توجت الكاتبة مريم جبور، بجائزة الشباب عن روايتها "الخيانة"، في الدورة الثالثة لمهرجان مراكش للكتاب الإفريقي، التي اختتمت فعالياتها، أمس الأحد بالمركز الثقافي "نجوم جامع الفنا"، خلال حفل خصص لتسليم جائزة مراكش للمدارس الثانوية، والتي تهدف إلى تشجيع القراءة والكتابة بين الشباب، وتعزيز دور الأدب في تنمية الوعي الثقافي لديهم.
وتروم هذه الجائزة التأكيد على الالتزام الاجتماعي لمؤسسة المهرجان في مشاركة معارفها ونقلها إلى الأجيال الصاعدة، في إطار رؤية شاملة تهدف إلى تعزيز الفعل الثقافي والفكري لدى الشباب.
وأعربت الكاتبة الشابة مريم جبور، عن سعادتها بالتتويج بهذه الجائزة، مؤكدة أنها تمثل تشجيعا كبيرا ودافعا لها للاستمرار في الكتابة، خاصة أنها تأتي من فئة الشباب الذين أبدوا شغفا بالقراءة والتفاعل مع الأدب، مشيدة في السياق نفسه، باللقاءات التي جمعتها خلال المهرجان مع قرائها الشباب، حيث لمست فضولهم الثقافي الكبير وانفتاحهم الفكري وطرحهم لأسئلة عميقة، مما جعل هذه التجربة، على حد تعبيرها، تبادلية وغنية جدا.
وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، أكد يونس أجراي المندوب العام لمهرجان الكتاب الإفريقي، أنه بالرغم من حداثة عهد هذا المهرجان، إلا أنه استطاع فرض نفسه على المستويات الوطنية والقارية والدولية، مؤكدا أن برنامج هذه الدورة أولت اهتماما خاصا بالشباب من خلال تخصيص فعاليات متنوعة لهم، لاسيما من خلال تنظيم لقاءات أدبية في الجامعات والثانويات وإطلاق جائزة مراكش للمدارس الثانوية، التي تتيح لحوالي 200 تلميذ فرصة التفاعل مع الكتب على مدار العام، مما يشجع فعل القراءة والكتابة لديهم.
وبخصوص موضوع هذه الدورة، أوضح أجراي أن التركيز على الأصوات النسائية في الأدب الإفريقي جاء انطلاقا من قناعة بأن للنساء رؤية خاصة للعالم ينبغي الإنصات إليها، لاسيما في مجتمع يغلب عليه الطابع الذكوري، مشيرا إلى أن الأدب، سواء كان للنساء أو الرجال، هو وسيلة للسفر عبر مخيلات الشعوب واستكشاف ثقافاتها.
وتميزت الدورة الثالثة لمهرجان الكتاب الإفريقي بمراكش، التي نظمتها جمعية "نحن فن إفريقيا"، على مدى أربعة أيام، بتكريم كريستيان توبيرا وزيرة العدل الفرنسية السابقة، تقديراً لإسهاماتها الفكرية والسياسية، ودورها البارز في الدفاع عن قيم العدالة والحرية، ومسيرتها الحافلة ومواقفها المؤثرة على الساحة الدولية، كما جرى تكريم أعمال أدباء ومفكرين اعترافا بمساهمتهم في إغناء الإرث الثقافي الإفريقي، بالإضافة إلى تسليط الضوء على كتاب أفارقة من قبيل أيقونة الأدب الكاتبة الغوادلوبية، ماريز كونديه، والكاتب والناقد الكاميروني، ليونيل مانغا.
وأشادت كريستيان توبيرا وزيرة العدل الفرنسية السابقة، في كلمة بالمناسبة، بماريز كوندي معلمتها السابقة التي أصبحت صديقة لها، مؤكدة جرأتها وقوة كتابتها التي تركت بصمتها لدى أجيال من القراء.
وتطرقت إلى تأثرها الشخصي بماريز كوندي، الحائزة على عدد من الجوائز الأدبية، معتبرةً أنها كانت بمثابة مرشدة لها في بناء فكرها.
وشهدت الدورة الثالثة لمهرجان الكتاب الإفريقي، ندوات وفعاليات ثقافية وأدبية متنوعة ونقاشات ثرية، بمشاركة نخبة من الأدباء والمفكرين والمثقفين من مختلف دول العالم.
وجرى على هامش هذه التظاهرة الثقافية، تقديم سلسلة من الندوات والجلسات الحوارية تناولت موضوعات متعددة، منها "الذاكرة والهوية الإفريقية ونقل الثقافة"، و"الأدب النسائي كآلية للتحول الاجتماعي"، و"قضايا وتحديات الحركة النسوية الإفريقية".
وشكل المهرجان، الذي أسسه كل من الكاتب والفنان التشكيلي ماحي بينبين، والفاعل الثقافي يونس أجراي، والأستاذة الجامعية حنان الصايدي، والصحفية فاطماتا ساكنا، فرصة لتسليط الضوء على الإشعاع الثقافي والفني في إفريقيا، وأتاح فضاء للنقاش حول قضايا الأدب والثقافة في القارة، كما أولى اهتماما خاصا بالشباب، عبر تنظيم ورشات في الكتابة ودورات تدريبية ولقاءات أدبية.
وتضمن برنامج المهرجان، تنظيم معرض للفنانة الهايتية ماري دينيس دويون، بالإضافة إلى إقامة الندوات والمقاهي الأدبية، وفعاليات مسائية للاحتفاء بالأدب والثقافة الإفريقيين، حيث أتيحت الفرصة للجمهور من مختلف الأعمار المشاركة في فعاليات المهرجان.