قالها بصراحة، ودون لف أو دوران: "لا يمكننا إجبار أحد على حمل قميص المغرب، ولامين لم يكذب، لقد شعر أنه إسباني"، بهذه الكلمات الحزينة، كشف وليد الركراكي، مدرب المنتخب الوطني المغربي، كواليس خفية من واحدة من أكبر خيبات الأمل الكروية لدى جماهير "أسود الأطلس".
فرصة ضاعت رغم كل شيء
في مقابلة مثيرة مع برنامج "شيرينغيتو" الإسباني، عاد الركراكي ليروي تفاصيل محاولات المغرب إقناع الجوهرة الصاعدة لبرشلونة، لامين يامال، بتمثيل المنتخب المغربي بدل "لاروخا". قال إن الجامعة الملكية المغربية فعلت كل ما في وسعها: تواصلت مع اللاعب، مع عائلته، مع محيطه، وأبرزت له مشروع المغرب، من كأس إفريقيا التي ستُقام في المملكة، إلى حلم مونديال 2030 الذي يحتضنه المغرب إلى جانب إسبانيا والبرتغال.
لكن لامين، ابن حي روكافوندا في ماتارو، لأب مغربي وأم غينية – رد باحترام، لكن بوضوح مؤلم: "شكراً على الحب والاهتمام، لكنني أشعر أنني إسباني." كلمات لم تكن فقط حاسمة، بل كانت بمثابة طعنة جديدة في قلوب عدد من المغاربة الذين رأوا في الشاب الموهوب امتداداً لحكيمي وبوفال وأمرابط... لكن الحلم تبخر قبل أن يولد.
الركراكي لا يلومه، لكن الشعب المغربي؟
أكد الركراكي أن اللاعب كان "صادقاً"، وأنه لم "يلعب على الحبلين"، ولم يستغل انتماءه المزدوج لتحقيق مكاسب. لكنه أشار كذلك إلى مرارة الشعور حين تفقد موهبة مثل يامال في عمر الـ17، وهي تتألق بقميص غير قميص بلد الأصول، أمام أعين ملايين المغاربة الذين كانوا يحلمون به يهز شباك المنافسين في الرباط أو أكادير أو الدار البيضاء.
قصة لامين يامال ليست القاعدة، فقد ربح المغرب مواهب أخرى مثل منير الحدادي، وحكيمي، وعبد القدر دياز، وسفيان بوفال وسفيان أمرابط، وسليم أملاح وإلياس بنصغير، وغيرهم كثير من الذين اختاروا تمثيل المغرب بدل بلدان ولادتهم، رغم أن بعضهم وُلد وتكوّن كرويا في أوروبا، لكنهم فضلوا حمل قميص "أسود الأطلس"، في قرار وُصف دوماً بالشجاع الذي يستجيب لما يمليه القلب.