الطيب حمضي: على المصلين التقيد بالتدابير الصحية عند أداء صلاة الجمعة حتى لا تتحول المساجد إلى مصدر لتفشي كورونا

الصحراء المغربية
الجمعة 16 أكتوبر 2020 - 10:39

دعا الدكتور الطيب حمضي، طبيب باحث في السياسات والأنظمة الصحية، المواطنين والمشرفين على المساجد، إلى اتخاذ الحيطة والحذر، مع اتباع مراقبة عالية خلال إعادة فتح 5 آلاف مسجد أضافي وفتحها لأداء صلاة الجمعة، بالإضافة إلى المساجد التي أعيد فتحها(10000 في المجموع من 51000 الموجودة)، تفاديا لانتشار الفيروس.

وأكد حمضي، أنه يجب تطبيق جميع التدابير الوقائية داخل المساجد حتى لا تتحول أماكن العبادة إلى بؤر ومصدر لتفشي المرض، وتصبح خطرا يهدد صحة المصلين كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة.
وقال الطبيب الباحث في السياسات والأنظمة، أن تجربة 5 آلاف مسجد التي تم افتتاحها منذ 15 يوليوز الماضي، أظهرت امتثالا لعدد من الإجراءات الوقائية من قبيل التباعد الاجتماعي، والتطهير والكمامة لكن، يضيف البعض لم يحترموا هذه التدابير، ومنهم من يصلون دون وضع الكمامات، وآخرون لا يجلبون معهم سجادا من البيت، بالإضافة إلى عدم استعمال المعقمات.
وأضاف حمضي قائلا:" إن هذا الوضع يهدد بدرجة كبيرة صحة كبار السن ، أو الأقل سنا لكن يعانون الهشاشة الصحية ومعرضون في أي لحظة للإصابة بفيروس كورونا"، مشيرا إلى أن إعادة فتح المساجد لأداء صلاة الجمعة لا يقارن مع الصلوات الخمس، فبقدر ما يختار المواطنون الصلاة في المنزل لأسباب تتعلق بالسلامة ، فإن الرغبة الملحة لأداء صلاة الجمعة اليوم لن يكون من الممكن السيطرة عليها، حسب تعبيره.
ومن جانب آخر، أكد الخبير في السياسات الصحية، أن انتشار الفيروس، باتت معه الوضعية الوبائية مقلقلة، ما يستدعي تشديد الإجراءات والتدابير الصحية، موضحا أن "المساجد التي أعيد فتحها ، لا تستوفي بالتأكيد لمعايير الأمن الصحي والوبائي التي فرضت في شهر يوليوز الماضي ، وإلا لكان قد أعيد فتحها منذ ذلك التاريخ".
وأضاف حمضي ، من المحتمل أن تكون هذه المساجد مزدحمة خلال صلاة الجمعة طالما أن 10000 فقط تعمل اليوم من أصل 51000 معتاد، ويتم الالتزام باحترام تدابير وضع الإجراءات الحاجزية لهذا ستتمكن نسبة ضئيلة من المصلين من العثور على مكان ، وسيظل الآخرون يصلون صلاة الجمعة حتى دون وجود مسافة".
وأوضح المتحدث نفسه، "نحن في وضع يتسم بتفاقم تطور الوباء ، كما يتضح من تزايد المؤشرات اليومية والأسبوعية ، وعشية موجة ثانية ستكون أكبر (من حيث اعداد الحالات الجديدة والحالات الخطيرة الموجودة بقسم الإنعاش والوفيات) ، التي ستكون أطول من أواخر أكتوبر أو أوائل نونبر حتى شهر مارس المقبل.
وبهذا، يقول حمضي، ستنخفض قدرة المستشفيات بسبب ارتفاع حالات الإصابات الموجهة إلى الإنعاش بشكل متزايد، ذلك أن النظام الصحي هش وضعيف، لهذا لا يمكن للدولة أن تبقى مكتوفة الايدي أمام هده الوضعية وسيكون الحل الوحيد هو اتخاذ تدابير ترابية مؤلمة اجتماعيا واقتصاديا وتعليميا إذا تفاقم الوضع.
ومن جانب آخر، يرى حمضي، أن الإجراءات التقييدية المعلنة على المساجد ، وهي ارتداء الكمامات ، والتباعد الاجتماعي (قرابة 1.5 متر) ، وتعقيم المساجد ، وتوفير مواد التعقيم، وإغلاق المراحيض، وحظر التجمعات أمامها، لا يمكن التهاون مع عدم احترامها مطلقا، او التسامح مع من يتجاهل الإجراءات.
وأما من الناحية الدينية يقول مصدرنا، "ديننا الإسلام ، لا يجبرنا بأي شكل من الأشكال على المخاطرة ، أو حتى االمجازفة بحياتنا ، أو بصحتنا أو صحة الآخرين، كما تمنعنا تعاليم ديننا من تعريض الآخرين لخطر يمكن تجنبه"."
وشدد حمضي، على ضرورة مراجعة هذه القرارات والإشراف عليها بشكل صارم من أجل المصلحة العامة للمغاربة وصحتهم وحياتهم ، أي اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة ، بحيث يتم احترام الإجراءات التقييدية وضمان الامتثال الصارم لها بشكل مستمر، والمراقبة ، وذلك من خلال تشكيل لجان أمام كل مسجد ومن خلال إطلاق حملة توعية تشرح للمغاربة أهمية احترام الإجراءات الحاجزية في المساجد وخاصة أثناء صلاة الجمعة التي تجند الملايين من الناس كل أسبوع، حتى تبقى المساجد بعيدة عن تفشي العدوى.




تابعونا على فيسبوك