قررت الغرفة الجنحية التلبسية التأديبية بالمحكمة الابتدائية بمراكش، اليوم الاثنين، تأجيل محاكمة 11 متهما في قضية مصرع فتاة قاصر غرقا بمسبح فيلا تراب جماعة واحة سيدي ابراهيم ضواحي مراكش، بعد ليلة صاخبة برفقة فتيات أخريات و8 خليجيين يحملون الجنسية الكويتية، إلى جلسة 26 أبريل الجاري، لمنح مهلة لدفاع المتهمين لإعداد الدفاع.
وقبل الجلسة الأولى، أجرت عناصر المركز القضائي، التابع لسرية الدرك الملكي بمراكش، مسطرة تقديم المتهمين أمام أحد نواب وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بمراكش، وبعد مواجهتهم بالتهم المنسوبة إليهم، قرر المسؤول القضائي متابعة سائح كويتي ومسيرة فيلا، في حالة اعتقال احتياطي، فيما تقرر متابعة 6 مواطنين كويتيين آخرين و 3 فتيات بينهن قاصر، في حالة سراح، وإحالتهم على أنظار الغرفة الجنحية التلبسية التأديبية لمحاكمتهم طبقا لفصول المتابعة.
ووفقا لفصول المتابعة وملتمسات وكيل الملك، قررت النيابة العامة متابعة السائح الكويتي المعتقل احتياطيا بجنح متعلقة ب"هتك عرض قاصر، وحيازة وتعاطي المخدرات"، فيما لوحقت مسيرة الفيلا بتهمة إعداد محل للدعارة، كما تابعت النيابة العامة السياح الخليجيين الـ6 الآخرين والفتيات الثلاث بتهمة الفساد، الأفعال المنصوص عليها وعلى عقوبتها بمقتضيات القانون الجنائي.
وكانت الضابطة القضائية، أخضعت المواطنين الكويتيين وفتاة مغربية، لتدابير الحراسة النظرية تحت إشراف النيابة العامة المختصة، ابتداءً من الثلاثاء 16 أبريل الجاري، قبل أن يجري تمديدها لـ24 ساعة إضافية من أجل تعميق الأبحاث الأمنية، للوصول إلى فتيات أخريات كن حاضرات في الليلة الماجنة، وللمروجين الذين اقتنى منهم السياح الخليجيون المخدرات.
و تعود وقائع القضية إلى ليلة الاثنين/الثلاثاء، 16/15 أبريل الجاري، عندما كان السياح الكويتيون برفقة ثماني فتيات منهمكين في تناول جماعي لمشروبات كحولية واستهلاك
مخدر الكوكايين وأقراص الهلوسة من نوع "الإكستازي"، قبل أن تنسل إحدى الفتيات إلى المسبح في غفلة من صديقاتها والخليجيين.
وبعدما انتبهت صديقتها المقربة لغيابها، شرعت في البحث عنها في مختلف أرجاء الفيلا الفسيحة، قبل أن تعثر عليها وهي غريقة بالمسبح، ليجري نقلها على متن سيارة مكتراة من طرف أحد الخليجيين لمصحة خاصة بحي جليز، في حدود الساعة التاسعة والنصف مساءً، غير أنها وصلت إليها جثة هامدة.
وبعد إشعار إدارة المصحة للشرطة، تم الاتصال بالنيابة العامة التي كلفت المركز القضائي للدرك الملكي بإنجاز الأبحاث الأمنية بحكم الاختصاص الترابي، لتنتقل عناصر الدرك الملكي إلى الفيلا، وقاموا بإجراء معاينة أولية ليجري اقتياد الخليجيين وصديقة الضحية المقربة إلى مقر المركز القضائي للدرك، فيما توارت باقي الفتيات عن الأنظار.
وفي إطار البحث القضائي، أحيلت جثة الضحية على مستودع حفظ الأموات لإجراء تشريح طبي يحدد أسباب وفاتها، في الوقت الذي ترجح فيه مصادر مطلعة بأن تكون غرقت وهي تحت تأثير جرعة مفرطة من المخدرات القوية.
وارتباطا بموضوع القضية، عبر مكتب فرع المنارة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، في بيان، عن خشيته من تحول بعض المنتجعات السياحية، المتواجدة خارج المدار الحضري لمراكش، أو تلك التي لا تتوفر على تراخيص، إلى أوكار للاتجار في البشر والاستغلال الجنسي للقاصرات، وتقديم خدمات مشبوهة، وترويج وتعاطي المخدرات، بما فيها الصلبة و"الشيشا" و"النفاخة" و"الأقراص المهلوسة".
كما تخوفت الجمعة الحقوقية من أن يكون مآل هذه القضية شبيها بملفات سابقة أفلت أبطالها الخليجيون من المحاكمة بمراكش، مستدلة على ذلك بقضية المغني الإماراتي عيضة المنهالي، وملف المواطن الكويتي المتهم بافتضاض بكارة فتاة قاصر.