طالب آباء وأمهات وأولياء أمور الطلبة العائدين من أوكرانيا رفقة عدد من أبنائهم الطلبة، في وقفة سلمية أمام مقر وزارة التعليم العالي والابتكار بالرباط، أمس الثلاثاء، بتسريع وتيرة إدماج أبنائهم في المعاهد العليا والكليات والجامعات العمومية المغربية.
المعنيون قدموا من عدة مناطق من المملكة من أجل إيصال صوتهم للجهات المختصة، متطلعين إلى أن يتلقوا ردا إيجابيا على مطلبهم ووضع حد لمعاناتهم ومعاناة أبنائهم الطلبة العائدين من أوكرانيا والذين يجهلون حتى الآن مصيرهم.
ويحكي الآباء والأمهات أن أبناءهم يعيشون حالة نفسية متردية منذ مغادرتهم أوكرانيا في ظروف صعبة طبعتها الحرب الدائرة هناك، وتفاقم الوضع بسبب توقفهم عن الدراسة حتى الآنوفي هذا الصدد، قالت مليكة، أم للطالب حمزة السهلي، السنة الثالثة شعبة الهندسة الطبوغرافية في أوكرانيا، إن «مطلبنا من الوزارة الوصية هو الإفصاح عن الحلول المقترحة لوضعية أبنائنا، حيث إنه مند ما يزيد عن شهر ونحن ننتظر لكن لا شيء في الأفق».
، ولا نعرف ما العمل لهذه الإشكالية وما إذا كان سيتم إدماج أبنائنا في المؤسسات التعليمية العليا العمومية في المغرب».
وأضافت مليكة في تصريح لـ «الصحراء المغربية» أن أباءهم لم يعودوا من أوكرانيا بمحض إرادتهم، فالحرب هي السبب، ونحن وهم نعيش ظروفا نفسية صعبة، وبالتالي يجب على الوزارة أن تعمل على تسريع وتيرة إدماجهم حتى لا يضيع مستقبلهم.
وثمنت مليكة المبادرة الملكية المتمثلة في إعادة الطلبة المغاربة من أوكرانيا إلى أرض الوطن سالمين.
من جهته، توجه محمد الإدريسي، بالشكر لجلالة الملك محمد السادس الذي أصدر تعليماته السامية بإعادة الطلبة المغاربة من أوكرانيا إلى المغرب بأمن وأمان، ملتمسا إيجاد حل لهؤلاء الطلبة الذين يعيشون معاناة نفسية صعبة.
وفي السياق ذاته، أكدت ابنته آية الإدريسي، وهي طالبة سنة أولى في الطب» أنها بعد الحصول على الباكالوريا لم تتمكن من تحقيق حلمها في المغرب، لذا اختارت أن تغادر أرض الوطن في اتجاه أوكرانيا بعيدا عن والديها لتدرس الشعبة التي تحبها، لكنها اليوم أصيبت بصدمة بعد عودتها بسبب ظروف الحرب في أوكرانيا، وهي تناشد الجهات المسؤولة بأن تجد لها ولجميع الطلبة العائدين من أوكرانيا الحل المناسب».
وأضافت آية أنها أصبحت تعاني نفسيا لدرجة أنها لم تعد تستطيع النوم من كثرة التفكير في مآل دراستها ومستقبلها.
ومن مدينة وجدة، قدم محمد الحليسي، أملا في أن يتلقى ردا إيجابيا من المسؤولين بالوزارة، وتلبية مطلب الآباء والطالبة بإدماجهم حتى يتمكنوا من إكمال دراستهم في الشعب التي كانوا يدرسونها في أوكرانيا.
ويحكي الحليسي أن لديه ابنة طالبة في أوكرانيا، وأنها منذ أن عادت للمغرب تعيش حالة نفسية صعبة، مشيرا إلى أنه منذ أول تصريح للجهات المعنية حول إدماج هؤلاء الطلبة بعد عودتهم، لم يتم بعدها الحديث عن الموضوع وطمأنة الآباء والطلبة بشأن دراستهم، منوها بالجهود التي بذلت من أجل إعادة هؤلاء الطلبة إلى أرض الوطن، «لكن في الوقت ذاته يجب إدماجهم».
ومن مدينة خريبكة، قدم مصطفى مربي، ليسمع صوته إلى مسؤولي الوزارة الوصية ويطالب إلى جانب باقي الآباء والأمهات، بالإسراع في إدماج أبنائهم في المؤسسات العليا العمومية، مشيرا إلى أن أغلبهم ومن بينهم ابنه، يحتاجون في هذه الفترة العصيبة إلى علاج نفسي بالنظر للظروف التي مروا منها منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا حتى الآن .
وأضاف مربي أن الوزارة ستنشغل قريبا بالامتحانات، وإذا لم يتم إيجاد الحلول لأبنائهم في الوقت الحالي فإن مستقبلهم سيتعرض للضياع.
وأكدت حفصة أكناو، طالبة بأوكرانيا، سنة رابعة طب عام، أن حضورها للوقفة السلمية جاء من أجل المطالبة بالتعجيل بإدماج الطلبة في المؤسسات التعليمية العليا العمومية في المغرب، مضيفة أنه يمكن للجهات المعنية في المغرب أن تتصل بنظيرتها في أوكرانيا حول الدروس وطريقة التنقيط ومعرفة استراتيجة الدراسة في أوكرانيا من أجل إيجاد حل في أقرب وقت ممكن.
وأضافت أكناو، «حاليا أدرس عن بعد لكن خلال السنة الدراسية المقبلة سيكون هناك مشكل لأننا لن نتمكن من العودة إلى أوكرانيا».
من جهته، قال مسلم، أب طالب، « ننتظر من الوزارة الوصية ردا على مطلبنا المتمثل في إدماج طلبة أوكرانيا في المعاهد العليا والكليات والجامعات العمومية المغربية، وهذه الوقفة السلمية هي من أجل معرفة رد الوزارة في الموضوع».