محمد الشمسي : وجود عشرات المداخل العشوائية للعاصمة الاقتصادية ساهم في رفع عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد

الصحراء المغربية
الجمعة 18 شتنبر 2020 - 10:56

يرى محمد الشمسي، فاعل جمعوي، أنه من الطبيعي أن ترتفع عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في المغرب عموما، و الدارالبيضاء على وجه الخصوص.

 وسرد الشمسي في تصريح لـ "الصحراء المغربية"، بعض الأسباب التي ساهمت في ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس، منها رفع الحجر الصحي وخروج المواطنين من بيوتهم متلهفين على الحرية وهو ما صادف الاحتفال بعيد الأضحى، وتزامن الخروج من الحجر الصحي مع فصل الصيف حيث كانت  الرغبة في السفر لدى العديد سواء داخل أرض الوطن أو فسح المجال لزوار من خارج الوطن. 
وأرجع الشمسي الأسباب أيضا، إلى التراخي الغير المسبوق من طرف السلطات المختصة بتنفيذ مقتضيات الطوارئ الصحية ، حيث هناك تهاون رسمي في تحرير مخالفات لمن لا يضع قناعه ولمن لا يحترم التباعد الجسدي، بالإضافة إلى 
شيوع فكرة إنكار وجود الفيروس لدى العديد من الناس أو شيوع فكر تحدي التدابير الاحترازية  وعدم الالتزام بشروط  الصحة  والوقاية إلى حد يمكن وصفه بالاستهتار في نفوس المواطنين.
ولفت الفاعل  الجمعوي، الانتباه إلى أن من الأسباب أيضا ظهور بعض المظاهر المساهمة قطعا في نشر الفيروس حيث وسائل النقل العمومية مكتظة شأنها من حافلات و خطوط  الترامواي،  الشيء نفسه شهدته الأسواق والقيساريات والمقاهي والمطاعم،  وزيادة على ذلك يقول، إن عدد من الإدارات العمومية والخاصة  من قبيل المؤسسات التعليمية و مراكز تسجيل السيارات، عرفت بدورها ازدحاما. 
ومن جهة أخرى، أضاف الشمسي، أنه بخصوص مدينة  الدارالبيضاء فإنه لا يمكن القول أن حالات الإصابة فيها وصلت إلى الذروة، وذلك لأسباب أولا يقول، 
ليست هناك أرقام يمكن الاعتماد عليها للمقارنة، فلا يمكن مقارنة إصابات الدارالبيضاء وهي في حجرها الصحي مع حالة الدارالبيضاء وهي مشرعة الأبواب.
ومن جهة ثانية، يؤكد أن عدد الإصابات يجب ربطها بالعدد الإجمالي للسكان، ذلك أن مدينة في حجم الدارالبيضاء بعدد سكان يقارب 5 ملايين نسمة وكثافة سكانية عالية مع طبيعة الفيروس شديد الانتشار، وينصاف إليها أحزمة الفقر التي تحاصر المدينة فهذه عوامل كلها مساهمة في رفع عدد الإصابات.
وأما العامل الثالث فربطه الشمسي،  بأن العاصمة الاقتصادية تتكدس فيها جل المنشآت التجارية والصناعية التي تستقطب ملايين اليد العاملة ما  يجعل من فرصة انتشار الفيروس كبيرة، ويمكن القول أن الدارالبيضاء تدفع ثمن احضتانها لملايين الناس وآلاف المعامل والشركات من مختلف الأحجام.
وأضاف متحدثنا، أن هناك عامل أخر يرفع عدد الإصابات يتمثل في وجود عشرات المداخل لمدينة لا يمكنها السيطرة على أبوابها لكثرتها وعشوائيتها، ذلك أن المدينة تدخلها يوميا آلاف من وسائل النقل محملة بعشرات الآلاف من الناس، ولعل جغرافية المدينة المنبسطة ووجودها في قلب المملكة ومحاصرتها بعدد من المدن والقرى والتجمعات السكانية كل ذلك يوفر للفيروس مجالا خصبا للانتشار. 
وختم الفاعل الجمعوي حديثه:"في المحصلة فإن عدد الوفيات عامل حاسم في رصد الحالة الوبائية بالمدينة، فالمدينة لا تعرف عددا كبيرا من الوفيات وهذا عامل مساعد يؤكد أن ألف إصابة يوميا أو ما يقرب ذلك ليس بالحالة الصعبة، مادام الشفاء يكون هو المصير في نهاية المطاف".




تابعونا على فيسبوك