أكادير: افتتاح مركب سينمائي وأكبر منتزه حضري بعد إعادة تأهيلهما

الصحراء المغربية
السبت 28 ماي 2022 - 19:02

قام عزيز أخنوش رئيس الجماعة الترابية لأكادير مرفوقا بأحمد حجي والي جهة سوس ماسة،عامل عمالة أكادير إداوتنان، بمعية كريم أشنكلي رئيس جهة سوس ماسة، الجمعة، بتدشين المركب السينمائي "صحراء" ، وحديقة "ابن زيدون" في حي تالبورجت، اللذان تمت إعادة تأهيلهما في إطار برنامج التهيئة الحضرية 2020-2024.

وفي كلمته بالمناسبة، هنأ عزيز أخنوش ساكنة أكادير بافتتاح هذا المشروع الثقافي الفني حيث استهل مداخلته بتوجيه الشكر إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس على الدفعة القوية التي أعطاها مخطط التهيئة الحضرية للمدينة 2020/2024، بما يحمله من مشاريع مهمة من شأنها أن تصنف أكادير ضمن أجمل الحواضر العالمية.

وسينفتح المركب السينمائي صحراء، المبنى التاريخي بحي تالبرجت، على آفاق مستقبلية رائعة بفضل التجديد الذي يتناسب مع الارتباط الوثيق الذي يكنه لها المواطنون بأكادير. وهو مشروع ثقافي فني سينمائي يعد فضاء للإشعاع الثقافي ودعامة لتراث المدينة المعماري، في إطار مشاريع الإنعاش الثقافي وتثمين تراث مدينة أكادير.

وعلى المستوى البنيوي، وعلاوة على التقوية العامة والإصلاحات المتنوعة، سيحظى مبنى سينما صحراء بتغييرات في تكسية الأرضيات والجدران والأسقف، حيث جهزت بمعدات التقديم والعرض، فضلا عن وسائل الإضاءة والصوتيات. أما على المستوى التراثي، وبحسب شركاء المشروع، فقد احترم المركب السينمائي هوية السينما من خلال إبراز المظهر الهيكلي للبناء.

وهو مشروع عزز مدخل حقيقي للسينما وواجهة معمارية مميزة تسمح بولوج أشعة الشمس وتوفير إضاءة طبيعية إلى المبنى، فضلا على إدخال الخشب في الزخرفة كعنصر لترسيخ هوية هذه السينما وأسلوبها المعماري الذي يعود تاريخه إلى فترة إعادة بناء مدينة أكادير في ستينيات القرن الماضي. وبدافع من توجهها كفضاء للثقافة والترفيه، توفر سينما صحراء قاعة موحدة، مصممة وفق تصورات المسارح والتظاهرات الثقافية، وطابق لمقهى ثقافي يستقطب مرتادي هذه المنشأة.

كما تمت تهيئة الساحة المتواجدة حولها في إطار مشروع إعادة تأهيل الساحات العمومية بالمدينة. وفي سياق متصل، أعلن أخنوش، بالمناسبة، خبر استعادة سينما سلام المعلمة التاريخية التي تشكل رمزا في ذاكرة أكادير، حيث تقدم بالشكر الجزيل لمالكها عزيز أبو المجد رجل الأعمال الذي قرر منحها هبة للجماعة الترابية لأكادير. وهي مبادرة، يقول عنها رئيس المجلس، أنها تأتي في سياق حرص المجلس الجماعي لأكادير على المحافظة على تراث المدينة وتثمينه.

وخلال حفل افتتاح المركب السينمائي "صحراء"، تم عرض شريط قصير على شرف الحاضرين لمخرجته فريدة بليزيد بعنوان "موسيقى ورقصات أمازيغية"، حيث دعا عزيز أخنوش إلى تشجيع المبادرات الثقافية بالمدينة خاصة منها التي تقرب التنشيط والفرجة من المواطنين. بعدها، دشن الوفد مشروع انطلاقة حديقة ابن زيدون، وهو المشروع الذي يندرج في إطار مخطط التهيئة الحضرية2020/2024، الذي كلف غلافا ماليا قدره 25 مليون درهم، والذي سيشكل متنفسا للساكنة والزوار بالمدينة في إطار تنفيذ برنامج التنمية الحضرية لمدينة أكادير 2020- 2024.

وتم الشروع في أشغال تهيئة هذا المنتزه، الذي يكتسي بعدا تاريخيا بالنسبة لأكادير، حيث تم إنشاؤه خلال فترة إعادة بناء المدينة التي تلت زلزال 1960، منذ مارس 2021، بهدف الإرتقاء بهذا الفضاء العمومي المركزي لتعزيز جاذبية المدينة، وتحويله إلى حديقة حضرية لفائدة المواطنين.

وتشكل فضاءات المنتزه، المكون من جزأين يفصل بينهما شارع الرئيس كينيدي، نفس الخط التوجيهي المتمثل في الهوية المعمارية المستوحاة من تاريخ جهة سوس – ماسة وأصالتها الثقافية، مع تنزيل الموضوعات الخاصة المرتبطة بتطورها الذاتي، فيما الجزء السفلي من المنتزه، ذي الطابع التاريخي، يدعى حاليا "حديقة ابن زيدون"، وقد صممه في ستينات القرن الماضي "جان شاليه"، المهندس الأول لمناظره الطبيعية. وكان يسمى حينئذ "حديقة المركز الحضري"، لقربه من المباني المشيدة حديثا آنذاك بالمدينة الجديدة.

وسيحتفظ، اعتبارا لتاريخه هذا، بتصميمه الأصلي وهندسته الطبيعية وعناصره التزيينية وموروثه النباتي. وتمتد حديقة ابن زيدون، الواقعة بين شارعي الرئيس كينيدي والأمير مولاي عبد الله، على مساحة 4,67 هكتارا. واستجابة لانتظارات مرتاديها، حيث تمت إعادة تهيئة للأرصفة وممرات الراجلين به، وتجديد ساحاته ونافوراته وأثاثه الحضري وما بها من علامات التشوير، فضلا عن إحداث مداخل وممرات خاصة بالأشخاص محدودي الحركة.

كما ستستضيف هذه الحديقة قريبا تمثالا يرمز إلى الشاعر الأندلسي الشهير الذي تحمل اسمه، والذي عاش في القرن الحادي عشر الميلادي. أما الجزء العالي من المنتزه، الذي يغطي منطقة تشجير قديمة ويضم مساحة للتزلج منذ سنة 2008، وأصبح يدعى "حديقة ابن زيدون الثانية"، فتم تخصيصه للرياضة والأنشطة الترفيهية. واستفاد هذا الجزء، الممتد على مساحة 6,85 هكتارا، من إعادة تهيئة شاملة مع إصلاح ممرات الراجلين وإحداث مداخل للأشخاص محدودي الحركة وتجديد الأثاث الحضري وإدماج ساحات مخصصة لاسترخاء الزوار.

كما تمت إعادة تهيئة البحيرة الطبيعية الحالية ومحيطها بالكامل مع ضمان حمايتهما بوضع سياج حولهما. ويتيح المنتزه الحضري ابن زيدون الجديد للمواطنين والزوار الفرصة للمحافظة على حيويتهم وراحتهم بفضل التجهيزات الرياضية الكثيرة الموجودة في عين المكان. وذلك علاوة على ممرات الراجلين الملائمة لممارسة الركض، وتخصيص مسار للياقة البدنية مع فضاء لممارسة التمارين الرياضية.

كما تم توفير ملاعب خاصة بالكرة الحديدية وملاعب للقرب لممارسة الرياضات الجماعية. وستمنح مناطق الألعاب بالمنتزه الأطفال فضاء استثنائيا للاسترخاء واللهو في الهواء الطلق، حيث سيجدون تحت تصرفهم مجموعة كبيرة من التجهيزات والمعدات التي تلبي أحدث معايير السلامة، لتمكينهم من الاستمتاع وممارسة قدراتهم الحركية.

وسيدعوهم مسار المغامرة المخصص لهم وتسلق الأشجار المحدود إلى اختبار توازنهم وخفتهم. أما مساحة التزلج، المكان الترفيهي الرائد في المنتزه، فسيحظى بتجديد شامل ليرتقي إلى مستوى المعايير العصرية. وستشكل مختلف مناطق المنتزه، التي تقدم مجموعة كبيرة ومتنوعة من النبات المتوسطي والأعشاب العطرية والنباتات شبه المائية، مكانا فريدا لعرض النباتات المثمنة بفضل اللوحات التوضيحية.

وستتبع الحديقة، فضلا عن ذلك، نهجا مستداما بتخصيصها منطقة لتخزين النفايات الخضراء وشبكة لتصريف مياه الأمطار، مع مواصلة البحث عن مصادر بيئية أخرى للتزود بالماء.

 

سعيد أهمان




تابعونا على فيسبوك