معهد العالم العربي بباريس

عجز مالي وتراجع الدعم العربي

الثلاثاء 29 ماي 2007 - 10:50
دومينيك بوديس رئيس معهد العالم العربي بباريس

فجر دومينيك بوديس،رئيس معهد العالم العربي بباريس،قنبلة من العيار الثقيل عندما اعلن في محاضرة له أخيرا بتونس،عن إمكانية إغلاق معهد العالم العربي.

بسبب عدم توافر التمويلات لأنشطة المعهد.

وقال بوديس إن "تمويل هذه المؤسسة الثقافية العربية في باريس، يطرح إشكالا خطيرا ربما يؤدي في النهاية إلى إغلاق هذه المؤسسة".

ولم يستبعد الفرنسي دومينيك بوديس، »إمكانية إغلاق المعهد إذا ما استمرت صعوباته المالية"، حيث تعاني هذه المؤسسة من عجز في موازنتها، يقدر بنحو 3 ملايين يورو، وأوضح رئيس المعهد "أنه إذا ما استمر تراكم العجز المالي، فإن وضع المعهد قد يصبح متفاقما".

وأعرب رئيس معهد العالم العربي، عن أسفه لتزامن الاحتفال بمرور عشرين عاما على تأسيس معهد العالم العربي بباريس، مع الصعوبات المالية التي يمر بها المعهد، حيث تطرح التساؤلات حول مستقبل هذه المؤسسة الثقافية.

وكشف دومينيك بوديس عن شروع المعهد في طرد بعض موظفيه، حيث بلغ عدد المطرودين حتى الآن نحو العشرة موظفين.

وعرفت تمويلات المعهد، تقلصا من حيث دعم الدول العربية، الذي تقلص خلال الأعوام القليلة الماضية.

وينص الاتفاق الحاصل بين الدول العربية وفرنسا، بأن تتعهد الدولة الفرنسية بتوفير نسبة 60 في المائة من تمويلات المعهد فيما تتقاسم الدول العربية النسبة المتبقية.

ورفض دومينيك بوديس تقديم تفسير بشأن عزوف الدول العربية عن تمويل أنشطة المعهد، وقال في تصريح للصحافة : »لا أعرف الأسباب، ربما يعود الأمر إلى عدم اعتماد سياسة ناجعة في علاقات الرؤساء الذين تداولوا على المعهد مع الحكومات العربية«، على حد قوله.

ويرأس الفرنسي دومينيك بوديس معهد العالم العربي، منذ شهر يناير الماضي بموجب الاتفاقية المنظمة للمعهد التي تنص على تولي فرنسا رئاسة هذه المؤسسة الثقافية الدولية، فيما يكون الكاتب العام عربيا، وتكون كل الدول العربية ممثلة في مجلس الإدارة
وعلى الرغم من مشكل التمويل الذي يعاني منه معهد العالم العربي، فإن رئيسه شدد على أن للمعهد رسالة مهمة في مجال حوار الثقافات.

وقال إن "وجوده اليوم، أكثر من ضروري للوقوف ضد صدام الحضارات الناتج عن الجهل بثقافة الآخر".

ورفض دومينيك في محاضرته توقع اتجاهات السياسة الخارجية الفرنسية على عهد الرئيس الفرنسي الجديد، نيكولا ساركوزي، في علاقته بالمنطقة العربية، ملاحظا أن الحملة الانتخابية للرئيس الفرنسي، لم تشهد الخوض في هذه المسألة إلا بشكل نادر، لكنه ذكر بالعلاقات القوية التي كانت تربط الرئيس الفرنسي المتخلي، جاك شيراك بالعالم العربي، وحث الدول العربية على التمسك بهذا المعهد، واصفا إياه بكونه "مؤسسة مهمة في العلاقات الثقافية بين العالم العربي وفرنسا".

وأعلن رئيس المعهد في السياق نفسه، عن جهود يجري بذلها منذ فترة لإقناع فرنسا والاتحاد الأوروبي، بتوفير الدعم المالي للمعهد، لكنه أعرب عن خشيته من أن يتسبب تقلص الدعم العربي في التأثير سلبيا على المانحين من فرنسا ومن الدول الأوروبية.

وكان المعهد اعلن عن اختفاء حوالي 80 قطعة فنية اسلامية من المعهد لكن رئيسه دومنيك بوديس عاد فاعلن على انه تم العثور على 38 قطعة من تحف الفن الإسلامي بعد فقدانها مطلع الشهر الحالي.

بوديس قال انه بعد تحقيقات الأجهزة الأمنية الفرنسية تم العثور على أغلبية القطع ولم يبق من تحف الفن الإسلامي البالغ عددها 39 قطعة الا واحدة وأنه تم حتى الان العثور على 12 قطعة فنية من الفن المعاصر فقدت في نفس الفترة.

وتشمل القطع الاثرية لوحات كتابية، تماثيل، مذابح قرابين، مباخر بينها مبخرة من البرونز، تمثال ثور، أعواد من النخيل وخاتم من النحاس عليه وجه رجل يحمل تاج وحول الوجه زخارف يعود تاريخه إلى بداية القرن الاول قبل الميلاد.

ويعد معهد العالم العربي النافذة الثقافية للعالم العربي في أوروبا بوجه عام وفرنسا بوجه خاص، وجاء تأسيسه ثمرة للتعاون بين فرنسا والبلدان العربية، وتهدف أنشطة المعهد الثقافية إلى تعريف الجمهور الأوربي بالحضارة العربية الإسلامية منذ نشوئها حتى عصرنا الراهن.حتى أصبح المعهد بمثابة جسرا ثقافيا بين فرنسا والعالم العربي

ويعتبر متحف معهد العالم العربي من أهم واجهات العالم العربي في باريس، ومقتنيات المتحف تتكون من التحف الأثرية التي قدمتها له المتاحف الوطنية الفرنسية (متحف اللوفر، متحف الفنون الزخرفية، متحف الفنون الأفريقية) وبعض التحف الأثرية التي يتم التبرّع بها للمتحف، يضاف إلى ذلك جهودُ الدول العربية الأعضاء في معهد العالم العربي التي أودَعت لدى متحف المعهد بعض القطع الأثرية.

وتوجد في المعهد 180 قطعة وتحفة أثرية من سوريا وتونس، و50 قطعة أثرية من اليمن منذ 2004، بالإضافة إلى عدة تحف أثرية من دول عربية أخرى.

الجدير بالذكر، أن تأسيس معهد العالم العربي بباريس، حصل خلال السبعينيات بمبادرة من الرئيس الفرنسي السابق، جيسكار ديستان، بهدف بناء علاقات جديدة مع العالم العربي، ولكن تنفيذ الفكرة لم يحصل إلا مع بداية حكم الرئيس فرانسوا ميتران، في العام 1987.




تابعونا على فيسبوك