قال الدكتور عبد الحفيظ ولعلو، اختصاصي في العلوم البيولوجية والوبائية، إن «قرار الحكومة المتعلق بمنع جميع المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية هي إجراءات استباقية تنضاف إلى باقي الإجراءات الأخرى للتصدي لوباء كورونا ومنها تحديد عدد الأشخاص في أقل من 10 لحضور الجنائز.
ويرى الدكتور ولعلو أنه من الضروري أن نمر إلى إجراءات استباقية إضافية خلال هذه الأيام حتى لا يباغثنا المتحور الجديد «أوميكرون» بانتشاره في المغرب، ويمكن أن نعود لتشديد الإجراءات الاحترازية في الفضاءات العمومية، التي تعرف حضورا مكثفا للأشخاص، مثل المقاهي والمطاعم والنقل العمومي وغيرها، حيث يجب فرض إلزامية ارتداء الكمامة، لأن هناك الكثير من الدول قامت بهذا الإجراء وفرضت إلزامية ارتداء الكمامة، وهي إجراءات أصبحت تتم بشكل تدريجي في ظل ظهور المتحور الجديد «أوميكرون». وأضاف الدكتور ولعلو، في تصريح لـ»الصحراء المغربية» أنه بفضل الإجراءات الاستباقية، التي اتخذتها المملكة منذ ظهور فيروس كوفيد 19 تمكنا من التحكم في هذا الوباء، وبالتالي كلما تبين أن هناك خطرا يهدد صحة المواطنين يجب اتخاذ مثل هذه الإجراءات الاحترازية، خاصة أنه يُسجل تراخي شامل في المغرب، سواء في الفضاءات العمومية أو النقل العمومي وغيره، حيث إن الكثيرين تخلو عن ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي، فضلا عن أن وتيرة التلقيح أصبحت دون المستوى في الفترة الأخيرة رغم النداءات المتكررة منذ أسابيع لغير الملقحين وأيضا بالنسبة للملقحين الذين تخلفوا عن الجرعة الثالثة من أجل الانخراط في عملية التلقيح، على اعتبار أن التلقيح هو الوسيلة الوحيدة للحماية وللتصدي لهذا الفيروس.
وأشار الاختصاصي في العلوم البيولوجية والوبائية، إلى أن المتحور الجديد انتشر حتى الآن في أكثر من 35 دولة، كما سجلت تونس حالة من هذا المتحور الجديد، وهذا يقتضي أن يتم تشديد المراقبة في المغرب وفي كل الأماكن التي يحتمل فيها دخول أشخاص من الخارج خاصة من أوروبا والدول الإفريقية المجاورة لجنوب إفريقيا. وأردف قائلا « حتى الآن ليست هناك معطيات علمية حول هذا المتحور الجديد باستثناء معطيات أولية تفيد أنه سريع الانتشار أكثر من المتحور دلتا الذي خلق وضعية صحية خطيرة في عدد من الدول خاصة التي لم تتعد نسبة التلقيح فيها 40 في المائة»، مذكرا، أنه في المغرب اقتربنا من بلوغ 70 في المائة من التلقيح، لكن التخوف من كون وتيرته ضعيفة في الفترة الأخيرة بسبب التراخي أو لكون البعض يقول إن الوضعية الوبائية جيدة. وأضاف الدكتور ولعلو أن المنظمة العالمية للصحة متخوفة من انتشار المتحور الجديد «أوميكرون» كما كان الحال بالنسبة للمتحور دلتا الذي تسبب في خسائر كبيرة في الأرواح، مؤكدا أن الإجراءات الاستباقية التي اتخذها المغرب مكنت من التحكم في الوباء وكانت لها إيجابيات كثيرة وتم الحد من عدد الوفيات خاصة خلال الأسابيع الأخيرة حيث لم يتعد عدد الوفيات خلال شهر نونبر الماضي 90 وفاة، إلى جانب انخفاض عدد الحالات الحرجة وهذا نتيجة نسبة التلقيح التي وصلنا إليها، مجددا تأكيده أن السلاح الوحيد لمواجهة هذا الفيروس هو التلقيح لأنه كلما وصلنا إلى المناعة الجماعية سنشعر بالانتصار على الوباء، «لكن في حال استمر التراخي وعدم احترام الإجراءات الاحترازية والوقائية وعدم الإقبال على التلقيح سيشكل ذلك خطورة في المستقبل مما سيضطر الحكومة إلى تشديد إجراءات التصدي لهذا الوباء».