كشف الدكتور محمد أمين امحمدي، طبيب اختصاصي في أمراض النساء والتوليد، أن سرطان الثدي مسؤول عن عدد كبير من الوفيات والإصابات في العالم، إذ سجل سنة 2020، حسب منظمة الصحة العالمية، إصابة 2.2 مليون امرأة بسرطان الثدي، وكان السبب الأول في الوفيات مقارنة بمجموع السرطانات، إذ توفيت حوالي 685 ألف امرأة في العالم بهذا المرض.
وأضاف الدكتور امحمدي، في لقاء مباشر على صفحة وزارة الصحة والحماية الاجتماعية في فايسبوك، حول أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي، أنه في المغرب، حسب السجل الوطني للسرطان، أصيبت سنة 2020 حوالي 11 ألفا و747 امرأة بسرطان الثدي وتوفيت بسببه 3695 امرأة، وأنه يحتل المرتبة الأولى من بين السرطانات الأخرى إذ يمثل 20 في المائة من مجموع السرطانات، موضحا أن من بين السرطانات التي تصيب المرأة يمثل سرطان الثدي 36 في المائة محتلا بذلك المرتبة الأولى، متبوعا بسرطان عنق الرحم بنسبة 12 في المائة.
وأفاد الطبيب والاختصاصي في أمراض النساء والتوليد، أن أكثر من ربع حالات الإصابة بسرطان الثدي يتم اكتشافها في مرحلة متطورة، "وهنا يأتي دور المختصين ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية والمجتمع المدني والإعلام في رفع الوعي عند النساء بأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي، بسبب كثرة الإصابات وكلفته الثقيلة"، مشيرا إلى أن سرطان الثدي قابل للكشف المبكر بوسائل متاحة للجميع وهي وسائل مجانية بالمنظومة الصحية وأثبتت فعاليتها على عكس بعض السرطانات الأخرى الغير قابلة للكشف المبكر مثل سرطان المبيض أو سرطان بطانة الرحم التي يتم كشفها في مراحل متطورة مما يستعصي علاجها أو يكون العلاج مكثفا وقاسيا. وأبرز المتحدث ذاته، أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي لأن هذا المرض يمر عبر عدة مراحل مما يجعل وجود الوقت لاكتشافه، لأنه بين ظهور أول خلية سرطانية وورم طوله سنتمترين في الفحص السريري يتطلب بين 6 إلى 10 سنوات.
وأضاف الدكتور امحمدي، أنه وعيا من وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي، وضعت منذ سنة 2011 بشراكة مع جمعية للا سلمى للوقاية وعلاج داء السرطان برنامجا وطنيا للكشف المبكر عن سرطان الثدي وعنق الرحم، مشيرا إلى أن هذا البرنامج الوطني يتأقلم مع المنظومة الصحية المغربية ومع خصوصيات سرطان الثدي عند النساء المغربيات، لأنه في المغرب وفي العالم العربي يصيب سرطان الثدي النساء الصغيرات في السن عكس الدول الأوروبية أو أمريكا.
وأوضح المتحدث ذاته، أن البداية كانت لفائدة النساء في عمر 45 سنة وبعدها 40 سنة، مشيرا إلى أن هذا البرنامج يأخذ يعين الاعتبار الإمكانيات البشرية واللوجستيكية المتاحة والمستويات الثلاثة للمنظومة الصحية، حيث يهم المستوى الأول المراكز الصحية القروية والحضرية التي يتم فيها التشخيص المبكر، فيما يهم المستوى الثاني المراكز المرجعية للصحة الإنجابية التي يتم على مستواها تشخيص المرض، فيما يهم المستوى الثالث المراكز الجهوية الأنكولوجية أو المراكز الاستشفائية الجامعية والجهوية المخول لها التكفل بهذه الحالات. وأكد الدكتور امحمدي، أن الكشف المبكر عن سرطان الثدي يمكّن من اكتشاف المرض في مراحله الأولى، وبالتالي ضمان نسب علاج كبيرة وعالية، إذ أظهرت العديد من الدراسات أن الكشف المبكر يمكّن من إنقاذ 7 نساء في كل 1000 حالة كشف، ويمكّن من ضمان علاج بنسبة 95 في المائة. وأوضح الطبيب والاختصاصي في أمراض النساء والتوليد، أن فوائد الكشف المبكر لا تقتصر فقط على ضمان نسب شفاء مرتفعة، بل أيضا ضمان علاجات أقل ضررا، حيث يمكن استئصال الورم فقط دون استئصال الثدي، ويمكن تجنب العلاج الكيميائي بجميع مضاعفاته وأعراضه الجانبية، دون أن يؤثر ذلك على السلامة البدنية وأنوثة المرأة وعلى معالجة المرض بشكل أفضل.