طلال القرقوري المدافع المثقف

السبت 11 فبراير 2006 - 14:11
طلال يامل في تعويض اخفاق الاسود في مصر

عاد المدافع المغربي طلال القرقوري لأحضان فريقه الأصلي أتلتيك تشارلتون بعد خروج منتخب أسود الأطلس المبكر من نهائيات كأس أمم إفريقيا بمصر، وكله أمل في تعويض خيبته بتحسين وضع فريقه في سبورة ترتيب الدوري الإنجليزي.

حيث يحتل الرتبة الحادية عشرة، ومازال مدربه ألان كوربيشلي ينتظر جاهزيته ليشركه أساسيا بعد أن أشركه في الدقيقة الثالثة و الثمانين بدلا من زميله سميرتين في المباراة التي فاز فيها فريقه على ضيفه ليفربول بهدفين نظيفين.

فجمهور النادي ظل يترقب بشغف كبير عودته للدفاع عن ألوانه، هو الذي يلقبونه بـ"المدافع المثقف" فإضافة إلى علو كعبه في الميادين و نظرته الشاملة للملعب، ويرتاح له حراس المرمى ويشعرون بالاطمئنان عندما يكون داخل رقعة الميدان، يتميز طلال عن غيره من اللاعبين بنهمه الشديد للعلم والتعلم، فهو يجيد الحديث باللغات العربية والفرنسية والإيطالية والإنجليزية والاسبانية وحتى اليونانية.

نشأ اللاعب الدولي في أحضان أسرة كروية مشهورة، فالأب لم يكن سوى لاعب سطاد المغربي الذي رسم علامات التألق بصحبته، بدأ طلال مسيرته ضمن صفوف نادي الرجاء البيضاوي وكان أول مدافع ينتقل مقابل مبلغ كبير إلى ناد أجنبي حيث استفاد ناديه من مبلغ خمسة ملايين درهم نظير انتقاله لفريق سيرفيت جنيف السويسري الذي كان قدم مبلغ ستة ملايين درهم.

ولعل نقطة التحول الكبيرة في حياة المدافع المغربي هي تألقه في كأس القارات بالبرازيل، بصحبة فريق الرجاء البيضاوي وأثبت للجميع علو كعبه و بأنه نموذج حي للمدافع المعاصر يجيد اللعب الدفاعي كما الهجومي تسديداته قوية ويذكر الكل تسديدته القوية في كأس عصبة الأبطال بصحبة باري سان جيرمان الفرنسي أمام فريق روزينبورغ النرويجي : "الكل كان يستغرب سر قوة التسديدات خصوصا وأني لاعب قلب دفاع لكني كنت أخبرهم بأني تعودت على ذلك منذ أن كنت طفلا صغيرا، لقد استفدت الكثير من والدي رغم أنه لم يكن في يوم من الأيام لاعبا محترفا ولكنه كان لاعبا متميزا في البطولة المغربية"، وباستطاعته إحكام مراقبة أي لاعب خطير وتحييده عن المباراة، ميزات ساهمت في ارتفاع أسهمه خلال تلك البطولة وطاردته أندية فلامينغو وساوباولو البرازيليين وأندرلخت البلجيكي وريال مدريد الاسباني قبل أن يحشر فريق أنتير ميلانو أنفه وهو أكبر الغائبين عن المونديال القاري.

لكنه أمام اندهاش الجميع وقع عقدا ينتقل بموجبه لنادي سيرفيت جنيف السويسري، قبل أن ينقذه فريق باري سان جيرمان من بطولة متواضعة، لم تكن المهمة سهلة، حيث أعلن المدرب فيليب بيرغيرو، أن مهمة النادي كانت صعبة لانتزاعه من سيرفيت جنيف، وبعد المفاوضات الماراطونية والشاقة حطت الطائرة التي تقله من سويسرا متأخرة بأربع ساعات بمطار شارل دوغول، ووقع عقدا لمدة أربع سنوات ونصف، وبصم حضوره القوي داخل البطولة الفرنسية بقيادته لفريقه للفوز بكأس العصبة الفرنسية ولعب كأس عصبة الأبطال ومنتخب بلاده إلى نهاية كأس أمم إفريقيا قبل أن ينضم إلى فريق أتلتيك تشارلتون مقابل مليون جنيه استرليني.

ومرت الأمور بشكل جيد مع طلال القرقوري البالغ من العمر آنذاك 29 سنة، أمضى في البداية خمس مباريات في دكة الاحتياط كانت الأولى في الرابع من شهر غشت عام 2004 أمام فريق بولطون وانديريرز، قبل أن يحظى بفرصة اللعب أساسيا حيث زج به المدرب ألان كوربيشلي في خط الوسط، عوض مركزه المعتاد، قبل أن يعود إلى مركزه بعد خمس مباريات، وأصبح دعامة كبيرة في فريقه في خط الدفاع، وبعد شهرين فقط أصبح اسمه على لسان المدرب ألان كوربيشلي، وسجل لفريقه خمسة أهداف رائعة : "إنه أحسن مواسمي في مسيرتي الكروية ولن أنسى اللحظات التي عشتها فيه".

ويذكر أن المدرب ألان وربيشلي كان عبر عن استيائه الكبير من الدعوات المتكررة التي توجه لمدافعه للمشاركة ضمن صفوف منتخب الأسود، لكنه بدى سعيدا لخروج المنتخب المغربي مبكرا، حيث استعاد لاعبه طلال القرقوري، واشتكى المدافع الدولي من قبل من كثافة البرنامج السنوي سواء مع فريقه أو المنتخب الوطني وتساءل لماذا لا تلعب البلدان الإفريقية مبارياتها في الوقت نفسه مع دول أوروبا :

"إننا أضحينا نلعب لبلداننا أكثر مما نلعب لفرقنا فنحن نحتاج للراحة أكثر من أي شيء آخر ، ربما يكون شغلنا الشاغل تحصيل المال لكن في الحقيقة لا أعرف، ما أعرفه أننا نلعب دون أن نلقى أي اهتمام (الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم) وفي الغالب ما يتم تنبيهها من طرف مدربينا لكن القائمين على شؤون المنتخب الوطني لا يعيرونا أي اهتمام و لا يدركون ماذا سيفعلون من أجلنا ،أنا جد متعب بدنيا وذهنيا".




تابعونا على فيسبوك