تفكيك عصابة متخصصة في سرقة رمال الشواطئ بالمنصورية

الخميس 08 مارس 2007 - 10:58

أحال الدرك القضائي لمدينة بوزنيقة، الخميس المنصرم، على وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بابن سليمان،

ثلاثة متهمين بسرقة الرمال الشاطئية، جرى اعتقالهم متلبسين فجر اليوم نفسه وهم يسرقون رمال شاطئ المنصورية، وتوبعوا بتهمة »تكوين عصابة إجرامية من أجل سرقة الرمال ومحاولة الإرشاء، فيما مازال البحث جاريا عن رئيس العصابة وثلاثة شركاء لهم تمكنوا خلال المداهمة من الاختفاء في الظلام والفرار في اتجاه المجهول
فيما جرى حجز الشاحنة والعتاد
وعلمت "المغربية" من مصادر جد مطلعة، أن الدرك القضائي اهتدى إلى هوية كل أفراد العصابة ومعظمهم أرباب أسر بالدوار نفسه المنحدرة من دوار بني مكزاز المحاذي للشاطئ بتراب الجماعة القروية المنصورية
وأدلى ح ل المعتقل الأول بهويات باقي شركائه، لتتمكن عناصر الدرك الملكي من اعتقال شريكين له وهما ر م و ع ع، اللذان حاولا إرشاء أحد الدركيين بمبلغ ألفي درهم، فيما لايزال البحث جاريا عن »ع
ولد بودا الذي يعتبر العقل المدبر وزعيم العصابة، والمتهم ا م سائق الشاحنة ثم ع
م و م س من أفراد العصابة
وتناقلت العديد من المعلومات السابقة، ما تتعرض له رمال بعض المناطق الشاطئية من نزيف، بسبب النهب اليومي لها تحت جنح الظلام، وهو ما جعل عناصر الدرك الملكي ببوزنيقة، تتحرك بسرعة وتضع خطة مدروسة للإيقاع بالعصابة كاملة، بعد أن توصلوا بمعلومات أمنية، تفيد أن أفرادها لهم دراية واسعة بالمنطقة ومسالكها السرية، ويعمدون إلى المراقبة اليومية لدوريات الدرك الملكي واستعمال الهواتف النقالة لإخبار بعضهم البعض بكل خطر قادم

فحل اليوم الموعود الذي لم يفطن له أفراد العصابة، إذ علمت المصالح الأمنية التي ظلت متربصة لهم خلال ليالي عدة، أن تحركات أفراد العصابة، بدأت على طول الطريق الساحلية رقم 322 في اتجاه الشاطئ المذكور، في حدود الثالثة صباحا حيث كان سكان المنطقة يغطون في نوم عميق، وحيث الظلام لايزال يسدل ستائره على الفضاء

وكشف أفراد الدرك الملكي الذين فاق عددهم العشرين، تحركات العصابة بواسطة شاحنة من نوع اينو، إذ تقف الشاحنة لينزل السائق وأحد أفراد العصابة، الذي تأكدوا أنه رئيس العصابة، وجرت عملية مراقبة من طرف الرئيس للمحيط، وأعطى أوامره لخمسة أشخاص كانوا راكبين خلف الشاحنة لبدء إنزال وسائل العمل العربات الصغيرة البرواط البالة الفؤوس ، وملء الشاحنة بالرمال وحين أشرفت حمولة الشاحنة على نهايتها، داهمت فرقة من الدرك الملكي المكان، لكن الظلام ساعد العمال الخمسة من أفراد العصابة على الاختفاء في اتجاهات مختلفة، فيما استقل رئيس العصابة والسائق الشاحنة، وانطلقوا هاربين، وكانوا يفرغون حمولة الرمال أثناء فرارهم، في محاولة منهم لقطع الطريق على سيارات الدرك الملكي التي كانت تلاحقهم، ولم يتمكن السائق من إيجاد منافذ للهرب، فقد نصبت عناصر الدرك الملكي حواجز عديدة عرض كل الطرق والمسالك، لينتهي الأمر بهما إلى ترك الشاحنة والاختفاء

وتمكنت عناصر الدرك الملكي من اقتفاء أثر أحد أفراد العصابة واعتقاله في غضون نصف ساعة من المداهمة، واعترف المتهم بالمنسوب اإليه وأعطى هويات كل أفراد العصابة ومكان سكنهم بدوار بني مكزاز، ليتم اعتقال اثنين منهم في حدود الساعة الحادية عشر، وحاول أحدهم إرشاء دركي بمبلغ ألفي درهم، فيما اختفى الأربعة الباقون وضمنهم زعيم العصابة الذي هو مالك الشاحنة والمكلف ببيع الرمال وتأدية مستحقات العمال الخمسة والسائق

وبلغ حجم الرمال المسروقة تلك الليلة حوالي ستة أمتار مكعبة، فيما أكدت مصادر مقربة لجريدتنا أن شاطئ المنصورية المعروف بالضاية يعرف منذ عدة سنوات عمليات نهب واسعة لرمال الشاطئ من طرف عصابات متخصصة، تعمد إلى وضع شبكات للترصد لعناصر الدرك الملكي من أجل تفادي دورياتها، مستعملين الهواتف النقالة وبعض المسالك السرية ومستغلين قرب سكن كل أفراد تلك العصابات التي أغلبها من دوار بني مكزاز والنواحي

وغص باب المحكمة الابتدائية بابن سليمان، بأهل ومعارف المتهمين أبناؤهم وبناتهم وزوجاتهم، يوم تقديم المتهمين الثلاثة الذين أحيلوا مؤقتا على السجن المحلي، إذ وقفوا على خطورة التجاوزات التي كان يقوم بها المتهمون، وأكدوا أنهم سيعملون على الإيقاع بالعقل المدبر الذي كان وراء اعتقال ذويهم، فيما علمت »المغربية« أن بعض معارف المتهمين الفارين، جاءوا كذلك للوقوف على مدى خطورة التهم ومن ثمة إبلاغ المتهمين الفارين بتسليم أنفسهم أو الاختفاء نهائيا




تابعونا على فيسبوك