التأكيد بمراكش على فعالية إستراتيجية المغرب لمواجهة الجائحة الوبائية "كوفيد 19"

الصحراء المغربية
الإثنين 05 أبريل 2021 - 22:34

أكد أطباء وخبراء وأساتذة جامعيون، الأحد بمراكش، خلال مائدة مستديرة حول الإستراتيجية الطبية الوقائية والرفع من قدرات المنظومة الصحية بالمغرب في مواجهة وباء كورونا واستنباطها من تاريخ البلاد في مواجهة الأوبئة والجوائح، أن الإستراتيجية التي وضعها المغرب لمواجهة الجائحة كانت متناسبة مع التحديات التي طرحتها هذه الأزمة الصحية.

وأوضح المشاركون في هذه المائدة المستديرة المنظمة على هامش الندوة العلمية لمولاي علي الشريف المراكشي حول بدايات الدولة العلوية، أن المملكة المغربية أبانت عن قدرة على التعاطي مع الرهانات الجسيمة للجائحة الوبائية من خلال اللجوء إلى مقاربات وقائية مبتكرة، وعبر التحلي بروح بيداغوجية.

وأشار المشاركون إلى أن الجوائح والأوبئة في تاريخ المغرب، أفرزت إنتاجا طبيا وأدبيا وفقهيا، تمحور بالخصوص حول الجانبين الاجتماعي والاقتصادي في تدبير الأزمات.

وأجمع المشاركون على نجاعة التدابير التي اعتمدها المغرب في تدبير الأزمة الوبائية غير المسبوقة، وفق التوجيهات الملكية السامية والاستباقية، بتكامل وتعاون مع مختلف المؤسسات.

وفي هذا الإطار، قال الحسن احبيض رئيس جامعة القاضي عياض، إن الإجراءات الإحترازية التي اتخذها المغرب لمواجهة فيروس كورونا ارتقت بالمغرب في مصاف البلدان المتقدمة، مضيفا أن "العبقرية" المغربية جنبت البلاد كارثة صحية متعددة الأبعاد، وذلك بفضل الإجراءات الاستباقية التي تجندت لها مختلف المصالح تحت القيادة الرشيدة والرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

من جانبه، أوضح محمد بوسكراوي عميد كلية الطب والصيدلة بمراكش، أن مفهوم الاعتراف يقتضي الاشادة بالرؤية السديدة والحكمة المتفطنة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في مواجهة المغرب لفيروس كورونا منذ البدايات الأولى لتفشي الجائحة، في ظل ظرفية عالمية مضطربة وغير واضحة المعالم، وهو ما أحرج مجموعة من الدول المتقدمة التي وجدت نفسها عاجزة عن تدبير الجائحة بنفس النجاعة التي اعتمدها المغرب، رغم الإكراهات والتحديات الداخلية التي كانت تفرض نفسها بقوة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي.

وأشار إلى أن المغرب سيجني ثمار تدبيره الناجع للجائحة الصحية من خلال تحقيق الإقلاع المنشود في مستقبل السنوات القادمة، معلنا في ختام مداخلته أن كلية الطب والصيدلة تعمل من أجل إحداث مرصد أكاديمي للصحة يشارك فيه خبراء وفاعلون من مختلف التخصصات، وذلك لتعميق النقاش العلمي وترسيخ الوعي بالثقافة الصحية.

بدورها، أشادت نادية المنصوري أستاذة التعليم العالي بكلية الطب والصيدلة بمراكش  بتدبير المغرب للجائحة، متوقفة عند الإجراءات التنظيمية التي اعتمدتها إدارة المستشفى الجامعي محمد السادس، والآليات التدبيرية التي ساعدت على احتواء الأزمة الصحية، وكذا المهام التي اضطلعت بها اللجان العلمية والتقنية طيلة فترة الجائحة.

وخلال هذه المائدة المستديرة، تم التركيز على استبيان السياق العلمي والتاريخي للأوبئة والطواعين على عهد سلاطين وملوك الدولة العلوية الشريفة ، وتجليات تدبيرها عبر التاريخ، واستحضار أول طاعون عرفه المغرب في العهد العلوي خلال فترة حكم السلطان إسماعيل، حيث بدأ ظهوره بتطوان ونواحيها كما تؤكد المصادر، ومنها انتشر إلى باقي مناطق المغرب، وذلك عام 1678.

ووفق مقاربة تاريخية أجرى عبد المنعم جمال أبو الهدى محافظ التراث الثقافي بالمديرية الجهوية للثقافة بمراكش في سياق مداخلته مقارنة بين نماذج من الجوائح التي عرفها تاريخ المغرب وبين جائحة كورونا في الوقت الحاضر، مفصلا الحديث عن الطاعون الأسود الذي عرفه المغرب في عهد الدولة المرينية، مستشهدا بإشارات واردة في متن عدد من كتابات المؤرخين كعبد الرحمان ابن خلدون ولسان الدين ابن الخطيب.




تابعونا على فيسبوك