وجوه نسائية وأياد ناعمة تعزف على آلة احتكرها الرجال

تطوان تجتذب أمهر العازفين العالميين على العود

الخميس 31 ماي 2007 - 11:28
السورية وعد بوحسون وخلود المديرة الفنية لمهرجان العود بتطوان

استطاع المهرجان الدولي التاسع للعود، الذي احتضنت فقرات برامجه دار الثقافة بتطوان، على مدى ثلاثة أيام، نهاية الأسبوع المنصرم، استقطاب أمهر العازفين عالميا على آلة العود.

فأمتع الجمهور، وسرق الأضواء، فيما تمثل جديد هذه الدورة في دخول وجوه نسائية إلى حضرة مقامات العود، لتعزف بأياد ناعمة على آلة طالما احتكرها الرجال.

وخلال اليوم الأول من هذا المهرجان، الذي انطلق يوم 25 ماي الجاري، واختتمت فعالياته يوم الأحد المنصرم، قدم العازف الجزائري سمير طاهر آخر معزوفاته على آلة العود، ويتميز هذا الفنان ببراعة فائقة في المقامات، إذ بوأته تأليفاته الموسيقية وتقاسيمه وأغانيه مكانة عالية ذات تلوينات مرهفة تجتذب الجمهور إلى البحث عما وراء الإصغاء، كما أن أغانيه الكلاسيكية والصوفية التي تتخللها مواويل متميزة بأسلوب التجويد على مسافة صوتية متعددة الوحدات ومرهفة التنغيمات المقامية تحظى بإعجاب كبير سواء من طرف الجمهور المغاربي والعربي.

أما العازف التركي يوردال طوكان، فقدم آخر إبداعاته في مجال العزف على آلة العود، واستطاع خلق تقنيات متفردة في العزف على هذه الآلة، تميزت بمزجه بين الألحان التركية العتيقة بأخرى حديثة.

ويعتبر هذا الفنان من بين أكبر العازفين على آلة العود بتركيا، وهو حاصل على شهادة الدراسات العليا بالمعهد الوطني للفن التركي سنة 1988، واشتغل أستاذا محاضرا بالمؤسسة نفسها لما يناهز التسع سنوات، وعين بعد ذلك عازفا للعود ضمن فرقة اسطنبول للموسيقى التابعة لوزارة الثقافة، ورافقه في الإيقاع خلال هذا المهرجان مواليم بينون من خلال العزف على الدربوكة وآلات أخرى نالت إعجاب الجمهور الحاضر الذي تفاعل مع هذه النغمات الموسيقية الرائعة.

كما استمتع الحاضرون في هذا اللقاء بنغمات العازف المغربي عمر المتيوي من خلال أدائه المتميز، خاصة أنه استطاع أن يعمل على تنويط إحدى أهم النوبات الأندلسية المتمثلة في نوبة الاستهلال، بتنسيق مع معهد التوثيق الموسيقي بغرناطة.

ويعتبر هذا الفنان ذو تجارب متعددة، عوادا رئيسيا بالفرقة الموسيقية التابعة للمعهد الموسيقي بطنجة، وانتقل بعد ذلك إلى تجربة أوسع، إذ نسق مع الفنان إدواردو بانياكو من أجل تأسيس مجموعة ابن باجة، التي ضمت فنانين من المغرب وإسبانيا.

وجديد هذه الدورة هو حظور وجوه نسائية، وهي العازفة السورية وعد بوحسون، وهي تعزف على آلة العود بالمجموعة النسوية للموسيقى الكلاسيكية العربية بمعهد الموسيقى بدمشق، وتتميز أيضا بجمالية استثنائية في الصوت.

وكانت وعد برزت بشكل لافت في سنة 2004 خلال المهرجان التاسع للمتخيل بباريس، وفي السنة الموالية عادت إلى فرنسا لتغني بقوة مؤثرة رفقة عازف العود الشهير محمد قادري دلال وفرقته الموسيقية الكلاسيكية العربية، ولمعت هذه الموسيقية الشابة، المتميزة أيضا بأدائها الصوتي الرائع.

وعرفت فعاليات هذا المهرجان مشاركة متميزة للعازف المغربي فريد الفولاحي، الذي يتميز بتجارب موسيقية غنية خاصة دمجه بين العود وأصوات غربية أخرى كفرنسية وأميركية.

كما كانت تجربة الثنائي أمين وحمزة المريحي من تونس متميزة، إذ يشكلان ثنائيا فريدا في الموسيقى العربية، جمعا بين العود والقانون كآلتين وتريتين في حفل للموسيقى العربية الآلاتية، ويستلهمان أعمالهما من تجارب فنية واسعة مثل باكو دولوشيا وماك لوفلين وغيرهما، ويستقي أمين وحمزة أعمالهما من مرجعيات موسيقية متعددة مقدمين كشكولا موسيقيا من المعزوفات التركية والقريبة من الفلامنكو .

واستطاع العازف الإيراني حسين بهروزي نيا أن يحافظ على التراث الموسيقي الفارسي، إذ اشتغل مع معظم الأركسترات الإيرانية وألف العديد من الألحان، ونتيجة لإبداعاته الفنية حصل على الوسام الأول للفنون، وهو أرفع تنويه تمنحه وزارة الثقافة الإيرانية
وفي اليوم الأخير استمتع الجمهور الحاضر بنغمات وإبداعات العازف العراقي سعد محمود جواد، وهو يصنف أحد أعمدة المدرسة البغدادية للعود، وهو يسير على خطوات العازف منير بشير، أما العازف المغربي نبيل خالدي فقد بدأ تكوينه بفاس ولمع نجمه في عالم العزف والتأليف الموسيقي وفي سنة 2003 اعتبره معهد العالم العربي واحدا من خمسة عازفين على العود هم أكثر أهمية في العالم العربي.

أما الفنانة الفلسطينية كميليا جبران، فاستلهمت العزف على آلة العود في بداية مسارها من والدها الذي كان أستاذا للموسيقى، وبعد ذلك انطلقت كاميليا في الاشتغال بشكل منفرد تبدع من خلال تعاملها مع ملحنين انسجموا مع طبيعة اختياراتها الفنية لتفصح عن تجربة عربية فريدة.

يذكر أن حفل الافتتاح عرف حضور الكاتب العام لوزارة الثقافة، والكاتب العام لولاية تطوان، وممثلي مختلف الهيئات المنتخبة، والسلطات المحلية والعسكرية، ورؤساء المصالح الخارجية، وعدد كبير من الفنانين والمهتمين.




تابعونا على فيسبوك