في إطار الشطر الثاني من برنامج تأهيل المدينة القديمة للدارالبيضاء

جلالة الملك يدشن المركز الصحي "9 يوليوز" و"دار النسيج" ويزور المعبد اليهودي "التدغي" وضريح "سيدي علال القرواني"

و م ع
الجمعة 16 دجنبر 2016 - 18:20
2498

صاحب الجلالة يشرف على التسليم الرمزي لمفاتيح 16 دراجة- طاكسي لرئيس تعاونية "المدينة القديمة"، المسيرة لهاته الدراجات المحصل عليها في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والتي ستستعمل في الجولات السياحية داخل المدينة القديمة للدارالبيضاء

أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، أمس الجمعة، على تدشين المركز الصحي "9 يوليوز" و"دار النسيج"، المشروعين المنجزين في إطار الشطر الثاني من برنامج تأهيل المدينة القديمة للدارالبيضاء، وذلك باستثمار إجمالي قدره 11,6 مليون درهم.

كما قام جلالة الملك بزيارة المعبد اليهودي "التدغي" وضريح "سيدي علال القرواني"، الموقعين اللذين يتميزان بهويتهما المعمارية، التراثية والتاريخية القوية، واللذين خضعا في إطار نفس الشطر من برنامج تأهيل المدينة القديمة، لأشغال الترميم، التي كلفت استثمارات بقيمة 3,1 ملايين درهم.

وتحمل مختلف هذه المشاريع في طياتها طموحا جديدا بالنسبة للمدينة القديمة، تماشيا مع الانتظارات المشروعة لسكانها في المجال الثقافي والسوسيو- اقتصادي والعمراني، بهدف تحسين ظروف عيش السكان، والارتقاء بجمالية المشهد الحضري للمدينة، والحفاظ على موروثها التاريخي، المادي واللامادي.

وتروم هذه المشاريع، على الخصوص، تحسين ولوج السكان للخدمات الأساسية، والنهوض بقطاع الصناعة التقليدية، وتثمين الموروث الثقافي، التاريخي والمعماري للمدينة القديمة للدارالبيضاء.

وسيمكن مشروع إعادة بناء المركز الصحي "9 يوليوز" من تعزيز العرض الصحي على مستوى المدينة القديمة، وذلك من خلال تعزيز الجهود المتعلقة بتشخيص الأمراض المزمنة والتحسيس والوقاية.

ويشتمل المركز في مستواه الثاني، على قاعات للفحص (الطب العام، صحة "الأم والطفل"، طب الأسنان، طب العيون، طب الكلي وطب الغدد، وطب القلب والشرايين، وتشخيص سرطان الثدي وعنق الرحم) إلى جانب مختبر، وصيدلية، وقاعات للعلاجات والمستعجلات.

وينسجم إنجاز هذا المركز، تمام الانسجام، مع الجهود التي يبذلها جلالة الملك من أجل تحفيز ولوج الأشخاص المعوزين للعلاجات الأساسية، وتسريع التدخلات في حالات المستعجلات الطبية، وتأمين تتبع طبي دوري ومنتظم للأشخاص الذين يتطلب وضعهم الصحي فحوصات متخصصة.

ومن شأن "دار النسيج"، الفضاء المخصص للصناعة التقليدية، المساهمة في الحفاظ على مهن النسيج، والنهوض بالمنتوجات المحلية للصناعة التقليدية، ودعم تنظيم وهيكلة القطاع.

وسيستفيد شباب المدينة القديمة من خلال هذا المشروع، الذي يشتمل على ورشات لإنتاج وعرض منتوجات النسيج، من تأهيل مهني يتلاءم مع الواقع السوسيو- اقتصادي لقطاع الصناعة التقليدية، لاسيما عبر نمط التكوين بالتدرج.

أما مشروع تأهيل المعبد اليهودي "التدغي"، فيعكس الاهتمام الخاص الذي يوليه أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، للموروث الثقافي والروحي للطائفة اليهودية المغربية، وعزم جلالته الموصول على صيانة غنى وتنوع المكونات الروحية للمملكة المغربية وموروثها الأصيل.

وقد هم هذا المشروع الذي يشكل خير تجسيد لعزم جلالة الملك على جعل هذه الأماكن الخاصة بالعبادة فضاءات للحوار الثقافي وتجديد القيم المؤسسة للحضارة المغربية، ترميم بناية المعبد وفق النمط الأصلي، وإنجاز تجهيزات جمالية، وبناء متحف "الملاح" المجاور للمعبد، والذي تعرض فيه لوحات تجسد تاريخ الديانة اليهودية بالمغرب.
وبخصوص مشروع ترميم ضريح "سيدي علال القرواني" فيندرج في إطار العناية السامية، التي ما فتئ أمير المؤمنين يوليها للشأن الديني بصفة عامة، وأماكن العبادة على وجه الخصوص، حيث هم هذا المشروع إعادة تأهيل الضريح، وقاعة الصلاة، ومختلف المرافق.

وبهذه المناسبة، أشرف جلالة الملك على التسليم الرمزي لمفاتيح 16 دراجة- طاكسي لرئيس تعاونية "المدينة القديمة"، المسيرة لهاته الدراجات المحصل عليها في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والتي ستستعمل في الجولات السياحية داخل المدينة القديمة للدارالبيضاء.

وتنسجم مختلف هذه المشاريع مع المخطط الملكي الكبير لتنمية حاضرة الدارالبيضاء، الذي يروم إيجاد شروط تنمية متناغمة ومستدامة، وذلك من خلال تحسين ظروف عيش السكان، وتعزيز الخدمات والبنيات التحتية الأساسية، وتقديم المدينة كوجهة سياحية لا محيد عنها.

وستتيح مشاريع الحفاظ على الذاكرة هاته، للمدينة القديمة، الانفتاح على محيطها وتعزيز والمحافظة على إطار عيش ملائم والانخراط الفاعل في التطور التنموي المتسارع، الذي تشهده حاضرة الدارالبيضاء تحت رعاية جلالة الملك.




تابعونا على فيسبوك