قال إنه متفائل بمستقبل السينما المغربية

حميد باسكيط : الصرخة الأخيرة إدانة فنية لمعاناة الأطفال في الأحياء الفقيرة

الخميس 29 مارس 2007 - 13:01
بطل

قال المخرج المغربي حميد باسكيط إنه متفائل بمستقبل السينما المغربية، وأن فوز فيلمه القصير "الصرخة الأخيرة"

بجائزة أحسن فيلم قصير في الدورة الثامنة للمهرجان الدولي للسينما بلاس بالماس، دليل على أن الفيلم المغربي القصير يسير على خطى ما حققته الأفلام المغربية الطويلة من حضور متميز في مختلف الملتقيات

وأوضح باسكيط في لقاء مع "المغربية" أن هذا التتويج يشرف السينما المغربية، ويدعو مختلف الفاعلين في هذا المجال إلى المزيد من العمل لتحقيق انتصارات لصالح السينما والفنون المغربية بشكل عام، مؤكدا أنه متفائل بمستقبل السينما المغربية

وقال إن فيلمه "الصرخة الأخيرة" إدانة فنية لمعاناة الأطفال في الأحياء الفقيرة، وأنه استلهم قصة فيلمه من أحد أحياء الحي المحمدي بالدار البيضاء، إذ وقف على وضعية جد صعبة يعيشها أطفال في مواجهة الفقر والحاجة، وفي مواجهة ظلم المجتمع

لقد كانت المشاركة المغربية جد متميزة، يقول حميد باسكيط، الذي اعتبر تتويج فيلمه القصير "الصرخة الأخيرة" في المهرجان الدولي للسينما بلاس بالماس تتويجا للسينما المغربية عموما، مؤكدا أن الفيلم خلف صدى طيبا لدى المتتبعين، كما أنه حظي بتقدير اللجنة التي منحته الثقة والدعم من خلال تتويجه بجائزة أحسن فيلم قصير
وأضاف باسكيط ، الذي عبر عن تفاؤله بمستقبل السينما المغربية عموما، أنه فخور لكونه استطاع أن ينتزع هذه الجائزة وسط منافسة جد قوية بين أفلام إنجليزية وإسبانية، مؤكدا أن الفيلم القصير أصبح له حضوره المتميز ويحظى باهتمام لافت

وقال إن مخرجين كبارا يشتغلون على هذه النوعية من الأفلام، ويعبرون من خلالها عن تجارب فنية متنوعة ومتميزة، مبرزا أن المغرب استطاع هو الآخر أن يفرض نفسه في هذا المجال، سواء على المستوى التقني أو على مستوى الأسلوب السينمائي
وأضاف "هذا باب فتحه المركز السينمائي أمام الشباب ليخوضوا تجربة الفيلم القصير، وفعلا أعطت التجربة ثمارها، وأعتقد أن هذا مكسب كبير، يجب دعمه عبر المزيد من التجارب، وعلى العموم أنا متفائل جدا بمستقبل السينما المغربية، خصوصا وأن المغرب بجميع قطاعاته يشهد تحولا كبيرا، والسينما بدورها تسير ضمن هذه الوتيرة في أفق تحقيق المزيد من التطور والمزيد من الانتصارات"
وأشار إلى أن خصوصية الفيلم القصير تنبني بشكل أساسي على الزمن والمدة التي يستغرقها الفيلم، بغض النظر عن المواضيع والأفكار المتضمنة، مؤكدا أن المجتمع المغربي غني بالمادة الخام التي تصلح أن تكون موضوع الفيلم القصير أو الطويل، فقط يجب حسن استغلالها وحسن تقديمها للجمهور

وقال إن فيلمه"الصرخة الأخيرة" يدين معاناة الأطفال في الأحياء الفقيرة، وأنه استلهم قصة فيلمه من أحد أحياء الحي المحمدي بالدار البيضاء، إذ وقف على وضعية جد صعبة يعيشها أطفال في مواجهة الفقر والحاجة، وفي مواجهة ظلم المجتمع

حكاية واقعية ترصدها حميد باسكيط بعين متألمة من بعض ما قد يقاسيه الأطفال، على شاكلة بطل فيلمه، الذي كان ضحية المعاناة بعد كشف زنا والدته
"فعلا وقفت على أن هناك أما تخون زوجها المعاق، تخونه مع جاره، حكاية آلمتني كثيرا، وصدمني حال الطفل، الذي تساءلت حينها كيف سينشأ وسط هذه البيئة؟ هناك أشياء ضده يمكن أن تشكل خطورة على حياته؟ كيف سيعيش هذا الطفل وكيف يمكن أن تتطور حياته؟ ربما سيصبح غدا شابا يائسا وقد تجره ظروفه ليسقط في براثن الإجرام أو الأرهاب؟ »كلها تساؤلات يرى، حميد باسكيط أنها حاصرته لزمن قبل أن تتحول إلى مشروع فيلم يطرح الظاهرة كإشارة وكرؤية منه لقساوة ما يعانيه بعض الأطفال المهمشين أو فقط أناس في أمس الحاجة إلى الإعانة والمواساة وإلى حضور الآخر ولو معنويا

حميد باسكيط الذي له عدد من الإنتاجات السينمائية، إضافة إلى العمل المسرحي "امرات الباشا" والفيلمين التلفزيين "المتاهة" و"فطومة" إلى جانب حضوره كممثل في العديد من الأفلام منها »نساء ونساء« لسعد الشرايبي، مقبل حاليا على مشاريع سينمائية ومسرحية وتلفزيونية من بينها فيلم تلفزيوني لفائدة القناة الثانية ينتظر الموافقة لبدء تصويره ثم مسرحية مقتبسة بعنوان »النخوة«، بمشاركة مجموعة وجوه أمثال عبد اللطيف خمولي، سعيدة باعدي، عائشة ماه ماه، طارق البخاري وشباب آخرين، إذ تجمع المسرحية 13 و6 تقنيين

كما أن لحميد باسكيط مشروع فيلم طويل يتناول موضوع الهجرة، وهو إنتاج مشترك مابين المغرب وإسبانيا

يذكر أن لجنة التحكيم الدولية للدورة الثامنة لمهرجان لاس بالماس السينمائي، التي ترأسها السينمائي المكسيكي ارتيرو ريبستاين، ضمت كلا من المخرج المغربي جيلالي فرحاتي والسينمائيين الأميركي فيل موريسون، والفرنسي جاك فييشي، ومديرة المهرجان الدولي للسينما بـ "كارلوفي فاري« ايفا زورالوفا

والكاتب والناقد رودولفو إزاغوير، والفنانتين الإيطالية ستيفانيا روكا والإسبانية روزانا باستور

وكان المخرج الجيلالي فرحاتي، صرح في وقت سابق بأن فيلم حميد باسكيط، أفلح في تحريك عواطف الجمهور وأعضاء لجنة التحكيم، مشيرا إلى أن المنافسة كانت محتدمة بين فيلم "الصرخة الأخيرة" و الفيلم اليوناني "إل سيركو دو لا فيدا«، لمخرجته ماريا لافي




تابعونا على فيسبوك