من المرتقب أن يفتتح المستوصف الجهوي للحيوانات بالرباط، الذي سيختص في جمع الكلاب والقطط الضالة والعناية بها، بعد أن تمت المصادقة على اتفاقية شراكة من أجل تسييره من طرف المجلس الجماعي للرباط في الدورة العادية لشهر فبراير 2023 .
ويهدف هذا المستوصف الجهوي، الذي يقع في منطقة "بير الأحمر"، إلى جمع الكلاب والقطط الضالة والعناية بها وتلقيحها ضد داء السعار وتعقيمها للحد من توالدها وتكاثرها ومعالجتها ضد الطفيليات الجلدية.
وأفاد عبد الحق مجاهد، النائب الأول لعمدة الرباط، أن الجماعة لديها شراكة مع الجمعيات المهتمة بظاهرة الكلاب الضالة وقعت سنة 2017، وأن الجماعة تضع رهن إشارتها مرفقا كبيرا لجمع الكلاب التي يتم القبض عليه، مشيرا إلى أنه من خلال المواكبة اليومية تتلقى الجماعة شكايات من طرف المواطنين الذي يحددون مكان الكلاب الضالة، وتتم الاستجابة لهم، أو من خلال التنسيق مع السلطات المحلية أو من خلال إحصاء تتوفر عليه الجماعة يحدد النقط السوداء التي تكثر فيها هذه الكلاب.
وأفاد مجاهد، في تصريح سابق لـ"الصحراء المغربية"، أنه يتم بشكل اعتيادي التدخل في هذه النقط السوداء ويتم القيام بجولات ميدانية والحرص على ديمومتها أيام السبت والأحد والأعياد والمناسبات التي تحتضنها العاصمة، مشيرا إلى أنه حين يتم القبض على هذه الكلاب تحال على الجمعية المعنية التي تتكفل بها من خلال تلقيحها ووضع علامة على أذنها من أجل التعرف على الكلاب الملقحة وغير الملقحة ويتم إطلاقها فيما بعد.
وفي السياق ذاته، أكد عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، في جوابه عن سؤال كتابي حول " خطورة انتشار الكلاب الضالة بالمدن" أن محاربة الكلاب الضالة تندرج في إطار الاختصاصات المخولة للمجالس الجماعية ورؤسائها في ميدان الوقاية وحفظ الصحة، حيث تعمل وزارة الداخلية سنويا، في إطار مواكبتها للجماعات الترابية، على رصد اعتمادات مالية لتعزيز قدراتها، إذ بلغت خلال الخمس سنوات الأخيرة ما يناهز 70 مليون درهم، من أجل اقتناء سيارات ومعدات لجمع ومحاربة الكلاب الضالة وداء السعار"، مشيرا إلى أنه يتم تلقيح، مجانا، أزيد من 80 ألف شخص سنويا ضد هذا الداء الفتاك.
وأضاف الوزير أن ظاهرة انتشار الكلاب الضالة تشكل خطرا على صحة وسلامة المواطنين، نظرا للأمراض التي قد تسببها، حيث تعتبر الخزان الرئيسي أو الناقل للعديد من هذه الأمراض الخطيرة كداء السعار ناهيك عن الإزعاج الناجم عنها وتأثيرها السلبي على محيط عيش الساكنة.
يذكر أن وزارة الداخلية وقعت سنة 2019 اتفاقية للتعاون والشراكة مع المكتب الوطني للسلامة الصحية والمنتجات الغذائية ووزارة الصحة والهيئة الوطنية للأطباء البياطرة في مجال الوقاية من بعض الأمراض الفتاكة المتنقلة عبر الكلاب والقطط الضالة وخاصة داء السعار وتفادي ظاهرة تكاثر هذه الحيوانات بطريقة عشوائية، بالإضافة إلى تحسين محيط عيش الساكنة وتخليصه من الأخطار الناجمة عن هذه الظاهرة.