط، مراكش وطنجة، واطّلع على الأجواء بنفسه. في نهاية المطاف، اختار المغرب في وقت كان ضمن مفكرة منتخب إسبانيا. بعض الناس قالوا إنه اختار المغرب لأنه لم يُستدعَ لإسبانيا، لكن الحقيقة أنه كان متألقًا مع ريال مدريد وكان مرشحًا للانضمام للمنتخب الإسباني. قراره كان نابعًا من القلب، ونحن ممتنون له.
- وماذا أضاف لكم ابراهيم داخل وخارج الملعب؟
أعطانا الكثير. وجود نجم يلعب في ريال مدريد ويختار المغرب يعطي مصداقية للمشروع، ويسهّل إقناع لاعبين آخرين مزدوجي الجنسية. أصبحنا نملك لاعبين من باريس سان جيرمان، وموناكو، والدوري الإنجليزي... الآن يمكننا النظر إلى الكبار بثقة. نحن بين أفضل 12 منتخبًا في العالم.
- هل تنوون التحدث مع تياغو بيتارتش، لاعب ريال مدريد الصاعد؟
أكيد. لكننا لا نركض خلف كل لاعب من أصول مغربية. العالم تغيّر وأصبحنا نعيش في واقع متعدد الثقافات. لدينا مشروع واضح: الأفضل هم من نريدهم، ونخاطبهم بما نملك من حب وشغف، وببنية تحتية بمستوى عالمي، مع حلم تنظيم المونديال. المهم أن يختار اللاعب بقلبه، سواء اختارنا أو اختار فرنسا أو إسبانيا.
- هل تجد أن التعامل مع هذه الملفات يحتاج حسًا إنسانيًا؟
دون شك. القيادة في كرة القدم لا تأتي فقط من الخبرة، بل من القدرة على التعامل الإنساني. أقول للاعبين: “نقضي في غرفة الملابس وقتًا أطول من الذي نقضيه مع عائلاتنا، فإذا كانت الأجواء سلبية، فذلك مثل السجن.” أحاول أن أكون أبًا أو صديقًا لهم، لكن في الوقت نفسه أقول لهم الحقيقة. لا أحد يفوز بالألقاب من دون مجموعة موحدة.