ندوة تفاعلية حول الانتحار بشفشاون

الدعوة إلى إحداث رقم أخضر للحياة ومركز للبحث والدعم النفسي

الصحراء المغربية
الثلاثاء 17 شتنبر 2019 - 17:26

رفع المشاركون في ندوة تفاعلية نظمتها جمعية ابن مشيش لرعاية التراث الحضاري بشفشاون، مساء يوم السبت 14 شتنبر الجاري، ملتمسات تهم إنشاء مركز لدراسة آفة الانتحار، وخلق خط أخضر للحياة لمحاصرة هذه الآفة المتشابكة الأبعاد والدوافع.

وكشف عبد الرحيم ناس الحاج، الكاتب العام للجمعية، في تصريح لـ"الصحراء المغربية" أن هذه ندوة تفاعلية تجسيد تفاعلي لنبض المجتمع المحلي، الذي سجل تفشي هذه الظاهرة، ومحاولة لسد الثغرات والبحث عن الحلول، خصوصا أن ظاهرة الانتحار عرفت تزايدا بالإقليم، واحتلت مساحة مهمة من النقاش العمومي والتداول الإعلامي، وانطلاقا من المسؤولية المدنية حاولنا التدخل من خلال هذه الندوة التفاعلية المندرجة ضمن حملة "نعم للحياة .. لا للانتحار"

وأوضح المتحدث أن مخرجات هذه الندوة تصب في خلق خط فتح خط أخضر للحياة ورقم مفتوح في وجه الفاعلين ومدراء المؤسسات العمومية والمواطنين للتبليغ عن الحالات التي أبانت عن تعبيرها في الانتحار، مضيفا أن الملتمس الثاني يهم إنشاء مركز لدراسة آفة الانتحار يعمل على جمع قاعدة بيانات تخص ظاهرة الانتحار في إقليم شفشاون، ومن ثمة دراستها وتحليلها وفق منهجي علمي متعدد المقاربات، وكذا التدخل الوقائي والعلاجي من خلال إنشاء مصحة تابعة للمركز يستشفى فيها الأشخاص الذين يعانون اكتئاب حادا قد يدفعهم إلى التفكير في الانتحار، وتقام فيها جلسات التحسيس والوقاية.

وعرفت الندوة التفاعلية التي خرجت عن تقاليد الندوات الكلاسيكية تقديم لوحة فنية حول الظاهرة من تقديم جمعية مسرح المدينة الصغيرة حول ظاهرة الانتحار، شكلت مقدمة للموضوع، ما يعكس أهمية الفنون في الترافع المجتمعي حول قضايا وآفات المجتمع، كما عرفت ثلاث مداخلات مركزية ناقش فيها الأخصائي النفسي أحمد المطيلي الفرق بين مفاهيم الانتحار ومحاولة الانتحار، والكشف عن الأسباب المؤدية له.

من جانبه انتقد الأخصائي في التواصل والإعلام احمد الدافري تناول وسائل الإعلام لظاهرة الانتحار، والتي تنقل للمتتبع تفاصيل دقيقة عن الحادثة كطريقة الانتحار والأدوات المستعملة فيها والأسلوب والكيفية، معتبرا أن هذا الأمر يعد ضربا لأخلاقيات الصحافة، مبرزا في هذا الصدد أن عددا من وسائل الإعلام تبحث عن النقرات والربح المادي من خلال مواضيع تهم إجراء الحوارات مع آهالي المنتحرين، ما يجعل الإعلام يطبع مع هذه ظاهرة.

من جانبها، طالبت حميدة جامع، الفاعلة الحقوقية والمدنية، بتظافر جهود جميع المؤسسات الحكومية والمدنية لمعالجة الظاهرة، مبرزة أن الإقليم يحتاج إلى الملتمسات التي رفعتها الهيئات المشاركة في جل المحطات الترافعية السابقة والحالية، مضيفة أن الإقليم يضم مصلحة للطب النفسي والعقلي بقدرة استيعابية بسيطة (26 سريرا) في حين أن الصحة النفسية بالإقليم تعتبر من أولى الأولويات التي يجب أن تنصب عليها جهود الدولة والمجتمع.

وعرفت الندوة التفاعلية مشاركة الحاضرين من خلال وضع سؤال بخصوص الظاهرة على شاشة القاعة، يعرض على الحضور، مع إمكانية مشاركة الجميع انطلاقا من هاتفه الشخصي عبر تعبير جماعي عن المواقف وتحديد المفاهيم من خلال رابط واتصال مفتوح بشبكة الإنترنت، ما جعل جميع من في القاعة يحمل هاتفه ويشارك في عمق مضامين الظاهرة.




تابعونا على فيسبوك