بعد طول انتظار بسبب أزمة "كوفيد-19" .. انطلاق أولمبياد طوكيو 2021 وسط إجراءات صحية صارمة

الصحراء المغربية
الجمعة 23 يوليوز 2021 - 15:28

بعد تأجيل تاريخي من العام الماضي بسبب فيروس كورونا، انطلقت في طوكيو، الجمعة، رسميا الألعاب الأولمبية التي عرفت شدا وجذبا بشأن إلغائها أو إقامتها. ويجرى الأولمبياد في ظل إجراءات صحية صارمة وصلت إلى حد إقامة المنافسات دون حضور جماهيرها. وينصب التركيز بداية من اليوم على الرياضيين الذين يبدؤون التنافس على الميداليات الملونة.

في خضم جدل مستمر حيال إقامته أو إلغائه، أبصر أولمبياد طوكيو الصيفي أخيرا النور الجمعة ليستمر إلى غاية 8 غشت المقبل وسط قيود مشددة لتفادي تفشي كوفيد-19 وحظر جماهيري أجنبي ومحلي.

على الملعب الأولمبي الذي استضاف ألعاب 1964 وأعيد بناؤه ليتسع لـ68 ألف متفرج، حضر ألف شخص فقط من المدعوين، حفل افتتاح كانت المدن تتنافس في ما مضى لجعله الأكثر إثارة في تاريخ الألعاب المقامة مرة كل أربع سنوات.

وحضر الإمبراطور ناروهيتو حفل الافتتاح الذي مثل مناسبة لتكريم ضحايا كارثة فوكوشيما النووية في مارس 2011، إثر زلزال مدمر بقوة 9 درجات قبالة الساحل الشمالي الشرقي وتسونامي هائل أدى إلى انصهار نووي وتلويث المناطق المجاورة بالإشعاع.

حفل بسيط

واتسم الحفل بالبساطة ودخلت مسيرة الرياضيين الملعب الأولمبي بابتسامات خلف الكمامات وسمح لرجل وسيدة بحمل الأعلام سويا لأول مرة.

وحضر أقل من 1000 شخص حفل الافتتاح الذي عادة ما يكون عرضا مليئا بنجوم الرياضة ويعج بالمشاهير وفرضت إجراءات صارمة للتباعد الاجتماعي ورفعت لافتات تطالب الجماهير "بالتحلي بالهدوء حول الملعب". لكن جاء الحفل ليمثل تجمع العالم لأول مرة منذ بداية الجائحة، وانطلاقة أكبر حدث رياضي عالمي مع توقع جمهور يصل إلى مئات الملايين عبر شاشات التلفزيون.

وسارت أعداد صغيرة، تقريبا 20 من كل دولة، في مسيرة الفرق وغادرت سريعا لتجنب العدوى. وسارت معظم المجموعات بهدوء مع التلويح بالأعلام لكن الوفد الأرجنتيني كان صاخبا وقفز أفراده بحماس أثناء العرض.

ولخص الفيديو الافتتاحي في الحفل مسار طوكيو إلى الألعاب والتحديات التي واجهها العالم منذ اختيار العاصمة اليابانية لاستضافة الحدث في 2013. وأظهر الفيديو في 2020 كيف ضربت جائحة فيروس كورونا العالم وتسببت إجراءات العزل العام في قرار لا سابق له بتأجيل الأولمبياد قبل أربعة أشهر فقط من حفل الافتتاح والتقلبات والغموض في استعدادات الرياضيين في العزل.

واستغل البعض هذه المناسبة للإدلاء ببيانات حول المساواة والعدالة، وقامت العديد من الدول بمنح الفرصة لرجل وامرأة لحمل العلم في حفل الافتتاح بعد تغيير المنظمين اللوائح للسماح باثنين من الرياضيين بحمل العلم.

وبعدما تأجلت في مارس 2020 لمدة سنة، تضمنت رحلة الألعاب قائمة طويلة من التعقيدات، هددتها في بعض الأحيان من أن تصبح أول ألعاب حديثة بعد الحرب يتم إلغاؤها. حينها، أمل المسؤولون اليابانيون أن تكون "دليلا على انتصار البشرية على الفيروس".

لكن تصاعد حدة تفشي فيروس كورونا عالميا وظهور المزيد من المتحورات المعدية، خفض حدة النغمة المنتصرة وأثار معارضة متزايدة داخل البلاد.

ومع تفكيك "اللغم" تلو الآخر، حان وقت الاحتفال، ولو أن الألعاب ستكون منقوصة من أبرز مكوناتها، أي الجماهير الغائبة عن مدرجات أنفق اليابانيون الغالي والنفيس لبنائها أو تجديدها.

إجراءات صحية مشددة

وفيما يُتوقع أن يكون هذا الأولمبياد نسخة باهتة عن الاحتفالات السابقة، يحاول المنظمون التعويض على المشاهدين بالاعتماد على تكنولوجيات بث وابتكارات متطورة ليتمكنوا من عيش الحدث.

وأنشأت شركة "أو بي إس" (خدمات البث الأولمبية) تسجيلات صوتية من ضوضاء الجماهير في الألعاب السابقة لتتكيف مع كل رياضة، وسيتم بثها في أماكن المنافسات.

وسيتمكن الرياضيون أيضا من تلقي التشجيع من خلال شاشات عرض لمشاهد فيديو (سيلفي) مرسلة من كل أنحاء العالم، والتواصل عن طريق الفيديو مع أحبائهم بمجرد انتهاء مسابقاتهم.

وعلى الرغم من التدابير القاسية المتخذة قبل وصول المشاركين في الأولمبياد، على غرار الخضوع لعدة فحوص "بي سي آر" وتنزيل تطبيقات تتبع ومراقبة صحية أبرزها "أوتشا"، ظهرت بعض الإصابات لدى الرياضيين وإداريي البعثات في الأيام التي سبقت حفل الافتتاح

يتعين عليهم ارتداء الكمامات طوال الوقت باستثناء فترة تناول الطعام، النوم أو التنافس، ويسمح لهم فقط بالتنقل بين القرية الأولمبية وباقي المنشآت الرياضية.

 




تابعونا على فيسبوك