عادت الحياة والروح من جديد إلى المناطق الجبلية المرتفعة بجهة فاس مكناس، أمس الثلاثاء، بعد تساقط كميات مهمة من الثلوج بمدينة إفران والجماعات المجاورة لها.
وسارع مواطنون، خاصة في مدينتي فاس ومكناس من الذين تعودوا عدم تفويت مشاهد تساقط البياض من السماء، للإستمتاع بهذه اللحظات رغم صعوبة القيادة في الطريق والمنعرجات وعوامل أخرى، مثل الانزلاق والتوقف الاضطراري، في أجواء مفعمة بالبهجة والفرح والسعادة بعودة الثلج من جديد.
واختار مواطنون مدينة إفران لقربها وسهولة الولوج إليها لمتابعة لحظات تساقط الثلج وتوثيقها وتقاسمها في حينها مع الأصدقاء. وبحسب شهادات بعض زوار الإقليم فضلوا متابعة تساقط الثلج في حينه، فإن هذه التساقطات تعد بالنسبة إليهم لحظة مهمة واستثنائية لا تتكرر كل يوم، على عكس مشاهدة الثلج فقط وهو يكسوا المناطق.
وأضافت هذه المصادر أن رغم بداية الأسبوع والارتباطات المهنية، فضلوا اختيار بداية الأسبوع لتجنب أعباء التنقل عند نهاية الأسبوع والتي تكون مزدحمة جدا إذ يتقاطر الزوار والسياح من كل مكان للاستمتاع بالثلج، كما تقوم الأسر بتنظيم زيارات إلى إقليم إفران للترفيه عن النفس، ويتم تنظيم رحلات جماعية إلى المنطقة.. مما يؤدي إلى اختناق مروري حاد وصعوبة في التنقل تصل أحيانا إلى الانتظار أكثر من ساعة في نفس المكان، وخصوصا عند إعادة توجيه المسافرين بضرورة تغيير الطريق إلى طريق آخر بعد قطعها لكميات الثلج المتساقطة.
هي لحظات قوية لا تتكرر كل يوم يتحول فيه إقليم إفران إلى جوهرة بيضاء تجذب الأنظار إليها وتفتح أجنحتها لاحتضان السياح والزوار، مما يساهم في إعادة تنشيط الحركة السياحية وعجلة الاقتصاد المحلي، ويخفف من حجم معاناة التجار حيث تعودت المدينة في سنوات ماضية على استقبال تساقط الثلج إلا أن السنوات القليلة الأخيرة تغيرت الأمور وأصبح الثلج يقل شيئا ما.
وعلى غرار إقليم إفران عاد البيضا من جديد إلى إقليم بولمان، حيث وثق مواطنون تساقط هذه الهبة البيضاء السماوية ومتابعتها في أجواء من السعادة والاعتزاز والطمأنينة بانبعاث حياة جديدة في الأراضي التي كادت تجف لولا رحمة السماء.
وبإقليم تازة كان جبل "بويبلان" منذ الأسبوع الماضي على موعد مع الثلج، إذ تساقطت بكميات مهمة خصوصا في المناطق المرتفعة، ومع بداية هذا الأسبوع تساقط في الجماعات المجاورة للجيل، واختار مجموعة من الزوار التوجه إلى جماعة "باب بودير" القريبة والاستمتاع بأفضل اللحظات والأوقات مع توثيقها بطبيعة الحال.
محمد الزغاري