الفنان المنشد الحاج محمد الطود في ذمة الله

الأربعاء 07 نونبر 2007 - 13:46

انتقل إلى عفو الله مساء أمس الثلاثاء بمدينة سلا الفنان المنشد الحاج محمد الطود العضو والرئيس السابق لجوق الإذاعة الوطنية للطرب الأندلسي, وذلك عن سن79 عاما.

ويعد الفنان المرحوم الحاج محمد الطود, وهو من مواليد مدينة القصر الكبير سنة 1928 , وزوج الفنانة المطربة العالية مجاهد, واحدا من أكبر وأمهر المنشدين بالمغرب ومن حفاظ ومستظهري إنشادات ومستعملات طبوع الموسيقى الأندلسية المغربية (طرب الآلة), وواحدا من المبدعين والرواة الذين وضعوا وأسسوا وساهموا في تواتر وتطوير هذا الفن العريق ونقله إلى الأجيال الحالية إلى جانب كل من مولاي أحمد الوكيلي والحاج عبد الكريم الرايس وأحمد مصانو ومحمد العربي التمسماني ومحمد بلخضير ومولاي عبد الله الوزاني والطيبي بلكاهية والفقيه محمد السبيع وغيرهم كثير.

والفنان الراحل ينحدر من عائلة محافظة إذ كان أبوه الفنان عبد السلام الطود فقيها وحافظا لكتاب الله ومجودا لآياته, وعن والده أخذ فن التجويد قبل أن يلتحق بالكتاب والمعهد الديني حيث تلقى الفنان محمد الطود تعليما دينيا.

ومن خلال ولعه بالأمداح والسماع وطرب الآلة, التحق سنة1951 بإذاعة الرباط حيث كان يجود القرآن ربع ساعة في اليوم ثم اختاره المرحوم محمد امبيركو الذي كان يرأس آنذاك الجوق الأندلسي ليكون منشدا ضمن الجوق, وحين أسندت رئاسة الجوق سنة1953 إلى الفنان المرحوم مولاي أحمد الوكيلي بدأ محمد الطود رحلة جديدة مع التحصيل والتزود بفن طرب الآلة حفظا وأسلوبا, كما أخذ عن الفقيه محمد بن عمر الجعايدي وعن الفقيه محمد السبيع شيخ معلمي الرباط ما ينقصه من صنعات وتواشي.

وفي سنة1989 تولى الفقيد الحاج محمد الطود رئاسة الجوق الأندلسي للإذاعة الوطنية بعد وفاة أستاذه وشيخه مولاي أحمد الوكيلي سنة1988 , وقد جاء هذا الاختيار اعتبارا لإمكانيات محمد الطود الفنية وخصوصا صوته ونطقه السليم وحفظه حيث كان خزانة متحركة من الطرب الأندلسي.

وقد ساهم المرحوم الحاج محمد الطود في مشروع "أنطلوجية الآلة" التوثيقي الذي أنجزته وزارة الثقافة ما بين ماي1989 وفبراير1992 بالتعاون مع دار ثقافات العالم بباريس, والذي شاركت فيه خمس فرق وطنية كبرى, حيث وثق في هذا الإطار نوبتي العشاق ورصد الذيل بكل مستعملاتهما محافظا على الطريقة الأكاديمية لمدرسة أستاذه مولاي أحمد الوكيلي غناء وعزفا.

كما عمل الفقيد الحاج محمد الطود, الذي أفرده المرحوم أبو بكر بنور بترجمة في مؤلفه التوثيقي "ضروب الغناء وعمالقة الفن", في عقد الثمانينيات من القرن الماضي أستاذا لمادة الموشحات الأندلسية بمعهد دار مولاي رشيد للموسيقى الأندلسية بالرباط حيث تخرج على يده ثلة من حفاظ الموسيقى الأندلسية.

وشكل الحاج محمد الطود بصوته الباريطون الجهوري, إلى جانب كل من المرحوم المنشد الحاج محمد المنصوري وعبد المجيد الفران المراكشي ثلاثيا متميزا, حيث بصم, بصوته الفخيم وأدائه السليم, إنشاد طبوع طرب الآلة, وأعطى النموذج الأمثل لأداء الموال التقليدي بالاعتماد على المقامات الأندلسية.

وقد ترك الفقيد تسجيلات أغني بها خزانة الإذاعة الوطنية وثق من خلالها موشحات وصنائع كان حفظها عن أستاذه وشيخه مولاي أحمد الوكيلي لم يسعف القدر هذا الأخير لتوثيقها.

وسيوارى الفقيد الثرى, وهو أب لثلاثة أطفال, اليوم بمقبرة "باب معلقة" بسلا بعد صلاة العصر.




تابعونا على فيسبوك