أسبوع وطني بمراكش لتعزيز تنافسية الصناعة التقليدية والانفتاح على الأسواق الدولية

الصحراء المغربية
الإثنين 05 دجنبر 2022 - 10:14

أكد محمد مسلك، الكاتب العام لوزارة السياحة والصناعة التقليدية، أمس الأحد بمراكش، خلال ندوة صحفية لتقديم الدورة السابعة من الاسبوع الوطني للصناعة التقليدية، أن هذه التظاهرة التي تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي ما فتئ يولي هذا القطاع ومهنييه بالعناية السامية لجلالته، تشكل قيمة مضافة تساهم في الرفع من الإنتاجية، وتطوير المستوى الاقتصادي للعاملين في قطاع الصناعة التقليدية، وتعتبر فضاء مفتوحا وموعدا سنويا للاحتفاء بنساء ورجال الصناعة التقليدية، وتثمين مهاراتهم، وتسليط الضوء على قدراتهم وخبرتهم في خلق منتوج عصري يتماشى مع أذواق المستهلك دون المساس بطابعه التقليدي الأصيل.

وأوضح مسلك أن هذه التظاهرة، التي انطلقت اليوم الاثنين 05 دجنبر الجاري، تعود بعد غياب دام سنتين بسبب جائحة (كوفيد-19)، بصيغة جديدة تندرج ضمن استراتيجية الوزارة الوصية الرامية إلى الانفتاح على الأسواق الدولية مع تثمين المنتوجات التقليدية محليا، من خلال اعتماد صيغة جديدة تراعي تسويق منتوجات الصناعة التقليدية المغربية على الصعيدين الوطني والدولي.

وتوقف مسلك عند تعميم ورش الحماية الاجتماعية على المهنيين، مشيرا إلى أن القطاع عرف تطورا ملحوظا، ويحظى بالإقبال والاعتراف الدولي، وتم التوقيع على اتفاقيات ودولية في هذا الصدد، وتواكب مؤسسات دولية أوراش القطاع.

وأكد الكاتب العام للوزارة أن الأسبوع االوطني للصناعة التقليدية يأتي في إطار السعي إلى إعطاء الصناعة التقليدية المكانة التي تستحق، خصوصا أنها تفوز بجوائز لأحسن المنتوجات في العالم، في وقت تشغل 22 في المائة من اليد العاملة، وتضم 172 حرفة، مشيرا إلى أن نحو 500 ألف حرفي تسجلوا في صندوق الضمان الاجتماعي.

من جانبه، أكد طارق صديق، مدير عام مؤسسة دار الصانع، على ضرورة الحفاظ على الهوية والتاريخ والحضارة المغربية، من خلال الصناعة التقليدية، مع الانفتاح ومواكبة التطور الحاصل، في ظل المنافسة التي يعرفها القطاع، مشيرا إلى أن الرهان الآن هو ضرورة الرفع من القيمة والتنافسية ورفع حجم الصادرات، والمساهمة بقوة في الناتج الداخلي الإجمالي، وفق مقاربة مستدامة.

وأوضح صديق أن الابتكار هو مفتاح لتحقيق هذه الرهانات، مستشهدا بالزربية، التي أكد أنها منتوج مطلوب وفريد من نوعه، مشجعا المبتكرين والمبدعين والمصنعين، حيث سيتم خلق مراكز للتميز ومنصات رقمية، مؤكدا أن الوزارة اشتغلت على منظومة تسعى إلى إعادة هيكلة القطاع، خصوصا مع إطلاق ورش التغطية الصحية.

وخلص إلى أن أهم ما يميز الدورة السابعة للأسبوع الوطني للصناعة التقليدية، هو الاشتغال على برنامجين، يعنى البرنامج الأول بتشجيع الاستثمار والانفتاح على الأسواق الدولية من خلال  تنظيم ملتقى اقتصادي دولي "ملتقى مراكش الدولي للفنون والصناعة التقليدية"، وهو منتدى اقتصادي دولي، سيشكل منصة للقاء بين صناع تقليديين مغاربة وفاعلين دوليين، بينهم مشترون ومصممون ومهندسون معماريون ومهنيون، وبرنامج سيجري تخصيصه للسوق الداخلي لتقريب منتجات الصناعة التقليدية للمستهلك المغربي وترويج منتوجات الصناعة التقليدية بين المواطنين المغاربة، من خلال تنظيم عمليات تسويقية في المناطق التي تشهد إقبالا كبيرا، والاشتغال على برنامج للتجارة الإلكتروني، يستهدف التعاونيات، في ست جهات.

وكشف صديق أن الأسبوع الوطني للصناعة التقليدية  يتضمن تنظيم جولة استطلاعية لفاعلين ومهنيين دوليين، لزيارة وحدات الإنتاج وفضاءات لعرض منتوجات الصناعة التقليدية المبتكر، وسيتم التنقل إلى جميع الجهات للوقوف على مؤهلات وتحديات الصناع التقليديين، في إطار برنامج وطني، حيث سيتم خلق مراكز للتسويق والترويج للمنتوج، بالإضافة إلى عقد معارض جهوية.

ويشكل الأسبوع الوطني للصناعة التقليدية، الذي يطفئ هذه السنة شمعته السابعة بمدينة مراكش، واجهة حقيقة تعكس القدرة المتميزة للصانع التقليدي المغربي على صون أصالة مهارة ضاربة في القدم، مع ملاءمتها وفق متطلبات الإبداع والتحديث، وحدثا مميزا هدفه الأسمى إظهار المكانة المتميزة التي يحتلها قطاع الصناعة التقليدية في الاقتصاد الوطني من خلال خلقه للثروات والتماسك الاجتماعي للفاعلين فيه.

وعلى مدى أسبوع، سيتم تنظيم أنشطة وفعاليات، يشارك فيها حوالي 5000 شخص يمثلون أزيد من 15 دولة، بهدف تبادل الخبرات والتجارب في مجالات الابتكار والتصميم والتوزيع والتسويق، حيث سيتم الاعتماد على "منتدى مراكش الدولي للفنون والحرف اليدوية"، و"معرض مراكش للزرابي".

وتكمن أهمية هذا الحدث السنوي، الذي تنظمه وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصصاد الاجتماعي والتضامني بتعاون مع مؤسسة دار الصانع،  في اختيار المدينة الحمراء، كأحد المدن المغربية الغنية بتاريخها وإشعاعها فضلا عن كونها تصنف ضمن الوجهات السياحية ذات الصيت العالمي، لتنظيم هذه التظاهرة، كما تمثل فرصة لتعزيز الصناعة التقليدية المغربية والاحتفال بالصناع والحرفيين من جميع مناطق المملكة، وفتح آفاق مهنية واعدة للشباب وترسيخ الصورة اللامعة للصناعة التقليدية الوطنية والترويج لها محليا ودوليا، إضافة إلى الاحتفاء بالتراث الثقافي وغير المادي المرتبط بالحرف اليدوية.

وتأتي النسخة السابعة من الأسبوع الوطني للصناعة التقليدية لتعزز دينامية التعاون بين الوزارة الوصية ودار الصانع والغرف الجهوية للصناعة التقليدية، ومختلف الشركاء بالقطاعين العام والخاص، من أجل النهوض بمجال الصناعة التقليدية، الذي يعد قطاعا مزدهرا بآفاق تنموية وطنية ودولية واعدة.

 




تابعونا على فيسبوك