كشفت مؤسسة محمد الخامس للتضامن، عن مضمون برنامج الوحدات الطبية المتنقلة، بمناسبة اكتمال تنفيذ البرنامج لمرحلته الأولى، من خلال ندوة صحفية، أمس الثلاثاء، بالدارالبيضاء، موضحة أن هذا البرنامج يعتمد على منهجية جديدة في تقديم الخدمات الطبية تتمثل في التطبيب عن بعد، من خلال استشارة المختصين لتشخيص الحالات المرضية بمختلف الوحدات.

ويروم برنامج الوحدات الطبية المتنقلة التي بلغ عددها 50 وحدة، إلى تحسين فعالية التنظيم، والتكفل الطبي بالسكان المنتمين للمناطق التي تفتقر للبنيات التحتية الصحية.

التطبيب عن بعد.. منهجية مبتكرة
أوضحت سناء درديخ، مديرة التواصل بمؤسسة محمد الخامس للتضامن، خلال عرض تفصيلي حول البرنامج، أن الأمر يتعلق بنموذج تدخل يهدف إلى تلبية احتياجات السكان في المجال الصحي، وبالتالي تحسين أوضاعهم.

وأبزرت أن هذا النموذج يعتمد على منهجية مبتكرة في الممارسة الطبية عبر التطبيب عن بعد، حيث تقدم خدمات طبية تجمع بين علاجات الاستشارة العامة التي تتم حضوريا، والمدعمة بالخبرة عن بعد في مختلف التخصصات، وذلك من خلال المساعدة وتوجيه الفحوصات والاستشارات الطبية لتشخيص الحالات.

وفي هذا الصدد، تميزت الندوة، بعرض لاتصال مرئي مباشر، عن بعد، في وقت حقيقي، أجرته سناء أبو زهير طبيبة مختصة في أمراض الكلي وتصفية الدم، مع طبيبة عامة من منطقة تاشوت إملال بإقليم صفرو، لتشخيص حالة مرضية استدعت استشارة طبية لاختصاصي أمراض الكلي، وتمكنتا من خلالها من إجراء الفحوصات الطبية اللازمة بدقة وتوجيه محكمين.

وفي السياق ذاته، قالت سناء أبو زهير في تصريح "للصحراء المغربية إن "تقنية التطبيب عن بعد، تمكنني من تقديم الاستشارات اللازمة وكأنني موجودة معية الفريق الطبي للوحدة المنتقلة، والمكون من طبيب عام وممرضين، ونتمكن من خلالها من القيام بالفحوصات اللازمة وتشخيص الأمراض المزمنة على غرار القصور الكلوي في مراحلها المتقدمة".

وضمن أشغال الندوة، قمنا بزيارة للمنصة المركزية للتطبيب عن بعد، المتواجد مقرها بمجمع الأعمال "تكنوبارك"، والتي يتناوب عليها 24 طبيبا مختصا خلال 5 أيام بالأسبوع، لتقديم إرشاداتهم وتنفيذها بتنسيق مع الأطباء العامين لاستكمال الفحص والتشخيص، حيث يتلقى الأطباء، كل حسب اختصاصه، اتصالات مباشرة فردية مكثفة من وحدات متضاربة، والتي تستلزم استشارات طبية يقدمها الأخصائيون بفضل الصور المرسلة لهم بواسطة الأجهزة المتصلة في نفس اللحظة، بهدف تتبع الحالة الطبية.
الوحدات الطبية المنتقلة.. التغطية الجغرافية
أوضحت سناء درديخ، أن "هذا المشروع يجسد الإرادة الملكية السامية لتسهيل الولوج إلى العلاجات الصحية عالية الجودة لفائدة المناطق القروية والنائية، مشيرة إلى أن المؤسسة كانت قد أعلنت أنه في 30 يناير 2024، اكتملت مرحلة إطلاق العمل الفعلي لـ 50 وحدة طبية متنقلة موزعة على 34 إقليما بـ 9 جهات بالمملكة وتخص:

الجهة الشرقية، جهة طنجة -تطوان- الحسيمة، جهة فاس- مكناس، جهة الرابط- سلا- القنيطرة، جهة بني ملال -خنيفرة، جهة الدار البيضاء- سطات، جهة مراكش- آسفي، جهة سوس- ماسة، جهة درعة- تافيلالت.

نموذج تضامني جديد بإرادة ملكية
ويشار إلى أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، كان قد ترأس يوم 30 أكتوبر الماضي، حفل التوقيع على اتفاقية شراكة بين مؤسسة محمد الخامس للتضامن ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية وشركة MEDIOT Technology ، تهم إطلاق برنامج الوحدات الطبية المتنقلة المجهزة بتقنيات الاتصال عن بعد لمؤسسة محمد الخامس للتضامن، يهدف إلى تحسين ولوج ساكنة العالم القروي للخدمات الصحية.

حصيلة البرنامج بلغة الأرقام
يشار إلى أنه منذ التشغيل الأول (من نونبر 2023 إلى يناير 2024) للوحدات الطبية المتنقلة - مؤسسة محمد الخامس للتضامن، تمكن 73 ألفا و364 شخصا من بينهم 46 ألفا و219 امرأة، من الاستفادة من الخدمات الطبية المختلفة، وخضع 60 ألفا و778 شخصا إجراء للاستشارات والفحوصات العامة، وتطلبت 5967 منهم للإستعانة بالتشخيص عن بعد في مختلف التخصصات المتاحة.

تصميم الوحدات.. فضاءات مجهزة وفرق طبية متخصصة
تم تصميم كل البرنامج على شكل وحدات متكاملة، تضم كل منها فضاء طبيا مجهزا، وفضاء للاستقبال، بالإضافة إلى قاعة للانتظار والراحة الطبية التي توفر الظروف المناسبة للتكفل بالمريض.

وتتكون الوحدة الطبية من قاعتين متعددتي التخصصات للاستشارة والعلاج، وهي مجهزة بالأدوات الطبية الأساسية وأجهزة للفحص متصلة (منظار الأذن، منظار الجلد، الكاميرا المحمولة، إريسكوب، تخطيط القلب وجهاز الموجات فوق الصوتية مزدوج المسبار)، وكاميرا بانورامية للفحص عن بعد.

ويتولى العمل بها فريق متخصص (طبيب عام وممرضتان وإطار إداري) مهمته تقديم استشارات في تخصص الطب العام (الفحوصات والتشخيصات والوصفات الطبية وتقديم الأدوية)، إضافة إلى الاستشارات الطبية المتخصصة عن بعد، ويقوم بإجراء التدخلات المتنقلة كالجراحات الصغيرة وغيرها، وتتبع برامج الصحة العامة (صحة الأم والطفل، التلقيح، فحص سرطان الثدي وعنق الرحم، مرض السكري وارتفاع ضغط الدم).

وتستقبل هذه الوحدات المواطنين مجانا من الاثنين إلى الجمعة من الساعة التاسعة صباحا إلى الساعة السادسة مساء.
وتتيح محطة الاتصال المرئي بعد ذلك إمكانية إقامة اتصال مباشر مع الطبيب المختص وفقا للتخصص المطلوب (أمراض النساء والتوليد، طب الأطفال، أمراض الغدد، الأمراض الجلدية، الأنف والأذن والحنجرة، أمراض القلب، أمراض الرئة وأمراض الكلي) لإجراء الفحوصات وتحليل أي حالة عن طريق الفيديوهات القادمة من الوحدات والصور المرسلة بواسطة الجهاز المتصل التي تمكن الطبيب العام من التتبع الآني لتوجيهات الطبيب المختص.

ومن جهة ثانية، قالت مديرة التواصل بالمؤسسة "لقد أحدثنا لجان للتتبع والمواكبة مكونة من قبل فرق المؤسسة ووزارة الصحة والتضامن الاجتماعي و Mediot لدراسة المؤشرات الصحية والحالات المكتشفة، وستتيح هذه التقييمات إلى تنظيم حملات جراحية بدعم طبي من الوحدات، خلال العمليات الإنسانية الأخرى التي تقدمها المؤسسة لمكافحة آثار البرد أو توزيع الدعم الغذائي في شهر رمضان.