بلغ عدد السياح الوافدين على مختلف مؤسسات الإيواء السياحي المصنفة بمدينة مراكش خلال سنة 2024، أكثر من 3.18 مليون وافد بزيادة 10 في المائة، مسجلين 10 ملايين و140 ألف ليلة سياحية بزيادة 13 في المائة، لتحافظ بذلك المدينة الحمراء على صدارتها ضمن المدن الأكثر جذبا للسياح في المملكة، وتكرس وجهة سياحية بامتياز مفضلة للسياح الأجانب من مختلف دول العالم.

وحسب المعطيات التي حصلت عليها "الصحراء المغربية"، فإن عدد السياح الدوليين الذين توافدوا على الفنادق المصنفة بلغ 2,28 مليون سائح، مسجلين 7.8 مليون ليلة سياحية بارتفاع 16 في المائة مقارنة مع سنة 2023، مما أذى إلى تعزيز ليالي مبيت السياحة الدولية ب 17 في المائة.

وأضافت المصادر نفسها، أن نسبة ملئ الغرف بهذه الوحدات السياحية، شهدت زيادة ب 5 نقط، واستقرت في 72 في المائة مع ارتفاع طفيف في معدل الإقامة ب 3.2 ليالي عوض 3.1.

ويواصل السياح الفرنسيين احتلال الصدارة ب 711 ألف وافد على الوحدات السياحية المصنفة بزائد 13 في المائة، وحوالي 2 مليون و700 ألف ليلة سياحية بزائد 16 في المائة، ويعتبر السياح البريطانيين من أكبر المساهمين في هذا الارتفاع حيث ارتفع عددهم ب 41 في المائة، وتجاوز عدد الوافدين على الفنادق 397 ألف وافد، كما ارتفع عدد ليالي المبيت ب 37 في المائة، حيث تجاوزت عدد ليالي المبيت السياحية مليون و703 ألف ليلة سياحية.

في المقابل تراجعت السياحة الوطنية ب 2 في المائة، بعد تسجيل 898 ألف وافد سنة 2024 مقابل 921 وافد سنة 2023 كما سجلت عدد ليالي المبيت تراجعا طفيفا من 2 مليون و302 ألف ليلة سياحية سنة 2023  إلى 2 مليون و298 ألف ليلة سياحية سنة 2024.

وشهدت مدينة مراكش، إحدى أفضل الوجهات السياحية بالمملكة، منذ بداية سنة 2024 المنصرمة،  توافد عدد كبير من السياح الأجانب والمغاربة، للاستمتاع بمؤهلاتها السياحية وطابعها الخاص، حيث حطمت المدينة الحمراء كل أرقامها القياسية من حيث معدل ملء فنادقها، المصنفة وغير المصنفة.

وتبقى المدينة الحمراء الواجهة الأولى على الصعيد الوطني السياحي، ويعزى ذلك إلى التنوع الطبيعي والثقافي والتاريخي والحركية التي تطبع المدينة  ليل نهار، إضافة إلى المناخ الصحي والشبكة الطرقية والبرامج التي تطرحها وزارة السياحية، وهي عوامل تشجع السياح الأجانب على اكتشاف المؤهلات السياحية والمآثر التاريخية التي تزخر بها المدينة الحمراء.

وفي هدا الإطار، أكد الزوبير بوحوت خبير في المجال السياحي  في تصريح ل"الصحراء المغربية"، أن مدينة مراكش التي تنافس الكثير من المدن السياحية العالمية، بالنظر لجمالية المناظر الطبيعة بها وموقعها الجغرافي المحاذي لجبال الأطلس الكبير، توفر منتوجات سياحية متنوعة ترتكز، بالأساس، على السياحة الثقافية والسياحة البيئية، بفضل ما تزخر به من مواقع أثرية وترفيهية وفضاءات طبيعية، مما يفسر الإقبال المتزايد على منتوجها السياحي المتنوع.

وأضاف بوحوت، في هذا الصدد، أن  تعزيز النقل الجوي انعكس بشكل ايجابي على القطاع السياحي بالمدينة الحمراء، مشيرا إلى أن الربط الجوي يمثل العنصر الأساسي الذي ساهم بشكل كبير في هذه الانتعاشة السياحية التي يشهدها المغرب بصفة عامة ومدينة مراكش على وجه الخصوص، حيث  تضافرت عدة عوامل، منها الترويج السياحي الواسع الذي قام به المكتب الوطني للسياحة، والمشاركة الفعالة في المعارض الدولية، كما أن الإشعاع الذي حققه المغرب بمناسبة مشاركة أسود الأطلس في كأس العالم بقطر2022، إلى جانب الحضور المتميز في لقاءات دولية أخرى، أسهم في تسليط الضوء على المغرب، مما دفع العديد من السياح إلى التوافد على المملكة ومدينة مراكش على وجه الخصوص.

وأوضح الخبير السياحي أن فرنسا تشكل السوق التقليدي الأول بالنسبة للمغرب، مبرزا أن الكثافة السكانية لفرنسا تبلغ 68 مليون من السكان وتتوفر على اقتصاد مهم السادس عالميا والثالث على المستوى الاوربي، ودخل فردي متميز محدد في 34 ألف أورو للفرد مما يجعل منه سوقا مهما بالنسبة للمغرب.

وأشار إلى أن الوجهات الأساسية التي يسافرون إليها السياح الفرنسيون هي وجهات أوروبية من قبيل ايطاليا اسبانيا البرتغال، ويبقى المغرب أول بلد يقصده الفرنسيون خارج أوروبا خصوصا مدينة مراكش، مؤكدا أن سنة 2019  المرجعية، توافد على المغرب مليون و990 ألف سائح فرنسي ضمنهم 26 في المائة اختاروا مدينة مراكش، مسجلين 4 مليون و852 ألف ليلة مبيت، وأكثر من مليونين ليلة مبيت سياحية جرى تسجيلها بالمدينة الحمراء.

---