المهدي الريفي: حضور وكالة التنمية الفلاحية في الـ "سيام" سيكون قويا

الصحراء المغربية
الإثنين 22 أبريل 2024 - 13:21

أفاد المهدي الريفي، المدير العام لوكالة التنمية الفلاحية في حوار خص به جريدة "الصحراء المغربية"، أن حضور وكالة التنمية الفلاحية في الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس، وعلى غرار الدورات السابقة سيكون قويا، وذلك عن طريق تقديم برامج متنوعة خلال هذه الدورة. وقال "فيما يخص القطب المؤسساتي المنظم من طرف وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات،

 

بداية، هل يمكنكم الحديث عن مشاركتكم في النسخة 16 للمعرض الدولي للفلاحة بمكناس؟
المعرض الدولي للفلاحة بمكناس منصة مهمة لتبادل المعارف والتجارب في قطاع الفلاحة، كما يمنح فرصة لمواكبة التحولات الاقتصادية والاجتماعية والمناخية التي يشهدها مجال الفلاحة، وكذا عرض أحدث التقنيات والمنتجات الفلاحية، بالإضافة الى تعزيز التبادلات والشراكات بين الفاعلين في القطاع على المستويين المحلي والدولي.
من المتوقع أن تستضيف هذه النسخة حوالي 40 مؤتمرا، وأن يصل عدد الزوار إلى 930 ألف زائر، بالإضافة إلى مشاركة حوالي 1500 عارض من مختلف الدول التي يبلغ عددها حوالي 70 دولة مشاركة. ويعد هذا التنوع والحضور الكبيرين فرصة لتبادل الخبرات وبناء شراكات جديدة في قطاع الفلاحة.
بخصوص مشاركة وكالة التنمية الفلاحية في الدورة السادسة عشرة للمعرض الدولي للفلاحة بمكناس، فهي تعرف حضورا قويا، وذلك عن طريق تقديم برامج متنوعة خلال هذه الدورة. في ما يخص القطب المؤسساتي المنظم من طرف وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، وكما ترون تعمل وكالة التنمية الفلاحية على تنشيط شبابيك "الاستثمار في القطاع الفلاحي" و"المقاولين الشباب في المجال الفلاحي" عبر تقديم كل المعلومات حول البرامج والتحفيزات المقدمة من طرف الوزارة إلى مختلف الفاعلين بهدف تشجيع الاستثمار في القطاع الفلاحي. كما تشارك الوكالة في هذه التظاهرة عبر تقديم حصيلة منجزات مشاريع الفلاحة التضامنية في إطار استراتيجية "الجيل الأخضر" وكذا الإطار التنظيمي الجديد الخاص بالتجميع الفلاحي وجميع المعلومات الخاصة بهذا الإطار. كما يتم تقديم حصيلة المجهودات المبذولة من طرف وكالة التنمية الفلاحية من أجل تنمية تسويق المنتوجات المحلية، خصوصا في ما يتعلق ببرامج التأهيل والمواكبة وتطوير ولوج المنتجين إلى قنوات التسويق الحديثة على الصعيدين الوطني والدولي. كما ستقوم الوكالة بتقديم الدور المنوط بها من أجل تعبئة التمويلات المتعلقة بمختلف مشاريع التنمية المستدامة، وخصوصا تلك التي تهدف إلى التخفيف والتكيف مع التغيرات المناخية.
وعلى غرار النسخ السابقة، تنظم كذلك وكالة التنمية الفلاحية مشاركة المجموعات المنتجة للمنتوجات المحلية في القطب الخاص بها، والذي يجذب مئات الآلاف من الزوار سنويا، وسيضم هذا القطب أزيد من 512 منصة عرض، تقدم من خلالها التعاونيات المشاركة قائمة من أجود المنتوجات المحلية المغربية.
بالإضافة إلى ذلك، ستقوم وكالة التنمية الفلاحية بتنظيم ندوتين علميتين، الأولى تحت عنوان "الفلاحة المقاومة لتغير المناخ في إفريقيا"، بشراكة مع القرض الفلاحي بالمغرب والثانية تحت شعار "ريادة أعمال الشباب في الخدمات الفلاحية والشبه فلاحية" بشراكة مع الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD) والاتحاد الأوروبي. كما ستشهد هذه النسخة توقيع اتفاقيتي شراكة مهمتين.
وفي إطار مواكبة الفلاحة الرقمية والذكية، ستكون وكالة التنمية الفلاحية حاضرة كذلك في قطب الفلاحة الرقمية، حيث ستعرض 3 نظم معلوماتية، وهي نظام المعلومات الجغرافية لمشاريع الفلاحة التضامنية (SIG)، ومنصة ريادة الأعمال للشباب " CHABABAGRI "، بالإضافة إلى منصة "TAJMI3AGRI " المصممة لإدارة ورقمنة العمليات الخاصة بمشاريع التجميع الفلاحي.
كما تنظم وكالة التنمية الفلاحية برئاسة السيد وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات حفل توزيع جوائز النسخة السادسة من مسابقة المنتوجات المحلية المغربية تكريما للجهود الملحوظة التي تبذلها التعاونيات الفلاحية للمنتجات المحلية من خلال منحها جوائز مميزة. تجدر الإشارة إلى أنه تم تنظيم النسخة السادسة للمباراة المغربية للمنتوجات المجالية من 04 إلى 06 مارس 2024 بمراكش.

 


ما هي نتائج دعمكم للمنتوجات المجالية بالأقاليم الجنوبية، وما هو عدد التعاونيات التي حظيت بمواكبتكم وعدد أعضائها؟

بالنسبة للمنتوجات المحلية، لقد أولت استراتيجية الجيل الأخضر أهمية خاصة للتعاونيات المنتجة الكائنة على مستوى مختلف جهات المملكة، بما فيها الأقاليم الجنوبية، وذلك نظرا للمؤهلات التي يزخر بها هذا القطاع والطلب المتزايد على هذه المنتوجات وكذا الإمكانيات الممنوحة لتسويق هذه المنتوجات على المستويين العالمي والوطني، دون إغفال الدور الذي يلعبه القطاع اقتصاديا واجتماعيا عن طريق خلق فرص الشغل والرفع من مداخيل الفلاحين المنتجين.
ولقد عرف هذا القطاع وضع عدة برامج وتدخلات خاصة بهدف الرفع من مهنية التعاونيات أو المجموعات وتعزيز سبل الولوج إلى الأسواق من خلال خلق تواصل مباشر بين المنتجين والموزعين بالأسواق الوطنية والدولية وإدخال تحسينات على المنتوجات (كالترميز والتغليف والتلفيف والتسعير والترويج...إلخ).
ولقد تم في هذا الإطار، إطلاق برامج سنوية لدعم وتأهيل التعاونيات أو المجموعات المنتجة من أجل تحسين أدائهم في ما يخص ظروف الإنتاج والتثمين وتطوير التلفيف والتغليف وتقوية قدراتهم التجارية والتسويقية، بما يمكن هؤلاء الفلاحين من الولوج إلى الأسواق المنتظمة وبالتالي تحسين دخلهم وظروف عيشهم، حيث جرى على مستوى الأقاليم الجنوبية، دعم وتأهيل 42 مجموعة منتجة تضم 189 تعاونية وأزيد من 2400 فلاح صغير،47% منهم نساء.
كما عملت الوزارة، في إطار الاتفاقيات المبرمة مع الأسواق التجارية الكبرى والمتوسطة على تسجيل التعاونيات لتسويق منتوجاتها في هذه الأسواق، وكذلك الدفاع عن مصالح الفلاحين الصغار والتفاوض من أجل الحصول على أثمنة محفزة لمنتوجاتهم وضمان تسويقها عبر إعفائهم من رسوم الولوج والتسجيل وكذا هوامش الربح الخلفية. ويتم إطلاق عدة حملات ترويجية للمنتوجات المحلية في هذه الأسواق التجارية، وكذا حملات إعلامية مؤسساتية باستخدام كافة وسائل التواصل قصد التعريف والتحسيس بجودة المنتوجات المحلية المغربية وحث المستهلكين على اقتنائها، وقد استفاد من هذا البرنامج 13 مجموعة منتجة منتمية للأقاليم الجنوبية، تمثل 18 تعاونية تضم أزيد من 170 فلاحا صغيرا، 82% منهم نساء.
وقد تم إحداث منصة عرض إلكترونية تضم المنتوجات المحلية لفائدة 16 مجموعة منتجة تابعة للأقاليم الجنوبية، تمثل 26 تعاونية وتضم أزيد من 260 فلاحا صغيرا،85% منهم نساء. وتعتبر منصة "www.terroirdumaroc.gov.ma" المنصة الأولى من نوعها في المغرب الخاصة بالمنتوجات المحلية المغربية، بحيث تهدف إلى تيسير الوصول إلى منتوجات محلية ذات جودة عالية، وخاضعة لجميع المعايير المعمول بها في ما يهم الجودة والسلامة الصحية وستساهم هذه المنصة في الرفع من المبيعات وكذا تحسين دخل الفلاحين.
وفي السياق ذاته، وبغرض مساعدة التعاونيات على إيجاد سبل جديدة من أجل تسويق منتوجاتها، قامت وكالة التنمية الفلاحية بإقامة كشكين تعاونيين في مدينة أكادير (لمدة 6 أشهر) وكذا بمدينة الرباط (لمدة 12 شهرا متواصلة)، وقد مكن إنشاء هذين الكشكين من تسويق المنتوجات المحلية التابعة لفائدة 14 مجموعة منتمية للأقاليم الجنوبية تمثل 53 تعاونية وتضم أزيد من 640 فلاحا صغيرا، 62% منهم نساء.
أيضا يتم تنظيم مشاركة هذه المجموعات سنويا بالمعارض الوطنية والمعارض الجهوية، إذ تعد هذه التظاهرات فرصة مهمة للتسويق المباشر دون المرور عبر الوسطاء. وتجدر الإشارة إلى أن وكالة التنمية الفلاحية قامت منذ دورة 2016 من الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس بتنظيم مشاركة 102 مجموعات منتجة منتمية للأقاليم الجنوبية تمثل 298 تعاونية وتضمن أزيد من 3400 فلاح صغير.
وبهدف تحسين جودة المنتوجات المحلية والمساهمة في الرفع من دخل الفلاحين، تم تنظيم 6 دورات من المباراة المغربية للمنتوجات المحلية خصوصا زيت الزيتون، العسل، زيت أركان، التمور، الأجبان، الكسكس...، حيث شارك في هذه الدورات 4430 منتوجا وتم تتويج 1523 منتوجا محليا منها 81 تهم الأقاليم الجنوبية.
كما تتم مواكبة المجموعات المنتجة من أجل الحصول على الرمز الجماعي "Terroir du Maroc"، حيث يعتبر هذا الرمز بمثابة علامة جماعية لأجل تقنين وتنظيم استعمال عبارة "المنتوجات المحلية المغربية" وكذا إنشاء أداة جماعية لترويج المنتوجات المحلية على الصعيدين الوطني والدولي، فمنذ تعيين اللجنة المكلفة بالمصادقة على استعمال هذا الرمز الجماعي، تمكنت 24 مجموعة منتجة تنتمي للأقاليم الجنوبية وتضم 37 تعاونية تمثل 323 فلاحا صغيرا،91% منهم نساء من الحصول على ترخيص استعمال الرمز الجماعي لفائدة 51 منتوجا محليا من أهمها الكسكس الخماسي والأرڭان.
أما في ما يخص تشجيع تصدير هذه المنتوجات وترويجها على الصعيد الدولي، فقد تم تنظيم مشاركة 38 مجموعة منتجة تنتمي للأقاليم الجنوبية تمثل 80 تعاونية تضم أزيد من 1080 فلاحا صغيرا ،70% منهم نساء، في التظاهرات والمعارض الدولية، حيث يتم في هذا السياق تنظيم لقاءات عمل "B2B" بين المنتجين والمشترين المحتملين (الشركات، الموزعون، المصانع، تجار الجملة والتجزئة، مراكز الشراء، المتاجر المتخصصة، التجارة الإلكترونية، …) ولقد مكنت هذه اللقاءات من نسج وتطوير عدة روابط بين المنتجين والمشترين في الأسواق المستهدفة (وعود شراء / شراكات / طلبيات).

 

كيف تعملون على الفلاحة الرقمية والفلاحة الذكية مناخيا وما هي طموحات الوكالة في هذا السياق؟

يعد المغرب من المناطق الأكثر تأثرا بالتغيرات المناخية على مستوى دول البحر الابيض المتوسط وشمال إفريقيا نظرا لموقعه الجغرافي داخل المناطق الساخنة مناخيا. حيث تتمظهر هذه التأثيرات في تراجع حجم التساقطات المطرية والثلوج وتوزيعها الزمني والمجالي وكذلك في الارتفاع العام في معدل الحرارة على المستوى الوطني.
وفي هذا الإطار، يجب الإشارة إلى أن مجموعة من الدراسات العلمية الاستشرافية تؤكد أن بلادنا ستعرف في المستقبل زيادة ملحوظة في الكوارث الطبيعية على شكل موجات جفاف شديدة وفيضانات عنيفة بسبب تراجع كمية التساقطات وعدم انتظامها مع ارتفاع في شدة ومدة موجات الحر مما سينعكس سلبا على القطاعات الحيوية كالماء والإنتاج الفلاحي والغطاء النباتي الغابوي والرعوي إضافة إلى التصحر وتدهور التنوع البيولوجي.
ولمواجهة هذه التحديات والتأقلم معها والتخفيف من تأثيراتها، تعمل مختلف المؤسسات الوطنية، كل حسب مجال تدخلها، في بلورة خطط عمل وبرامج من أجل بلورة وتنفيذ بدائل وحلول عملية وملائمة.
وتعد الفلاحة الرقمية والذكية مناخيا من بين الحلول التي أظهرت نجاعتها وفعاليتها في الانتقال إلى نظم إنتاج مرنة وناجعة بيئيا على المستوى الدولي وكذلك على المستوى الوطني من خلال مشاريع تجريبية ونموذجية.
وللتذكير فإن الفلاحة الذكية مناخيا هي عبارة عن مقاربة أو نهج من أجل تيسير العمل المناخي في القطاع الفلاحي، وتهدف الفلاحة الذكية مناخياً إلى دمج التكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثاره في استراتيجيات التنمية الفلاحية من أجل تحويل وتطوير نظم الإنتاج الفلاحي ومواكبتها للانتقال إلى فلاحة مرنة أمام التغيرات المناخية لضمان أمن غذائي مستدام عبر الزيادة في الإنتاجية واستقرارها وضمان مداخيل مستدامة لصغار الفلاحين.
وتقوم الفلاحة الذكية مناخيا على استخدام جميع الحلول المتاحة والمناسبة للتأقلم مع التغيرات المناخية بطريقة فعالة لتحقيق نتائج ملموسة عبر اعتماد أفضل الممارسات والأساليب التقنية الفلاحية المعروفة، بما في ذلك الإدارة المتكاملة للمحاصيل، والفلاحة الحافظة، والفلاحة البينية، وممارسات إدارة البذور المحسنة والأسمدة والمبيدات، وكذلك دعم البحث العلمي في الميان الفلاحي وتيسير الولوج إلى التكنولوجيات المبتكرة والحديثة لإدارة الزراعات بفعالية وكفاءة من خلال استخدام الذكاء الإصطناعي، وأنظمة الإنذار المبكر، وتقنيات الزراعة الدقيقة وعقلنة استعمال الأسمدة / المدخلات وزيادة استخدام الأسمدة العضوية.
أما في ما يخص القطاع الفلاحي الوطني، فعلى غرار استراتيجية مخطط المغرب الأخضر 2008-2020، فإن بعد التنمية المستدامة وتغير المناخ هو أحد الانشغالات الرئيسية لاستراتيجية الجديدة "الجيل الأخضر 2020-2030"، التي تروم تنمية الرأسمال البشري ومواصلة التنمية الفلاحية عبر استدامة الموارد الطبيعية وتقوية مناعة ومقاومة الفلاحة المغربية للتغيرات المناخية.
وفي هذا الإطار، ومن أجل رفع هذه التحديات وإرساء دعائم فلاحة ناجعة ومستدامة وأكثر تأقلما مع التغيرات المناخية ومحافظة على الموارد الطبيعية، أولت استراتيجية الجيل الأخضر مكانة خاصة لاستدامة ومقاومة الفلاحة المغربية عبر الاعتماد على التكنولوجيات الحديثة خاصة التكنولوجيا الخضراء في تنفيذ مختلف البرامج للاقتصاد في مياه الري واستعمال الطاقة المتجددة وتملك الممارسات الزراعية المستدامة والمحافظة.
ولتحقيق هذه الأهداف تعمل وكالة التنمية الفلاحية، بتنسيق مع مختلف الشركاء والفاعلين، على تنزيل مختلف محاور إستراتيجية الجيل الأخضر من أجل تثمين واستدامة مكتسبات مخطط المغرب الأخضر وإطلاق برامج ومشاريع جديدة تروم تعزيز الاستثمار الأخضر والتنمية الزراعية المستدامة والمحافظة على الموارد الطبيعية وتقوية مرونة ومقاومة الفلاحة للتغيرات المناخية.
وفي هذا السياق، تعمل وكالة التنمية الفلاحة بتنسيق مع شراكها على دمج نهج الفلاحة الذكية مناخيا في البرامج التي تسهر على تنفيذها من خلال الروافع التالية، ويتعلق الأمر بالتحسين المستدام لإنتاجية الزراعات الرئيسية بنسبة 50٪ وتقوية مرونتها في أفق 2030 مع إعطاء أهمية متميزة لسلسلة الحبوب والقطاني، وتعزيز تثمين المنتوجات الفلاحية لتصل إلى 70٪ من الإنتاج في أفق 2030 عبر الرفع من قدرات التحويل والتخزين وهيكلة وتحديث قنوات التوزيع وتحسين الجودة والتقليص من الهدر الغذائي وضمان توفرها في الأسواق بكميات كافية وبشكل منتظم، وأيضا، تشجيع انتقال الطاقة في القطاع الفلاحي نحو الطاقة الخضراء من خلال استخدام الطاقة الشمسية والطاقة الريحية في الضخ والسقي، وتثمين المخلفات الفلاحية لإنتاج الطاقة، إلى جانب، تدبير مستدام لمياه السقي لضمان النجاعة من خلال تعبئة الموارد غير التقليدية عبر إنشاء مشاريع تحلية مياه البحر ومعالجة مياه الصرف الصحي ومواصلة مشاريع توفير المياه من خلال تحويل أنظمة الري التقليدية إلى الري الموضعي وتعبئة مياه الأمطار وتخزينها، وإطلاق برنامج الزرع المباشر على نطاق واسع قصد تحسين مقاومة القطاع الفلاحي (خاصة سلسلة الحبوب) للتغيرات المناخية. ويهدف هذا البرنامج إلى الرفع تدريجيا من المساحة لتصل إلى مليون هكتار في أفق 2030.
وفي السياق ذاته، هناك تدابير تعزيز مشاريع التكيف مع تغير المناخ من خلال اعتماد الفلاحة الدقيقة من خلال استخدام تقنيات جديدة لتسيير وإدارة ومراقبة الضيعات الفلاحية، وتشجيع الفلاحة البيولوجية والفلاحة الإيكولوجية والغابوية، وكذا، إرساء مشاريع الفلاحة المحافظة واستصلاح الأراضي والمحافظة على التنوع البيولوجي، مع مواصلة برامج غرس الأشجار المثمرة بما في ذلك الأصناف الأكثر ملاءمة للمناطق القاحلة، ومواصلة برنامج التأمين الفلاحي وتشجيع صغار الفلاحين على الانضمام إليه، والتركيز على اعتماد ونشر التكنولوجيا الخضراء وتطوير الرقمنة الفلاحية، دون إغفال مواصلة تعبئة التمويلات المناخية، خاصة من خلال إعادة اعتماد وكالة التنمية الفلاحية من طرف الصندوق الأخضر للمناخ.
ونظرا للدور المحوري الذي تلعبه الفلاحة التضامنية والعائلية في تحقيق الأمن الغذائي، أولت إستراتيجية الجيل الأخضر أهمية خاصة لصغار الفلاحين بالمناطق الهشة والأكثر عرضة لمخاطر التغيرات المناخية، كالمناطق الجبلية والواحات والمناطق البورية والقاحلة.
وفي هذا الإطار، ومن أجل تحسين إنتاجية أنظمة الإنتاج المعتمدة وتقوية مقاومة الزراعات للتغيرات المناخية وضمان استغلال أمثل للموارد الطبيعية في إطار الفلاحة الحافظة والايكولوجية، تعمل الوكالة على بلورة وتنفيذ مشاريع تضامنية لفائدة صغار الفلاحين دامجة لنهج الفلاحة الذكية مناخيا وذلك عبر المكونات التالية، ويتعلق الأمر بتنويع وتكثيف أنظمة الإنتاج عبر غرس الأشجار المثمرة والرعوية المقاومة للتغيرات المناخية، وتهيئة السواقي المائية للرفع من نجاعة شبكة السقي، وإدخال تقنيات المحافظة على التربة والماء كالأحواض والأرصفة الترابية، إنشاء وتجهيز نقاط الماء وبناء منشآت لجمع وتخزين مياه الامطار.
هذا، إلى جانب توسيع نطاق الزرع المباشر بالمناطق الهشة والمعرضة لآثار التغيرات المناخية، والتهيئة المرتبطة بالتجهيز الهيدرو فلاحي المتوسط والصغير وتجميع وتصريف مياه الأمطار، وتحسين المراعي وتسيير القطيع (غرس شجيرات علفية، نقاط الماء، دعم التنظيمات، إلخ)، وكذا، تشجيع استعمال الطاقات المتجددة (الطاقة الشمسية للضخ الجماعي)، وتقاسم وتبادل التجارب والممارسات الأكثر ملاءمة ومقاومة، وإنشاء وحدات لتثمين المخلفات الفلاحية، مع إنجاز وحدات لإنتاج الشعير المستنبت، وإنجاز ورشات لإنتاج وتثمين المنتوجات المحلية والأنشطة ذات الصلة بالمجال الفلاحي، وفتح المسالك الطرقية الفلاحية لفك العزلة، والتأطير والمواكبة والمساعدة التقنية للتعاونيات والتنظيمات المهنية المعنية وتقوية قدرات المستفيدين.

نظمت وكالة التنمية الفلاحية بشراكة مع صندوق الشراكة بين كوريا والبنك الدولي وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، يومي 08 و09 مارس 2024، المعسكر الانتقائي للنسخة الثانية من التحدي الوطني للابتكارفي إطار تنزيل برنامج خلق جيل جديد من المقاولين الشباب في القطاع الفلاحي، والذي يعد أحد المحاور الرئيسية لاستراتيجية "الجيل الأخضر 2020-2030" لوزارة الفلاحة والصيد البحري، والتنمية القروية، والمياه والغابات، أطلقت وكالة التنمية الفلاحية المباراة الوطنية AGRIYOUNG INNOVATE وهو تحدٍّ يهدف إلى جعل الابتكار في خدمة الفلاحة المغربية وإلى تشجيع ريادة الأعمال الشبابية. تطمح وكالة التنمية الفلاحية وشركاؤها من خلال هذا المشروع الرائد، إلى تقديم دعم قوي للشباب الحاملين للحلول المبتكرة، والضرورية لتحديث القطاع الفلاحي وكذلك المساهمة في خلق بيئة ملائمة للإدماج المهني للشباب المغاربة.
وهذه المباراة الوطنية مفتوحة أمام الشباب والشابات المغاربة وتهدف إلى تحديد واختيار ومواكبة الشباب الحاملين للمشاريع المبتكرة في مجال الفلاحة الرقمية والذكية مناخيا.
وقد أسفرت النسخة الأولى من هذه المباراة التي نظمت في سنة 2023 عن اختيار ومواكبة 25 مشروعا مبتكرا استفاد من خلالها 44 شابا وشابة من برنامج متكامل للتكوين مكن من تقوية وتعزيز قدراتهم في الجوانب التقنية المتعلقة بطبيعة المشاريع المقترحة، وكذا الجوانب التدبيرية الخاصة بتسيير المقاولات وبناء الشراكات الاستراتيجية وولوج السوق التنافسية.
بعد النجاح الكبير الذي عرفته النسخة الأولى، أطلقت وكالة التنمية الفلاحية، خلال هذه السنة، بشراكة مع صندوق الشراكة بين كوريا والبنك الدولي وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية ببن جرير، النسخة الثانية من المباراة الوطنية AGRIYOUNG INNOVATE.
وتجرى هذه المباراة الوطنية عبر أربع مراحل رئيسية، هي المرحلة الأولى، وتهم إطلاق طلب عروض المشاريع لاختيار، على الأقل، 20 مشروعا مبتكرا في مجال الفلاحة الرقمية والذكية مناخيا. وقد امتدت هذه الدعوة لتقديم المشاريع من 31 يناير إلى 28 فبراير.
وفي نهاية هذه المرحلة، تم التوصل ب 380 طلبًا للترشح. ليتم بعدها انتقاء 50 مشروعا للمشاركة في المعسكر الانتقائي استنادًا إلى معايير الأهلية المحددة مسبقا (السن بين 18 و40 سنة، الجنسية المغربية، الإقامة داخل أو خارج المغرب).
تم بعدها تنظيم المعسكر الانتقائي، يومي 08-09 مارس 2024 بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية ببن جرير والذي عرف حضور 53 شابا وشابة حاملين 32 مشروعا مبتكرا في مجال الفلاحة الرقمية والذكية مناخيا. حيث خضع حاملو المشاريع الـ 32 لاختبارات سريعة ومواقف لتقييم مهارات حامليها في مجالات مختلفة، بما في ذلك الجانب التقني، والمالي وعقلية ريادة الأعمال وغيرها. اختتم هذا المعسكر الانتقائي بتقديم موجز للمشاريع أمام لجنة تحكيم متعددة التخصصات، والتي قامت باختيار 26 مشروعًا مبتكرًا مقدمة من طرف 43 شابًا وشابة طموحين ومستعدين لولوج مجال ريادة الأعمال.
أما المرحلة الثانية، وهي المرحلة المقبلة، وتتضمن مواكبة حاملي المشاريع المنتقاة من خلال تكوين مكثف وملائم لمدة 5 أشهر، مع تنظيم دورات مخصصة للتوجيه وعرض المشاريع والتشبيك، كما سيستفيد حاملو المشاريع من الولوج للمختبرات التقنية والمختبرات البيوكيميائية والضيعة التجريبية لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية ببن جرير لتطوير نماذجهم الأولية.
وبخصوص المرحلة الثالثة، ستخصص لحفل الختام"DEMO-DAY"، وهي فرصة لحاملي المشاريع المنتقاة لعرض مشاريعهم أمام لجنة مكونة من خبراء، ومستثمرين، ومستثمرين ملائكة، وشركاء في المجال الفلاحي والتكنولوجيا الفلاحية. وسيتم ختم هذا الحفل بالإعلان عن ثلاثة مشاريع فائزة.
في حين ستركز المرحلة الرابعة والأخيرة على المواكبة لتنفيذ المشاريع الثلاثة الفائزة من خلال برنامج يشمل المواكبة لإنشاء المقاولة، لتعميق نموذج العمل وخطة العمل، للحصول على أول طلب زبون أو تمويل بالإضافة إلى ربط هؤلاء الشباب بمناخ الأعمال الخاص بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية.

 

ما هي مهام وكالة التنمية الفلاحية في مجال المشاركة في تنفيذ الإستراتيجية التي تضعها الحكومة في مجال التنمية الفلاحية وما هي الآليات التي تعتمدون عليها؟
من أجل التنزيل الفعلي لاستراتيجية مخطط المغرب الأخضر وكذا استراتيجية الجيل الأخضر، تقوم وكالة التنمية الفلاحية، التي أحدثت سنة 2009، بتنسيق وتشاور تام وكلي مع المديرية الجهوية للفلاحة والمؤسسات المركزية والجهوية المعنية للوزارة ببلورة العروض المتعلقة بالأوراش التي تهم مجال تدخل وكالة التنمية الفلاحية وتحديد الأهداف والآليات والميزانية اللازمة لتنفيذها. كما عملت الوكالة على بلورة دلائل للمساطر ودوريات لتحديد كيفية ومنهجية تنفيذ هذه الأوراش وكذلك هيئات الحكامة المتعلقة بكل ورش من أجل ضمان الشفافية والنجاعة في تنفيذها. كما تسهر على حسن سير هذه الأوراش. حيث إن هذه الوكالة هي أداة ناجعة للوزارة وتتوفر على الخبرة الضرورية والكفاءة العالية لضمان بلورة وبرمجة وإنجاز مشاريع ناجحة بكلفة مثلى وجودة عالية.
وتتوفر الوكالة على أطر مختصة في بلورة وبرمجة وتدبير وتسيير المشاريع لهم ما يكفي من الدراية والكفاءة لإسداء النصح والمشورة وتسهيل نقل التجارب بين الجهات وتعميم الممارسات الجيدة وتوحيد المساطر، وكذا إعداد لوحات قيادة المشاريع والبرامج على الصعيد الوطني ومؤشراتها وإعداد تقارير دورية متعلقة بتتبع هذه المشاريع قصد مساعدة ذوي القرار على اتخاذ القرارات الصائبة وتدارك بعض الحالات في الوقت المناسب. كما أن اعتماد وكالة التنمية الفلاحية من طرف صندوق التكيف والصندوق الأخضر للمناخ يوضح ثقة هاتين المؤسستين في مدى وفعالية ومصداقية هذه الوكالة في بلورة وتتبع إنجاز المشاريع الفلاحية.
وقي هذا الصدد، فإن مجالات تدخل هذه الوكالة يشمل تشجيع الاستثمار الفلاحي بالمغرب من خلال تعبئة الأراضي الفلاحية، وخاصة أراضي الملك الخاص للدولة في إطار عملية الشراكة بين الدولة والقطاع الخاص، ومواكبة المستثمرين في مجال هندسة وإرساء المشاريع، وأيضا، مواكبة حاملي المشاريع وخاصة الشباب منهم، وكذا، تنمية وتشجيع التجميع الفلاحي في مختلف سلاسل الإنتاج، ناهيك عن تنمية الفلاحة التضامنية، وتنمية تسويق المنتوجات المحلية وتأهيل المجموعات المنتجة، دون إغفال، بطبيعة الحال، تنمية الفلاحة المستدامة والمقاومة للتغيرات المناخية عبر تعبئة التمويلات من طرف الجهات المانحة.




تابعونا على فيسبوك