أصدر محمد مهدي بنسعيد وزير الثقافة والتواصل، قرارا يقضي بتسجيل المركب المائي المعروف ب"خزانات الماء" بسيدي بوعثمان في قائمة الآثار التاريخية، وذلك بعدما ظلت تقاوم الزمن والإهمال لأكثر من 800 سنة.
ونص القرار، المنشور في الجريدة الرسمية بتاريخ 4 مارس المنصرم، على أنه "لايجوز إحداث أي تغيير كيفما كان طبيعته في الخزانات، الواقعة بجماعة سيدي بوعثمان، ذات الرسم العقاري عدد 22/8273 (الملك المسمى "عزيب سيدي بوعثمان").
وجاء قرار الوزير، المؤرخ في 25 يناير 2024، بعد استشارة لجنة التقييد والترتيب بالوزارة نفسها، التي اجتمعت، في 28 دجنبر 2023، للبت في طلب التقييد الذي تقدمت به جامعة جمعية الجبيلات للتنمية بسيدي بوعثمان.
ويؤكد مجموعة من الباحثون أن تاريخ بناء المركب المائي المعروف ب"خزانات سيدي بوعثمان" إلى مرحلة حكم يعقوب المنصور الموحدي، بين 1184 و 1199م، ودمرت العديد من مخازنه واستعملت مواد بنائها من طرف السكان المحليين، وظل لسنوات يتعرض للإتلاف ويستغل كحظائر.
وفي هدا الاطار، أوضح يوسف راجي الإله، أستاذ باحث بجامعة السوربون في باريس، أن طول المركب المائي الرئيسي يبلغ 105 أمتار، ويغذي تسعة مخازن تبلغ طاقتها الاستيعابية ما يقارب 3254 مترا مكعبا.
وأشار إلى أن الفتحات العليا للمخازن كانت في الأصل متوجة بقطع خزفية ذات شكل مستدير يبلغ علوها 70 سنتمترا، ويناهز عددها 65 قطعة، مبرزا أن هذه القطع الخزفية تتميز بإحكام تزيينها، حيث تجمع بين اللونين الأخضر والأخضر الفاتح، وتزخر، أيضا، بزخارف نباتية وهندسية، بالإضافة إلى جمل كتبت بخط مغربي أندلسي رفيع.
ويؤكد راجي الإله، أن هذه المجموعة الخزفية الفريدة لم يسبق أن عثر عليها بهذا العدد في الغرب الإسلامي، مشيرا إلى أن قطعا مماثلة اكتشفت بسلا وتطوان وتلمسان، كما توجد بعض القطع بمتاحف طليطلة وقرطبة وبمتحف مدريد الأثري، بالإضافة إلى قطع من النوع نفسه، معروفة ب"فيكتوريا، البيرت موسم" في لندن.