أشاد المتتبعون لبطولة إفريقيا لكرة اليد المقامة حاليا بتونس بالمستوى الجيد الذي ظهر به المنتخب المغربي، وخول له التأهل إلى دور نصف النهاية، فقد أبدى الصحفيون الحاضرون لتغطية التظاهرة وبعض الأطر التقنية التي ترافق منتخباتها إعجابهم بالطريقة التي تلعب بها
وأكد هؤلاء المتتبعون الذين التقت "الصحراء المغربية" العديد منهم، أن نقطة التحول بالنسبة لمسار المنتخب المغربي هي فوزه على الجزائر وتصدره في الدور الأول للمجموعة الرابعة، وهذا كان حافزا معنويا قويا للمباريات اللاحقة ضد الغابون ثم الكونغو، والذي تبين فيه التفوق المغربي ونال اللاعبون عن جدارة ورقة التأهل إلى مونديال كرة اليد المكرر بألمانيا سنة 2007، ثم الحضور في المربع الذهبي للبطولة.
وتفوق المنتخب الوطني مساء الأحد على الكونغو بحصة 28/32 وهو ما أهله مباشرة رفقة تونس عن هذه المجموعة التي تضم أيضا الغابون، هو الفوز الرابع للمغرب في البطولة، بعدما تجاوز نيجيريا 30/41 والجزائر 30/31 والغابون 19/34، لتبقى مباراته ضد تونس شكلية، ولو أن هذا الأخير أكد بأنها ستكون أول اختبار حقيقي له بعدما كسب مبارياته الأخرى بسهولة.
ولم يكن أحد يراهن على بلوغ المنتخب الوطني لهذا الدور المتقدم، لكن ما قدمه من عروض أثبت أن هناك مجهودا كبيرا بذل من أجل التحضير للتظاهرة، وقد أعطت المعسكرات الإعدادية داخل المغرب وخارجه ـ رفع محدودية الإمكانيات ـ ثمارها والتي لولاها لكان أداء أسود الأطلس أقل ونتائجه أضعف.
وبالعودة إلى المباراة ضد الكونغو نجد أن المنتخب المغربي حاول منذ البداية فرض أسلوب لعبه ونهج في بعض الأحيان دفاعا متقدما لإرباك حسابات الكونغوليين وهو ما نجحوا فيه طيلة الشوط الأول الذي انتهى بحصة 11/17.
حيث ظن الجميع أن العناصر الوطنية تسير نحو فوز سهل، لاسيما بعدما تمكنت في بداية الشوط الثاني من تعميق الفارق ليصل إلى تسعة أهداف، لكن منتخب الكونغو استعاد قوته واقترب بالتدريج في النتيجة مقابل تراخ للمنتخب المغربي، وهو ما أدى لتقليص الفارق ليصل إلى هدفين فقط قبل نهاية المباراة بدقائق وجعل الجميع يمر بفترات عصيبة حتى إعلان الحكم صافرة النهاية.
وتألق من الجانب المغربي اللاعب رضوان سلام الذي سجل 11 هدفا وطارق الكندول بسبعة أهداف والبوحديوي اسماعيل 5 أهداف ثم براجع محمد بأربعة أهداف.
ومن المفاجآت التي شهدتها البطولة الإفريقية الإقصاء المبكر للمنتخب الجزائري الذي كان مرشحا للعب أدوار طلائعية وحصد ثلاث هزائم متتالية أمام المغرب ومصر وأنغولا التي أكدت أنها في الطريق نحو رفع احتكار منتخبات شمال إفريقيا لكرة اليد عن القارة السمراء وبلغت للمرة الثانية على التوالي المربع الذهبي وأيضا بطولة العالم، وربما سيكون لإقصاء الجزائر تداعيات كبيرة على الاتحاد المحلي وقد تحدث عدة تغييرات حسب بعض أعضاء الوفد الجزائري.
نور الدين البوحديوي
فخور بقيادة المنتخب إلى المونديال
أكد المدرب الوطني نور الدين البوحديوي أنه فخور بقيادة المنتخب المغربي إلى حضور نهائيات كأس العالم للمرة السادسة، وعلى الرغم من جهله بمنتخب الكونغو إلا أنه كان على يقين بكون المباراة صعبة وبمثابة »مباراة سد« حيث يلزم الكونغوليين الفوز للابقاء على حظوظهم وبذلوا أقصى جهدهم في هذا الصدد مما زاد من الضغط على العناصر الوطنية وأدى بهم إلى ارتكاب عدة أخطاء، وصعبوا من مهمتهم وأدى بهم إلى فقدان التركيز في بعض الأحيان.
وأضاف البوحديوي أن التحكيم كان سيئا ومن المؤسف إسناد مباراة مصيرية إلى حكام من هذا المستوى.
يونس الطاطبي
المجهود الجماعي وراء التأهيل
قال اللاعب الشاب يونس الطاطبي أن التأهل إلى المونديال هو نتيجة مجهود جماعي من أطر تقنية ومسؤولين، وأنا سعيد لأنها أول مشاركة لي في كأس إفريقيا وقد توجت ببلوغ نهائيات كأس العالم بألمانيا 2007 وهو أمر ليس من السهل تحقيقه بوجود منتخبات قوية، لكن المجهود الذي قام به جميع اللاعبين والمعسكرات التدريبية سواء بالجزائر أو تونس أعطى ثماره، وإذا حققنا نتائج أفضل في المباريات المقبلة، فستكون مدعاة للفخر بالنسبة للاعب وللجمهور المغربي.
عبد المومن الجوهري
إمكانيات محدودة ونتائج كبيرة
أهنىء المنتخب المغربي من لاعبين ومدرب وأطر تقنية والجامعة الملكية المغربية لكرة اليد التي استطاعت الوصول إلى هذه النتائج وبإمكانيات ضعيفة، وأعتقد أن القتالية والرغبة في رفع العلم المغربي سمح لنا بانتزاع ورقة التأهل إلى المونديال، ولعب نصف نهاية كأس إفريقيا وهي مهمة ليست سهلة إذا علمنا قيمة المنافسين، لقد كان اللقاء الرابع لنا صعبا والكونغو لعب بجميع أوراقه في هذه المباراة ودخل عازما على الفوز، لكن عزيمة لاعبينا كانت لها الكلمة الأخيرة واستطعنا التأهل عن جدارة واستحقاق.