الأراضي القاحلة تتحول دوائر مسقية ذات إنتاجية عالية

الإثنين 06 أبريل 2009 - 09:48
استخدام أحدث التقنيات لتنمية الفلاحة في الجنوب (خاص)

تشكل الدوائر المسقية, في جهة وادي الذهب, المخصصة أساسا لإنتاج البواكر المغطاة, مثالا ملموسا لنجاح الجهود, الرامية إلى تأهيل واستصلاح الأراضي القاحلة والجافة.

وأصبحت هذه الدوائر, التي ما كان يمكن تخيلها من قبل في هذه الأراضي القاحلة, حقيقة قائمة الآن, بفضل الإجراءات والبرامج المنجزة, لتشجيع تهيئة مائية- زراعية, إذ يجري القيام بزراعات دون تربة, كفيلة برفع تحدي المنافسة, وتعزيز خلق فرص جديدة للشغل, والاستثمار ذي القيمة الإضافية العالية.

وأدى المناخ المعتدل, الذي يسود الشريط الساحلي لخليج وادي الذهب, طوال السنة, والتشجيعات التي تمنحها الدولة, والسعي الدؤوب لمستغلي هذه الأراضي لجعلها تناسب مختلف الزراعات, في سنوات قليلة, إلى بروز مساحة تقدر بخمسمائة هكتار من الأراضي الصحراوية تتوفر على التجهيزات الضرورية اللازمة.

وفي بداية سنة 2000, تاريخ ظهور أول دائرة مسقية, لم تكن مساحة الأراضي المخصصة للإنتاج الفلاحي في الجهة تتجاوز70 هكتارا.

وساهمت النتائج الطيبة, التي خلصت إليها التجارب, التي أجريت منذ ثماني سنوات, على مستوى الأحواض المسقية, خصوصا حوضي تنغير, وظهر الخميس, في تطوير المناطق الزراعية وتنويع المنتوجات, التي أصبحت تشمل الطماطم, والخيار, والقاوون (البطيخ الأصفر), والفلفل.

ومكنت الجهود, التي بذلها مستغلو هذه الأراضي, من تحويل قرابة 502 هكتار من الأراضي القاحلة إلى بساتين نضرة تجري فيها زراعة أنواع مختلفة من منتوجات البقول, خدمة لبرامج تنمية وتطوير القطاع, وتعبئة الموارد المائية في مناطق الجنوب.

وحسب المديرية الإقليمية للفلاحة بالداخلة, فإن المساحة الزراعية المستغلة حتى الآن, في جهة وادي الذهب, تنقسم إلى سبع ضيعات كبرى مجهزة بتقنيات ري متطورة, ما ساهم في تنمية المردود في الهكتار الواحد, الذي تراوح بين 120 طنا و220 طنا بالنسبة إلى الطماطم, و50 و60 طنا بالنسبة إلى القاوون والخيار, و100 طن للفلفل.

وارتفع الإنتاج الإجمالي السنوي من البواكر في الجهة إلى 35 ألف طن,20 منها من الطماطم, و12 ألفا من القاوون, و2000 طن من الخيار, و1000 من الفلفل, ومنتوجات أخرى.

ويؤمن قطاع فلاحة البواكر250 منصب شغل دائم, و3500 مؤقت, كما يمكن من خلق 124 ألف يوم عمل سنوي.

وتمكن جودة منتوجات الزراعات المغطاة, الفلاحين من تصدير منتوجاتهم إلى الأسواق الخارجية, التي تلح أكثر على توفر معيار الجودة.

وبإمكان جهة وادي الذهب, حيث كانت الفلاحة تعتمد على الأنشطة الرعوية, أن تتباهى اليوم بإنتاج فلاحي ذي قيمة مضافة عالية, وزراعة البواكر, التي تشكل تجربة رائدة على مستوى الأقاليم الجنوبية للمملكة, التي استقطبتها تدفقات الاستثمارات الخاصة, وأضحت تستقر أكثر فأكثر في الجهة.

وأضحى هذا التطور للدوائر المسقية مدعوا إلى مزيد من التطور, في إطار المخطط الفلاحي المعتمد في جهة وادي الذهب ـ لكويرة, الذي يندرج في إطار مخطط "المغرب الأخضر".

ويرتقب المخطط الجهوي, توسيع المساحات المخصصة لزراعات البواكر لتبلغ 1000 هكتار, في أفق سنة 2020 (مقابل 450 هكتارا حاليا), والرفع من الإنتاج, الذي يعتمد على تقنية الزراعة المغطاة, لينتقل من 36 ألف طن (نهاية سنة 2009), إلى 76 ألفا, خلال سنة 2013, و116 ألفا في أفق سنة 2020.

ويتوقع المخطط الفلاحي الجهوي أن يتضاعف عدد الأشخاص, الذين يعملون في القطاع الفلاحي في المنطقة, ثلاث مرات في أفق سنة 2020.

وتضم جهة وادي الذهب - لكويرة وحدتين ترابيتين فلاحيتين, تقع الأولى على مستوى المنطقة الساحلية, وتخصص الثانية للزراعات المكثفة وذات القيمة المضافة العالية (زراعة البواكر), وتتميز هذه المنطقة, التي تمتد على شريط ساحلي يبلغ طوله 100 كيلومتر, وعرض يبلغ 30 كيلومترا, بمناخ معتدل طول السنة, وموارد مائية مهمة.

وتشمل المنطقة الثانية ذات الصلة بالمجالات الرعوية (12 مليونا و900 ألف هكتار), الجزء الخلفي من البلاد, وأراض قاحلة وشبه قاحلة, تتلاءم وأنشطة تربية المواشي, الذي يتميز تنوع الغطاء النباتي, وقطيع مهم يبلغ 18 ألفا رأس من الجمال, و32 ألف رأس من الأغنام, و25 ألف رأس من الماعز.

فلاحة ذات إنتاجية عالية

يشق القطاع الفلاحي الطريق, ليحتل مكانة مهمة, ضمن النشاط المحلي والجهوي. وفي هذا السياق, تفيد معطيات المديرية الجهوية للفلاحة, أن المساحة المستغلة في إنتاج البواكر, على سبيل المثال, تضاعفت 6 مرات, خلال الفترة الممتدة بين 2001 و2007, إذ انتقلت من 70 هكتارا إلى أزيد من 460 هكتارا.

ومن المنتظر أن تتوسع هذه المساحة, التي تعتمد في الإنتاج على التجهيزات الهيدرو- فلاحية الحديثة, بعد الانتهاء من تجهيز مساحات أخرى, من طرف مستثمرين خواص.

وتتوزع المساحة المستغلة حاليا على سبع ضيعات كبرى, ساعدت التقنيات المستعملة فيها على الرفع من الإنتاجية بالنسبة إلى الهكتار الواحد, إذ تتراوح بين120 و220 طنا بالنسبة إلى الطماطم, حسب أصنافها, وبين50 و60 طنا بالنسبة إلى البطيخ والخيار, و100 طن بالنسبة إلى الفلفل, وهي مؤشرات تتجاوز, حسب المديرية الإقليمية, المعدلات المسجلة على الصعيد الوطني.

وتقدر المديرية الإقليمية للفلاحة, الإنتاج الإجمالي للبواكر بـ 35 ألف طن, منها 20 ألف طن من الطماطم, و12 ألف طن من البطيخ, وألفا طن من الخيار, وألف طن من الفلفل, ومنتوجات أخرى.

وحسب المديرية الإقليمية, فإن 98 في المائة من هذا المنتوج, الذي يجنى في وقت مبكر, مقارنة مع مناطق أخرى, يصدر إلى الأسواق الخارجية, خاصة دول الاتحاد الأوروبي, وروسيا, وكندا.

ويشغل قطاع البواكر, حسب المصدر نفسه, 250 عاملا دائما, و حوالي ثلاثة آلاف و500 عامل بشكل موسمي, كما يوفر أزيد من مليون و124 ألف يوم عمل سنويا.
ورغم النتائج الإيجابية التي حققها قطاع إنتاج البواكر, في فترة زمنية قياسية, فإن قطاع الإنتاج النباتي يواجه, على العموم, تحديات كبرى, تحول دون إقامة زراعة خارج النظام السقوي والبيوت المغطاة, بالنظر إلى ضعف التساقطات المطرية, وانتشار ظاهرة التصحر, وتوالي سنوات الجفاف.




تابعونا على فيسبوك