اعتماد جرعة رابعة من اللقاح ضد كوفيد ـ 19 بالمغرب "لم يحن وقته بعد"

الصحراء المغربية
الخميس 30 يونيو 2022 - 16:54

في الوقت الذي كثر فيه الحديث، في الآونة الأخيرة، عن احتمالية اعتماد الحكومة المغربية للجرعة الرابعة ضد فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، وفي ظل الارتفاع الذي تعرفه الحصيلة اليومية المسجلة للإصابات، وكذا عودة تسجيل الوفيات بينهم، يبدو أن وقت اعتماد هذه الجرعة بالمغرب "لم يحن وقته بعد".

فإن كانت بعض الدول الأوروبية والآسيوية والأمريكية فتحت الباب لتلقي هذه الجرعة أمام الأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم 75 عاما، والذين يعانون من أمراض مناعية مزمنة، قصد تعزيز مناعتهم ضد الفيروس والحفاظ على المناعة الجماعية، كان الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، كشف أخيرا (خلال مجلس الحكومة المنعقد في 25 يونيو المنصرم)، أن اعتماد الجرعة الرابعة ليس بعد ضمن أجندة وجدول المجلس الحكومي.
والموقف نفسه تحذوه اللجنة العلمية والتقنية للتلقيح ضد كوفيد 19، التي لم تعلن بعد أي رأي رسمي بخصوص هذا الموضوع.
ومع ذلك، فإن وزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد آيت طالب، كان أوضح أمام مجلس النواب أن "الأشخاص المعرضين للخطر الذين تلقوا الجرعة الثالثة من لقاح كوفيد 19 لأزيد من ستة أشهر "يمكن لهم أن يتلقوا جرعة معززة".
وتعليقا على هذا التغيير في موقف وزارة الصحة، أوضح مصدر مسؤول للزميلة "لومتان" أن الوضع الوبائي تغير حاليا في المملكة، وأن السياق الحالي يتطلب تضافر الجهود لتسريع وتيرة إعطاء الجرعة الثالثة على المستوى الوطني، بدلا من اعتماد جرعة رابعة معززة، خاصة للأشخاص المسنين أو الذين يعانون من أمراض مزمنة.
وبالعودة إلى حصيلة الرصد الوبائي ببلادنا، يتبين أن منحنى حالات الإصابة الخطيرة ظل يتغير باستمرار لمدة تقارب الأسبوعين، حيث ارتفع من 37 حالة جرى الإعلان عنها في 14 يونيو الماضي، إلى 135 حالة جرى الكشف عنها في 28 يونيو من قبل وزارة الصحة، وهو ما يمكن تفسيره بـ"الأمر الذي ينذر بالخطر".
الدكتور مولاي سعيد عفيف، عضو اللجنة العلمية والتقنية للتلقيح ضد كوفيد -19، دق، من جانبه، ناقوس الخطر بشأن ما وصفه بالارتفاع "الهائل" لعدد الحالات الخطيرة المسجلة ضمن حصيلة الرصد الوبائي اليومي للوزارة، معتقدا وهو يجيب عن السؤال حول حلول آنية اعتمادها بالمغرب، أن "الجرعة الرابعة أصبحت أمرا ضروريا وملحا".
من جانب آخر، لفت الدكتور عفيف إلى أنه "لا يمكننا التحدث عن الجرعة الرابعة في الوقت الذي نسجل فيه أن 18 في المائة من السكان المستهدفين فقط من تلقوا الجرعة الثالثة المعززة".
ويرى عضو اللجنة العلمية والتقنية للقاح كوفيد ـ 19 أن "ما يجب العمل بشأنه في ظل الوضعية الحالية هو الإلحاح على الأشخاص الذين لم يتلقوا بعد جرعتهم الثالثة أن يفعلوا ذلك وبسرعة، على اعتبار أن الأشخاص الذين جرى تلقيحهم بثلاث جرعات لديهم مخاطر أقل للإصابة بأشكال خطيرة من المرض، وبالتالي تفادي وصولهم إلى غرف الإنعاش أو العناية المركزة".
وفي هذا الصدد، يمكن التذكير بما سبق أن قاله الوزير الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، الذي أكد أن "الجرعة الثالثة من اللقاح ضد كوفيد ـ 19 تبقى الطريقة الوحيدة والأوحد لتجنب الأسوأ خلال عيد الأضحى القادم وخلال العطل المدرسية والصيفية".
وجدد بايتاس، خلال اجتماع مجلس الحكومة، يوم الخميس 23 يونيو الفائت، دعوة المواطنين المغاربة لتلقي الجرعة الثالثة من اللقاح، مضيفا أن الحكومة "ليست لها أي نية في تعقيد الإجراءات الاحترازية" وذلك من أجل ضمان موسم صيفي ناجح، لكون انتعاش الموسم الصيفي من شأنه أن يساهم في تنمية الاقتصاد الوطني".
وفي هذا الاتجاه، فإن كانت المتحورات الفيروسية "أكثر خطورة بل قاتلة"، بموجب تحذير الدكتور مولاي عفيف، في تصريحه، فقد كشف أن "الخمس وفيات المسجلة ضمن الحصيلة اليومية لفيروس كورونا ليوم 22 يونيو، تبين أنه لم يجر تطعيمها على الإطلاق".
وناشد عضو اللجنة العلمية والتقنية، في تصريحه، المغاربة بالتوجه في أسرع وقت ممكن لاستكمال تلقي جرعاتهم من اللقاح ضد الفيروس"، مشددا على أن الجرعة الثالثة توفر مناعة من اليوم الثالث لتلقي اللقاح.




تابعونا على فيسبوك