خصصت صحيفة "إل إسبانيول"، على موقعها على الانترنيت، اليوم الأربعاء، افتتاحية مطولة، لكاتبها خوسي بونو، وزير الدفاع الأسبق في حكومة سباتيرو، تحدث فيها عن العلاقات الثنائية الإسبانية المغربية.
وكتب خوسي بونو أن هذه العلاقات تمر بأفضل فترة في تاريخها الطويل، موضحا أن اللقاءالذي جرى في 7 أبريل 2022، بين جلالة الملك محمد السادس ورئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، أشّرت على بداية حقبة جديدة في العلاقة بين البلدين. ومنذ ذلك الحين، عمل كل من ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي، ونظيره الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، بتكتم وفعالية، على تعزيز هذه العلاقات في مجالات متعددة.
ورغم أن العلاقات بين البلدين تشهد بين الفينة والأخرى بعض التوتر، إلا أن "الجغرافيا ظلت توحدنا"، على حد تعبير خوسي بونو، مضيفا أن المغرب وإسبانيا كانا جارين منذ آلاف السنين.
وشدد كاتب الافتتاحية أن "البلدين يحتاجان إلى بعضهما البعض، لأن المغرب يعتمد على إسبانيا بقدر ما تعتمد إسبانيا على المغرب والواقع الحالي يوحدنا: ففي إسبانيا يوجد ما يقرب من 800 ألف مغربي، وهم يشكلون أول جالية أجنبية هناك، وإسبانيا هي الشريك التجاري الثاني للمغرب بعد فرنسا".
"لقد علمتنا الظروف أن نكون أصدقاء مخلصين"، يقول بونو. والنتيجة أن التبادلات التجارية تتجاوز بالفعل 20 مليار أورو بينما تصدر نحو 12.500 شركة إسبانية منتجاتها بانتظام إلى المغرب.
علاوة على ذلك، يضيف بونو، يبذل المغرب جهدا كبيرا للوفاء بالتزاماته تجاه أوروبا وإسبانيا، من خلال ملاحقة فعالة للإرهاب ومراقبة كبيرة للحدود وحركة الهجرة غير النظامية.
ويبعد المغرب عن شبه الجزيرة الايبيرية بنحو 14 كيلومترا، وهي مسافة قصيرة تفصل بين عالمين مختلفين للغاية، من الشمال دولة أوروبية ذات أغلبية كاثوليكية ومن الجنوب دولة أفريقية مسلمة. و"من المثير للدهشة، بالنظر إلى تاريخ العلاقات في العالم، أننا وصلنا إلى هذا المستوى الكبير من التعاون وحسن الجوار الذي لدينا". و"بصراحة، أعتقد أنه من بين الدول الـ22 التي تتألف منها جامعة الدول العربية والدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي، لدينا أفضل جار ممكن".
وأوضح في هذا الاتجاه أنه "لا توجد دول نموذجية 100%، لكن إسبانيا والمجتمع الدولي لديهما في المغرب دولة مستقرة، مع حكومات تخرج من صناديق الاقتراع، وهي الدولة الأكثر تقدمية وحداثة في العالم العربي، وربما يكون المغرب البلد الوحيد من بين الدول التي نشأ فيها ما يسمى بـ "الربيع العربي"، الذي لم يؤد إلى حرب أو قمع، بل إلى اعتماد دستور جديد تم إقراره في صناديق الاقتراع".
وبخصوص قضية الصحراء المغربية، كتب خوسي بونو أن قرار بيدرو سانشيز بدعم مخطط الحكم الذاتي في الصحراء المغربية هو قرار "صائب وشجاع"، لأن الصحراويين في تندوف سئموا حالة الركود التي يعيشون فيها ويستحقون حلولا لمعاناتهم.