تواصل الأسعار العالمية تراجعها، إذ سجلت منظمة الأغذية والزراعة تراجع مؤشر أسعار الغذاء للشهر الرابع على التوالي، حيث بلغ خلال يوليوز الماضي، 8.6 في المائة، مقارنة بيونيو، كما تراجعت أسعار النفط، نحو 1 في المائة، خلال تعاملات أمس الثلاثاء.

وقال رشيد أوراز، المحلل الاقتصادي والباحث في المعهد المغربي لتحليل السياسات إن "تراجع سعر النفط في الأسواق العالمية سيكون له تأثير إيجابي مباشر على معدلات التضخم، سواء على المستوى العالمي أو على المستوى المحلي".
وأوضح في إفادة لـ"الصحراء المغربية" أن أسعار الطاقة تؤثر بشكل مباشر على كلفة النقل وعلى كلفة الإنتاج في كثير من القطاعات، مشيرا إلى أنه "إذا استمر هذا الانخفاض، سنرى تراجع بعض الأسعار خلال الأسابيع المقبلة، خصوصا أسعار الوقود وبعض السلع الاستهلاكية الأساسية".
وزاد الخبير الاقتصادي موضحا قائلا "الوساطة التركية في الحرب الروسية على أوكرانيا ساهمت بدورها في تحرير جزء من مخزونات القمح، وهذه المخزونات مهمة لأنها ستدعم العرض العالمي، والمغرب معني بهذا كسائر دول شمال إفريقيا".
وكان بنك المغرب توقع أن يرتفع معدل التضخم إلى 5.3 في المائة هذا العام في المغرب بسبب الزيادة الكبيرة في أسعار الطاقة والمنتجات الغذائية.
وقال بنك المغرب في بيان "يرتقب أن يصل التضخم حسب توقعات بنك المغرب إلى 5,3 في المائة في مجموع سنة 2022" في حين لم تجاوز هذه النسبة 1.4 في المائة العام الماضي.
وعزا ذلك إلى "الارتفاع الكبير في أسعار المنتجات الطاقية والغذائية، وتسارع التضخم لدى الشركاء التجاريين الرئيسيين".
وأوضح أن أسعار الاستهلاك شهدت "ارتفاعاً ملموساً خلال الشهور الأربعة الأولى من السنة الحالية، مع نمو متوسط بنسبة 4.5 في المائة على أساس سنوي".
وأوردت المنظمة على موقعها الإلكتروني أن متوسط مؤشر أسعار الغذاء بلغ 140.9 نقاط في يوليوز 2022 بانخفاض قدره 13.3 نقاط (8.6 في المائة) عن مستواه في يونيو، مسجلاً بذلك انخفاضه للشهر الرابع على التوالي. بيد أنه بقي أعلى بـ 16.4 نقاط (13.1 في المائة) من قيمته المسجلة في الشهر نفسه من العام الفائت. وكان هذا الهبوط في شهر يوليوز بمثابة الانخفاض الشهري الأكبر في قيمة المؤشر منذ أكتوبر 2008، بفعل الانخفاض الكبير في مؤشري الزيوت النباتية والحبوب، فيما انخفضت أيضا مؤشرات السكر ومنتجات الألبان واللحوم ولكن بدرجة أقل.
وبحلول الساعة 08:56 صباحًا بتوقيت غرينتش تراجع سعر العقود الآجلة لخام برنت القياسي -تسليم شهر أكتوبر بنسبة 0.89 في المائة، مسجلًا 95.79 دولارًا للبرميل.
كما انخفض سعر العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط -تسليم شتنبر بنسبة 0.99 في المائة، إلى 89.86 دولارًا للبرميل.
عرفت العقود الآجلة لأسعار النفط في السوق العالمية، الاثنين، ارتفاعا بنسبة 1 في المائة خلال الجلسة الآسيوية. وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن العقود الآجلة لأسعار خام النفط "نيمكس" ارتفعت في غشت الجاري بـ 1.27 في المائة، لتتداول عند مستويات 89.58 دولارا للبرميل مقارنة بالافتتاح عند مستويات 88.46 دولارا، علما أن العقود استهلت تداولاتها على وقع الهبوط بعدما اختتمت تداولات الأسبوع الماضي عند مستويات 89.01 دولار للبرميل.
واستهلت العقود تداولات الجلسة على وقع الهبوط بعد أن اختتمت تداولات الأسبوع الماضي عند 94.92 دولارا للبرميل، وذلك مع تراجع مؤشر الدولار 0.06 في المائة إلى 106.54 مقارنة بالافتتاح عند 106.60، علما أن المؤشر اختتم تداولات الأسبوع الماضي عند 106.62.
وتترقب أسواق النفط، موقف طهران وواشنطن من المقترح الأوروبي لإحياء الاتفاق الذي من شأنه أن يعيد صادرات النفط الإيرانية، ما يعزز الإمدادات.