ثمن المشاركون، في الملتقى العربي حول الصحة الإنجابية بشعار "تطوير مهارات القابلات والممرضات العاملات في مجال الصحة الإنجابية"، أمس الثلاثاء، بالرباط، الخطوات الهامة التي قطعتها المملكة المغربية في مجال الصحة عموما والصحة الإنجابية على وجه الخصوص.
وأبرز المشاركون في هذا الملتقى، الذي نظمته وزارة الصحة بشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان والبنك الإسلامي للتنمية وجامعة الدول العربية، أهمية تعزيز قدرات العاملين في مجال الصحة وتجويد الخدمات الصحية المقدمة للمرضى.
وقال هشام نجمي الكاتب العام لوزارة الصحة " إن المملكة المغربية انخرطت، على غرار باقي الدول، في جميع المبادرات الدولية الهادفة الى تحسين صحة السكان والأسرة بصفة عامة والصحة الانجابية بصفة خاصة، بدءا بتبنيها توصيات المؤتمر الدولي للسكان والتنمية، المنعقد سنة 1994، مرورا بأهداف الألفية من أجل التنمية المعتمدة سنة 2000، وحاليا أهداف التنمية المستدامة".
وأضاف الكاتب العام أن الوزارة تعمل مع القطاعات المعنية على تنفيذ السياسة الصحية الدولية التي يساهم فيها المغرب بشكل فعال، وتسهر على تطبيق وتتبع إنجاز البرامج المتفق عليها تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، وتطبيقا لأحكام الدستور التي تؤكد على ضرورة استفادة المواطنات والمواطنين، سواسية، من الحق في العلاج والعناية الصحية والحماية الاجتماعية.
وأضاف نجمي أن وزارة الصحة التزمت، أيضا، عبر مخطط الصحة "رؤية 2025 "بإعطاء الأولوية والمكانة اللازمة للنهوض بجودة الخدمات التي تهم كل مكونات الصحة الانجابية، مع العمل على تسريع وثيرة خفض وفيات الأمهات والأطفال، مذكرا أن المسح الوطني للسكان وصحة الأسرة لسنة 2018 أظهر تراجعا ملحوظا في نسبة وفيات الأمهات، حيث انخفضت من 112 حالة وفاة لكل 100 ألف ولادة حية سنة 2010 إلى 72.6 حالة وفاة عن كل 100 ألف ولدة حية، أي بنسبة انخفاض بلغت 35 في المائة، كما انخفض معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة من 30.5 لكل 1000 ولادة حية سنة 2011 إلى 22.16 لكل 1000 ولدة حية، أي بنسبة انخفاض بلغت 38 في المائة، وتراجع معدل وفيات الرضع حديثي الولادة، حيث وصل إلى 13.56 لكل ألف ولدة حية، أي بنسبة انخفاض بلغت 38 في المائة مقارنة بنتائج المسح الوطني لسنة 2011.
وأشار الكاتب العام الى أن الموارد البشرية بما فيها "القابلات والممرضات"، تعتبر من أهم الدعامات والركائز الأساسية التي ساهمت في تحقيق المنجزات والمكتسبات في المجال الصحي.
من جهته، أكد شبل صهباني، مستشار إقليمي للصحة الإنجابية بصندوق الأمم المتحدة للسكان بالمنطقة العربية، على أن الصحة الإنجابية تعد عنصرا أساسيا في تحقيق التنمية المستدامة والشاملة، وأن الاستثمار في العنصر البشري وخصوصا القابلات مفتاح لتحقيق الاهداف المنشودة، خاصة تقليص معدلات وفيات الأمهات والرضع.
وأضاف صهباني، في كلمة بالمناسبة ، أنه رغم التطورات المحرزة في المنطقة العربية خلال الفترة بين 1990 و 2015 ، المتمثلة في انخفاض متوسط وفيات الأطفال بنسبة 56 في المائة، كما انخفض متوسط وفيات الأمهات بنسبة 63 في المائة، إلا ان هناك العديد من التحديات في المنطقة العربية تحتاج إلى المزيد من الجهود وتوفر الدعم السياسي والمالي وتحقيق الشراكة والتعاون وتبادل الخبرات بين الدول العربية للاستثمار في تحسين صحة الأمهات والأطفال والمراهقات بمعدلات أسرع للوصول إلى غايات أهداف التنمية المستدامة واستيفاء التزامات الحكومات بتنفيذ الاتفاقيات الدولية والإقليمية الأخرى التي تم المصادقة عليها وخصوصا ما يتعلق ببرنامج عمل المؤتمر الدولي حول السكان والتنمية سنة 1994 بالقاهرة.
وفي مداخلة له بالمناسبة، أشاد الوليد عبد العال حمور مدير المكتب الإقليمي للبنك الإسلامي للتنمية بالرباط، بالخطوات الكبيرة التي قطعتها المملكة المغربية على درب تحقيق أهداف التنمية المستدامة، لا سيما تلك المتعلقة بالصحة بشكل عام والصحة الإنجابية بشكل خاص.
وأشار ممثل البنك الإسلامي، إلى أن وزارة الصحة المغربية قامت بإنجاز باستراتيجيات وطنية ومخططات عمل لتسريع وثيرة خفض الوفيات والنهوض بالخدمات في مختلف جوانب الصحة، كصحة الأم والطفل وتنظيم الأسرة وغيرها، مبرزا أن هذه الجهود ساهمت في تحسن ملحوظ في مؤشرات الصحة الإنجابية.
من جهاتها، أعربت أماني الجافي ممثلة جامعة الدول العربية، عن أملها في أن تكون هذه الدورة التدريبية، التي تستضيفها المملكة المغربية لتطوير مهارات القابلات والممرضات العاملات في مجال الصحة الإنجابية، لبنة في مجال تطوير الخدمات الصحة الإنجابية وأن تساهم في إثراء التجارب العربية الناجحة والرائدة التي من شأنها أن تعزز العمل العربي المشترك في مجال الصحة بصفة عامة، وأن ترفع من مستوى كفاءة مقدمي الخدمة الصحية.
ويهدف هذا الملتقى، المنظم على مدى ثلاثة أيام، إلى وضع رؤية موحدة للدول العربية في مجال الصحة الإنجابية. ويشارك في هذا الملتقى وفود من الدول، ممثلين عن كل بلد عربي، في مجالات التمريض والقبالة والتعليم والتدريب.