نظم، أمس الخميس بمقر عمالة الرحامنة، لقاء تواصليا لمواكبة حاملي المشاريع السياحية بالإقليم، والتعريف بالبرنامج الوطني لدعم المقاولات السياحية "GO سياحة"، واطلاع مختلف الفاعلين السياحيين على مزايا هذا البرنامج المندرج في إطار تنزيل برامج خارطة الطريق لقطاع السياحة 2023 – 2026.

ويندرج هذا اللقاء، المنظم بمبادرة من عمالة إقليم الرحامنة تحت شعار "فرصة لبناء جماعي لمستقبل المجال الترابي"، بشراكة مع المندوبية الجهوية للسياحة بمراكش آسفي، في إطار تنزيل البرنامج الوطني "GO سياحة، الذي أطلقته وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني بشراكة مع الوكالة الوطنية للنهوض بالمقاولة الصغرى والمتوسطة.

وجرى خلال هذا اللقاء، الذي عرف حضور ممثلين عن وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، ومكتب للدراسات واستشارة الخبرة، تسليط الضوء على أهمية هذا البرنامج لتطوير القطاع السياحي بكل مكوناته، والاستجابة للتظاهرات الدولية الكبرى التي ستعرفها المملكة وفي مقدمتها تنظيم كأس إفريقيا للأمم 2025، وكأس العالم سنة 2030.

وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، أكد عزيز بوينيان عامل إقليم الرحامنة، أن الإقليم يزخر برصيد طبيعي وثقافي وتاريخي متنوع، يجعل منه مجالا واعدا لاحتضان مشاريع سياحية مبتكرة ومستدامة، مشيرا الى أن الإقليم يتوفر على أنشطة سياحية نوعية ومتكاملة، منها المنطاد الهوائي، وركوب الدراجات الرباعية، ودور الضيافة، والتزحلق على الماء، والمهرجانات الموسمية، وهي عناصر تشكل نواة صلبة لعرض سياحي تنافسي.

وأوضح بوينيان أن التحدي المطروح يكمن في تحويل هذه المؤهلات إلى مشاريع واقعية ذات أثر اقتصادي واجتماعي ملموس، تعزز الدينامية المحلية وتوفر فرص الشغل الكريم للشباب والنساء في احترام تام لمبادئ الاستدامة وحماية البيئة.

ودعا عامل اقليم الرحامنة كافة الفاعلين المحليين والجهويين إلى الانخراط الفعلي في إنجاح هذا الورش، من خلال تبسيط المساطر، وتسهيل الولوج إلى العقار، وتأطير حاملي المشاريع، وتوفير الظروف الملائمة لتحقيق الإقلاع السياحي المنشود.

من جانبه، أشار أنوار العلوي المدير العام للوكالة الوطنية للنهوض بالمقاولة الصغرى والمتوسطة، إلى أن هذا اللقاء يندرج في إطار القوافل التحسيسية المنظمة على الصعيد الوطني، بشراكة مع وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، مذكرا بأن الهدف الأساس لهذه المبادرة يتمثل في التعريف ببرنامج "GO سياحة"، المخصص لمواكبة المقاولات السياحية.

وأكد أنوار العلوي أن الجهة تزخر بإمكانات سياحية وتاريخية ملحوظة، وتشهد بوادر دينامية اقتصادية في هذا القطاع، مشددا على ضرورة مواكبة الوحدات السياحية القائمة أو الحديثة قصد تعزيز العرض السياحي الجهوي، وتحسين تنافسية المقاولات والنهوض بسياحة أكثر استدامة.

بدوره، أكد محسن العلوي الشافعي المندوب الجهوي للسياحة بمراكش، على ضرورة انخراط جميع الفاعلين السياحيين في هذا البرنامج الذي عرفت محطاته الجهوية إقبالا للمهنيين الذين عبروا عن استعدادهم للمساهمة في التسويق الجيد للقطاع السياحي، مشيرا الى أن إقليم الرحامنة يتوفر على مؤهلات سياحية، من شأن تثمينها لاسيما في السياحة القروية والبيئية، وتقديم قيمة مضافة حقيقية للإقليم.

يشار إلى أن برنامج "GO سياحة" الذي تم إطلاقه في 14 فبراير2024، يهدف إلى مواكبة المقاولات السياحية من خلال تقديم عروض ترفيهية مبتكرة ومتنوعة من شأنها تعزيز مكانة المغرب كوجهة سياحية متميزة من حيث التجارب السياحية. ويروم مواكبة 1700 مقاولة سياحية في أفق 2026 بغلاف مالي يصل إلى 720 مليون درهم.

 ويرتكز البرنامج الذي تشرف عليه وكالة "مغرب المقاولات"، حول ثلاثة مكونات وهي "دعم الإستثمار" من خلال تقديم مكافآت للمشاريع المرتبطة بالسياحة والإيواء، بنسب تتراوح بين 30 و35 في المائة من المبلغ الإجمالي للاستثمار، و"الإستشارة والخبرة الفنية" فيما يتعلق بالإستراتيجية المالية والتميز التشغيلي وتطوير السوق والتحول الرقمي حيث يغطي البرنامج ما يصل إلى 90 في المائة من تكاليف الخدمات.

 أما المكون الثالث فيتعلق ب"دعم النمو الأخضر" من خلال استهداف مشاريع التنمية المستدامة في مجال السياحة بمنحة استثمار تصل إلى 40 في المائة من إجمالي مبلغ الاستثمار وبدعم 90 في المائة من تكلفة الإستشارة والخبرة الفنية في التنمية المستدامة.

---