تعرضت للاختطاف والاغتصاب وقتلها شقيقها بدافع الشرف

سكين الشرف يجز عنق زهرة

الثلاثاء 30 يناير 2007 - 14:07

أطلقت زهرة عزو آخر شهقاتها على سرير العناية المركزة بمستشفى دمشق المجتهد، إثر أربع طعنات تلقتها في الظهر،

وواحدة في الرقبة، غرزتها حتى آخر نصل الحقد سكين أخيها المدافع عن الشرف
وذكر موقع »أمان«، الذي أورد الخبر أن الضحية زهرة عزو، التي أكملت منذ وقت قريب ربيعها السادس عشر، تعرضت لاختطاف من قبل أحد أصدقاء العائلة في مدينة الحسكة، اختطاف وابتزاز لا ذنب لها به، لكنها امرأة، طفلة، بل أنثى، وهذا يكفي لتكون مسؤولة عن شرف العائلة كله، بل شرف القبيلة، وبينما ذهب المختطف إلى السجن، صارت زهرة هدفا لغسل العار وللقتل

هربت من الموت، ووصلت إلى معهد رعاية الفتيات بدمشق، ومن »حسن حظها«، أنها وصلت إلى المعهد في الوقت ذاته الذي دخلت فيه الجمعية الوطنية لتطوير دور المرأة كشريك في إدارة المعهد، لكن ذلك لم يشفع لها

خلال الأشهر التسعة التي أعقبت دخول زهرة إلى المعهد، تعرضت لمحاولتي قتل، في المرة الأولى جاء أخوها حاملا ساطور الجزار ليقتلها حالما تطل من باب المعهد
وفي المرة الثانية جاء عمها حاملا السكين، وفي المرتين تمكنت الجمعية من معالجة المشكلة، وبدأت طريقاً طويلا لإقناع الأهل أن الفتاة طفلة أولا، وأنها تعرضت للاختطاف وليس لها أي ذنب، في هذا الأمر، وأن المجرم الحقيقي هو ذاك »الصديق« الذي خان كل القيم، وليست زهرة البريئة التي كانت تكمل تعليمها بنجاح

بعد أن قطعت الجمعية خطوات في تحويل المعهد من سجن مظلم يرتع فيه الفساد والأمراض إلى بداية معهد، للتأهيل فعلا، سارعت زهرة، كواحدة من اللواتي سارعن للاستفادة من الوضع الجديد، دخلت الحلقات الدراسية بجهد وقوة، بدأت ترسم وتطور رسمها، وبدأت تكتب بعض الخواطر بأسلوب أدبي شيق

وذات يوم، جاءت لزيارتها خالتها وابنها، وعرفا قصة زهرة كاملة، الخالة وابنها، الإنسانان الرائعان واللذان يستحقان كل تحية ومحبة وشرف، عرفا أن زهرة ليست إلا ضحية يجري تحميلها ما لا ذنب لها به، وعرفا أن »زهرة نقية وصادقة وقادرة على بناء حياة جميلة«

زهرة وابن الخالة، الرجل الذي يستحق لقب رجل بكل ما في الكلمة من معنى، أحبا بعضهما بعضا، وقررا أن يتزوجا ويبدأ، حياة جديدة يتقاسمان فيها الحلوة والمرة

لكن الخوف من سكين الأهل بقي مشرعا بقوة، لذلك عملت الجمعية على ضمان ما يمكنها من عناصر الأمان لزهرة وزوجها القادم، وأصرت أن يتعهد أبوها أمام قاضي الحسكة أن لا يؤذيها، أملا أن يوقف هذا التعهد مسيرة الدم الأسود

وافق الأب، ووافق الأخ، الذي سبق له أن حمل الساطور، وعقد الزفاف الجميل بحضور بعض من أفراد أسرتها، حضر الأب كتب الكتاب، وحضرت الأم حفل الزفاف، قبل نحو شهر من الآن، وانتقلت زهرة إلى بيتها الجديد لتبدأ في تقاسم مشقة الحياة اليومية مع زوج محب ومجتهد

لكن الأقارب لم يعجبهم ما جرى، الرجال الذين يحق لهم أن يفعلوا كل شيء، لم يعجبهم أن زهرة على قيد الحياة، فبدأوا سلسلة التحريض والضغط العلني، بعد نحو شهر على زواجها، جاء أخوها لزيارتها، وأمضى يومي عطلة عندها في البيت، يأكل ويشرب وينام، يمازح ويضحك دون أن يترك أي شك في نواياه

وفي صباح يوم العمل التالي، صباح يوم الأحد 21/1/2007، ارتدى الزوج ثيابه ومضى إلى العمل تاركا زوجته وأخيها في البيت، معتقدا أن الأمر قد حل، لكن ما إن استيقظ الأخ القاتل المحمل بضغط ثقافة اتهمته واتهمت أسرته أنها »نكست عقالها، حتى استل سكينه وطعن زهرة أربع طعنات عميقة في الظهر، وصلت إلى الرئة، وأكملها بطعنة غائرة في الرقبة، وفر هاربا

حين اكتشفت الجريمة بعد مرور بعض الوقت، كانت زهرة قد نزفت الكثير من دمائها، نقلت إلى مستشفى دمشق المجتهد، على حافة الموت، ووضعت في العناية المركزة، بذل أطباء هذا المستشفى جهودا جبارة لإنقاذ زهرة، لكن الطعنات كانت أقوى منهم بكثير، فلم تكمل زهرة يومها في المستشفى، وغادرت هذا العالم الظالم صباح اليوم الموالي، بينما علت »الزغاريد« في الأسرة، لانتقامها لشرفها بقتل ابنتها البريئة التي لاذنب لها




تابعونا على فيسبوك