جمعية إسفارن للصحة والتنمية تقدم خدماتها للمناطق النائية بالمغرب

حوالي ألفي شخص استفادوا من القافلة الطبية أملن

الخميس 19 أبريل 2007 - 10:47
أعضاء من الجمعية يباشرون فحوصات طبية

استفاد حوالي ألفي شخص من سكان جماعة أملن التابعة لدائرة تافراوت إقليم تزنيت أخيرا من قافلة طبية تضمنت خدمات مقدمة من طرف جمعية اسفارن للصحة والتنمية

قال صلاح الدين العثماني، كاتب عام الجمعية في تصريح لـ "المغربية" إن القافلة نظمت في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي دعا إليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في خطابه الملكي بتاريخ 18 ماي 2005 بتعاون مع مؤسسة محمد السادس للتضامن، وجمعية سوس تيويزي للتنمية المستدامة وجمعية ايت امكاي للتعاون والتنمية ومندوبية وزارة الصحة بإقليم تزنيت، والمنظمة المغربية للكشافة والمرشدات جهة الجنوب، جمعية ابتسامة وطفولة، والجمعية المغربية للوقاية من أمراض الفم والأسنان

وأوضح صلاح الدين العثماني أن القافلة زارت جماعة أملن دائرة تافراوت بصفتها منطقة نائية، وسكانها يعيشون الفقر والعزلة، إذ يصعب الوصول إليها بسبب رداءة الطرق والمسالك

وأفاد أن المتوجه للمنطقة عليه أن يسلك طريقين وعرين، الأول ينطلق من مدينة أكادير والثاني من مدينة تزنيت، ويستغرق الوصول إليها ثلاث ساعات رغم قربها منهما
وأشار كاتب عام الجمعية إلى أن سكان إملن لا يستفيدون من تلبية جل حاجياتهم، خاصة المتعلقة بالخدمات الاستشفائية، رغم قربها من مدينة تافراوت، علما أن مستشفى هذه الأخيرة يتوفر على طبيب واحد ويصعب عليه تلبية طلبات كل سكان المنطقة البالغ عددهم حوالي 20 ألف نسمة، ولا يتوفر على معدات طبية ولا على قاعات قابلة لإجراء العمليات، ما يعكس هشاشة البنيات التحتية الصحية في المنطقة، المعروفة باستقطابها لعدد كبير من الحافلات السياحية التي تزورها

وأكد كاتب عام الجمعية أن سيارات الإسعاف يصعب عليها نقل المرضى من مثل هذه المناطق، الشيء الذي جعل أعضاء الجمعية يفكرون في الانتقال إليها من أجل التقرب من سكانها، وجعلهم يستفيدون من خدماتها الطبية

وذكر أن تافراوت منطقة فقيرة، إذ يعاني معظم سكانها عدم وجود فرص للعمل، ويعتمدون في حياتهم على المساعدات الخارجية، ويؤدي هذا الوضع أحيانا إلى التفكير في الهجرة إلى المدن من اجل كسب الرزق

وأفاد صلاح الدين العثماني أن طاقما طبيا كفءا سهر على إنجاح هذه القافلة وبلغ عدد أفراده 67 طبيبا وممرضا، ساهموا جميعا في تقديم الخدمات الصحية للسكان، وإخضاعهم لفحوصات طبية دقيقة شملت أمراض العيون، والقلب والشرايين، والجهاز الهضمي، والأعصاب، والأنف والأذن والحنجرة، والجلد، وطب الأطفال، وجراحة الأسنان، والطب الباطني، والإنعاش والتخدير، وأمراض النساء

وأكد أن المشاركين يساهمون في الكشف والفحص عن الأمراض، وإنجاز بعض العمليات البسيطة والمتعلقة أساسا بطب الأسنان، والتبرع بالأدوية لصالح المرضى، ويحددون أيضا المرضى الذين يحتاجون لعمليات جراحية ببعثهم إلى مراكز صحية في المدن القريبة أو متابعة طبية

وأفاد أن مرض المياه البيضاء أو »الجلالة« هي الحالات الأكثر انتشارا بين السكان، نظرا للإهمال وعدم عناية المواطنين بحالتهم الصحية

وقال إنه جرى معاينة 62 حالة تعاني مرض المياه البيضاء، مشيرا إلى أن الجمعية ستسهر على مباشرتها قريبا في مستشفيات أكادير والدار البيضاء، لأن مستشفى تافراوت لا يتوفر على التجهيزات الأساسية لإجراء هذا النوع من العمليات

وذكر أن »الجمعية تفكر في تجهيز المستشفى المذكور بمساهمة بعض المحسنين، من اجل تسهيل إجراء عمليات جراحية مستقبلية«، لأن مثل هذه الحالات التي تحتاج حاليا إلى الاستفادة من عمليات جراحية لإزالة المياه البيضاء "جلالة" كان من الممكن إجراؤها في عين المكان لو توفرت على الأقل قاعات العمليات، إذ نلجأ إلى تزنيت وأكادير والدار البيضاء"

وصرح أن أطباء من الجمعية تطوعوا للتكفل، خلال هذه القافلة التي دامت ثلاثة أيام، بحالتين مرضيتين تحتاجان إلى متابعة طبية بمركز استشفائي جامعي، ويتعلق الأمر بشخص مسن يعاني مرض القلب والشرايين وحالته تستلزم عملية جراحية مستعجلة، وشخص أخر يعاني داء السرطان

وذكر أن جمعية إسفارن للصحة والتنمية ستنظم قافلات طبية أخرى وستتوجه أيام 1 و2 و3 يونيو إلى كل من دائرة تكموت وأيام 3 و4 و5 و6 نوفمبر المقبل إلى دائرة تمنارت بإقليم طاطا، وتهتم بتقريب وتسهيل الخدمات الصحية للمواطنين الذين يعيشون في المناطق البعيدة عن المراكز الاستشفائية الجامعية التي تتمركز في المدن المغربية الكبيرة، وتوفر عليهم عناء وتكاليف التنقل





تابعونا على فيسبوك