نوه مسؤولو منظمات حقوقية مصرية بمبادرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس بتشكيل لجنة الإنصاف والمصالحة داعين إلى الاقتداء بهذه المبادرة .
وقال حافظ أبو سعدة رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان في تصريح أوردته أسبوعية " صوت الأمة" المستقلة الصادرة يوم الأحد بالقاهرة في مقال بعنوان »منظمات حقوق الإنسان تطالب النظام بالاعتذارعن جرائم التعذيب كما فعل ملك المغرب"إن مبادرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس »مبادرة فارقة في تاريخ التعذيب في العالم العربي".
ومن جهته، أكد محمد زارع رئيس جمعية حقوق الإنسان لمساعدة السجناء في مصر في تصريح مماثل للأسبوعية أن " ما حدث في المغرب مبادرة عظيمة من الملك محمد السادس"، تؤكد أن هناك إرادة سياسية في المغرب من أجل الإصلاح .
وأشار ناصر أمين رئيس المركز العربي لاستقلال القضاء والمحاماة إلى أن قرار صاحب الجلالة الملك محمد السادس بإنشاء لجنة الإنصاف والمصالحة " يعد النموذج العربي الوحيد في العالم العربي" ، مؤكدا أن هذه اللجان تنشأ في مراحل العدالة الانتقالية التي »تعترف فيها الدولة بالأخطاء والجرائم التي ارتكبتها في حق مواطنيها ومن ثمة تضع القواعد لإنصاف الضحايا وتعويضهم وإحياء ذكراهم".
ومن جانبها وصفت صحيفة "الوفد" الناطقة بلسان حزب الوفد المعارض في مصرالخطاب الملكي السامي الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة انتهاء أشغال لجنة الإنصاف والمصالحة وصدور تقريرها النهائي، وكذا صدور التقرير حول »خمسين سنة من التنمية البشرية بالمغرب وآفاق 2025"، بأنه "محاولة جريئة من الملك الشاب لفتح صفحة جديدة من الحاضر والمستقبل".
وأضافت أن الخطاب "حمل رؤية ثاقبة وبصيرة نافذة حدت به إلى اقتحام الماضي لنقد سلبياته وتعظيم إيجابياته".
وأثارت الصحيفة الانتباه في مقال للكاتبة سناء السعيد بعنوان »شجاعة عاهل المغرب" إلى أن الخطاب الملكي السامي "رسالة مفتوحة شفافة أثلجت صدور كل من تعرض للضرر في الماضي وانتهكت حقوقه"
مؤكدة أن صاحب الجلالة »فتح المجال لبزوغ عهد جديد يسوده الوضوح والصراحة وإبراء الذمة".
وأشارت الكاتبة المصرية أيضا إلى أن الخطاب " فتح الأبواب على مصراعيها لعصر نقي شفاف يدعو إلى البقاء في ظل تفعيل للمفهوم الشمولي لحقوق الإنسان والتنمية البشرية من أجل بناء مغرب تتكافأ فيه الفرص والمسؤولية، ويجري معه تفعيل آليات المراقبة والمحاسبة والشفافية في ظل سيادة القانون والمواطنة الفاعلة".
ولاحظت أن خطابا هذه أبعاده، هو خطاب " تنويري جامع مانع ورسالة تطهيرية بليغة أراد عاهل المغرب بواسطته إنعاش ذاكرة الأمة واستخلاص الدروس من التجارب السابقة".
وأضافت أن هذا الخطاب الذي تضمن " دعوة لصفح جماعي لتشكيل دعامة للإصلاح من أجل التحرر من شوائب الماضي، جاء كالتزام ملكي يبعث الطمأنينة في النفوس ويؤكد أن ما حدث من سلبيات في الماضي لن يتكرر".
وعلى صعيد آخر أشارت الكاتبة إلى أن صاحب الجلالة " لم يشأ أن يجعل من نفسه حكما على التاريخ ولكنه عرض الصورة كما رأتها هيئة الإنصاف والمصالحة التي كلفها ببحث الموقف ورفع تقرير حوله، ليتزامن بدوره مع دراسة لقطار التنمية البشرية في المغرب".
وأثارت الانتباه في هذا السياق إلى أن الصورة التي عرضها جلالته "صورة جلية بكل ما فيها من نجاحات وإخفاقات وطموحات لكي تكون ذراعا تدفع نحو استكمال بناء مغرب الوحدة والديمقراطية والتنمية".