أحداث مليلية.. مهربو البشر يشتغلون على طول 5000 كلم انطلاقا من السودان

الصحراء المغربية
الجمعة 01 يوليوز 2022 - 12:39

كشفت تصريحات أدلى بها مهاجرون غير نظاميين، أوقفوا بعد محاولتهم اقتحام سياج جيب مليلية المحتلة، ما خلف مصرع 23 شخصا، عن وجود شبكات إجرامية تعمل على طول 5000 كيلومترا من أول نقطة بالسودان، وآخرها في الجزائر، بقيادة المدعو "بوس"، الذي يقوم بتسهيل عملية الوصول إلى مليلية عبرر جبال الناظور، وهو من جنسية مالية.

وتضمن ملخص الاستماع لـ 64 مهاجرا، تمكنت وكالة الأنباء الاسبانية "إيفي" من الاطلاع عليه ونشرت جزءا منه، أمس الخميس، شهادات ترسم خارطة بأسماء الأماكن التي تنشط بها عصابات الاتجار بالبشر، التي تتحكم في مصير المئات من الراغبين في الهجرة، من خلال سلك عدد من الطرق للوصول إلى المغرب ومنه إلى أوروبا.
وكانت السلطات المغربية بدأت، الإثنين، استجواب المهاجرين المتورطين في قضية تنظيم محاولة العبور الجماعية، الجمعة المنصرم، نحو مدينة مليلية، والتي من المتوقع أن يُنظر فيها القضاء ابتداء من 13 يوليوز الجاري.
وقد وجهت النيابة العامة لـ 37 من الموقوفين تهم "الدخول بطريقة غير شرعية للتراب المغربي" و"العنف ضد موظفين عموميين" و"التجمهر المسلح" و"العصيان"، بحسب ما أوضح محاميهم خالد أمعز، الذي أضاف أن الموقوفين الباقين، سيحاكمون بالتهم نفسها، بالإضافة إلى تهمة "الانضمام لعصابة لتنظيم وتسهيل الهجرة السرية إلى الخارج".
وتحكي "إيفي"، بالموازاة مع ذلك، قصة سامي، البالغ من العمر 16 عاما، الذي قال إنه غادر السودان هربا من الموت، إلا أنه كاد أن يلاقيه عند محاولة العبور إلى مليلية.
وقد صل سامي من السودان إلى المغرب في 2020، حيث عبر إليه من ليبيا وتونس والجزائر، وقضى أربعة أشهر في السجن بليبيا. وفي 2021، حاول اقتحام سياج سبتة المحتلة.
كما تروي الوكالة قصة موسى البالغ من العمر 15 عاما، الذي غادر بدوره الخرطوم وهو في سن الـ 13 عبر التشاد وليبيا وتونس والجزائر، قبل أن يصل إلى المغرب في نونبر من العام الماضي.
وأمضى موسى ستة أشهر في سجن أبوسالم بطرابلس. وبعد مغادرة السجن، أدى 200 أورو لأفراد من عصابات تهريب البشر بالجزائر من أجل العبور إلى المغرب.
ويحكي موسى أنه كان في الرباط عندما اتصل به شخص كي يخبره بمخطط العبور إلى مليلية، فحل بالناظور قبل أن يقطع 80 كيلومترا مشيا على الأقدام للوصول إلى منطقة يختبئ بها مجموعة من المهاجرين غير النظاميين، مضيفا أنهم تحركوا ليلا كي يصلوا إلى السياج صباح يوم الجمعة 23 يونيو المنصرم.
ويحكي، من جهته، عبد الله، المتحدر من إريتريا، أنه غادر بلده في 2014 هربا من الخدمة العسكرية، في رحلة صعبة على متن شاحنة أقلته من السودان إلى ليبيا رفقة أربعين مهاجرا سريا. وروى عبد الله كيف كان الوسطاء أثناء عملية العبور يقومون بقتل الأشخاص المزعجين رميا بالرصاص.
وقال إنه أدى 50 أورو من أجل العبور إلى الجزائر، قبل أن يضيف 200 أورو من أجل العبور من الجزائر نحو المغرب.
ولا تختلف حكاية محمد إسماعيل عن قصص الآخرين، إذ قدم بدوره إلى المغرب من السودان عبر التشاد والنيجر والجزائر، وقد أدى هو الآخر لعصابة تهريب البشر في الجزائر 200 أورو مقابل العبور إلى المغرب. 
وكانت مجموعة من المهاجرين السريين المتحدرين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، أقدمت صباح الجمعة 23 يونيو المنصرم، على محاولة اقتحام السياج الحديدي على مستوى إقليم الناظور، تم خلالها استعمال أساليب جد عنيفة، ما أسفر عن تسجيل 23 حالة وفاة في صفوف المهاجرين غير القانونيين، وإصابة 140 من أفراد القوات العمومية المغربية بجروح متفاوتة الخطورة.

وحسب ما أوردته السلطات المحلية باقليم الناظور، فإن هؤلاء المرشحين للهجرة السرية استعملوا أساليب جد عنيفة في مواجهة أفراد القوات العمومية الذين تعاملوا مع الأمر بكل مهنية وفي احترام تام للقوانين الجاري بها العمل في مثل هذه القضايا.
وسبق لسفارة المغرب في إسبانيا، أن أوضحت في بلاغ لها، أن محاولة عبور السياج الحدودي لمليلية قد تم التخطيط لها من قبل مهاجمين متمرسين في مناطق النزاعات، دخلوا الأراضي المغربية من الجزائر بسبب التراخي المتعمد من هذا البلد في السيطرة على الحدود.




تابعونا على فيسبوك