وفاة الشيخ جابر الأحمد الصباح

الرباط تتلقى ببالغ الأسى والحزن

الأحد 15 يناير 2006 - 14:17
صاحب السمو أمير دولة الكويت المغفور له الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح في المدرسة المباركية عام 1937

تلقت الدول العربية والاسلامية وفي مقدمتها المملكة المغربية بأسى وحزن عميقين وفاة أمير دولة الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح الذي تولى مقاليد الحكم في بلاده لاكثر من 25 سنة, واستطاع بما عرف عنه كرجل دولة كبير من حكمة وتبصر أن يقود بلاده الى بر

فقد نعت مختلف العواصم العربية والاسلامية وفاة الامير الراحل وأعلنت الحداد الرسمي على وفاته منوهة بشخصية الامير الراحل وبالانجازات التي حققها لبلاده وللامة العربية والاسلامية.

وفي هذا الصدد, أعلن المغرب تنكيس الأعلام الوطنية على المباني الحكومية والإدارات والأماكن العمومية وسفارات المغرب بالخارج لمدة ثلاثة أيام حدادا على وفاة الشيخ جابر الأحمد الصباح.

وقال بلاغ صادر عن وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة إن جلالة الملك محمد السادس تلقى نبأ وفاة الأمير الراحل "بعميق الحسرة والحزن" مؤكدا أن دولة الكويت والأمة العربية والإسلامية فقدت بوفاة الامير أحد قادتها الكبار .

وأكد البلاغ مشاطرة المغرب ملكا وشعبا للشعب الكويتي حزنه على إثر هذا الرزء الفادح في فقدان قائد شهم ربطته بالمغرب ملكا وشعبا روابط أخوة صادقة.

وبنفس هذه المناسبة الاليمة , بعث صاحب الجلالة ببرقية تعزية الى امير الكويت الجديد الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح أعرب فيها جلالته باسمه الخاص وباسم الشعب المغربي قاطبة, عن أحر التعازي وأصدق المواساة في فقدان "أحد قادة العالم العربي الحكماء, الذين لن ينسى لهم تاريخ الامة العربية المعاصر إسهامهم الفاعل في رص صفوفها,وتجسيد تضامنها الى جانب قيادة الشعب الكويتي الشقيق ,على درب البناء المؤسسي والاقتصادي وتعزيز المسار الديمقراطي والتنموي ,والحفاظ على وحدة دولة الكويت واستقرارها" .

هذا, ويعتبر الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح ثالث أمير لدولة الكويت منذ استقلالها عام 1961, ويعدّ من أبرز حكامها حيث بويع سنة 1966 وليا للعهد قبل أن يصبح سنة 1977 أميرا للبلاد بعد وفاة الشيخ صباح السالم الصباح .

ولعل أهم حدث واجهه الامير الراحل في تاريخ بلاده السياسي كان احتلال القوات العراقية للكويت في 2 غشت 1990.وتم تحريرها في 27 فبراير 1991.

وقد قامت السياسة الخارجية للكويت في عهد الامير الراحل على مجموعة من الثوابت التي ترتكز على التشبث بمبادى السلم والحوار وحسن الجوار والتعاون البناء لما فيه خير ومصلحة الشعوب .

ومن هذا المنطلق, تميز تاريخ العلاقات المغربية الكويتبة خاصة في عهد الامير الراحل بالتعاون والتشاور المستمرين وعلى مختلف المستويات والاصعدة, حيث عملت القيادة السياسية في البلدين على التشبث بسنة التشاور والعمل على تعميق التعاون بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات فضلا عن التنسيق في المحافل الاقليمية والدولية وتعزير التضامن العربي والاسلامي .

وفي هذا السياق, يجدر التذكير بالموقف الحازم الذي اتخذه المغرب بقيادة جلالة الملك الراحل الملك الحسن الثاني على إثر تعرض دولة الكويت للغزو العراقي, حيث بادر جلالة الملك الراحل مرفوقا بصاحب الجلالة الملك محمد السادس ولي العهد أنذاك غداة الغزو العراقي للكويت الى ترؤس مجلس للوزراء في جلسة استثنائية خصصت لبحث عواقب احتلال القوات العراقية لامارة الكويت .

وتضمن بيان رسمي مغربي أنذاك إدانة المغرب بقوة للاحتلال العسكري لبلد شقيق هو الكويت معتبرا أن هذا الاحتلال يشكل " خرقا سافرا لكل المبادىء الاساسية التي يقوم عليها القانون الدولي والقواعد التي تحكم العلاقات الدولية ".

واكد المغرب في نفس السياق ان هذا الاحتلال يشكل خرقا سافرا لميثاق الامم المتحدة وجامعة الدول العربية القائم على مبادىء التضامن بين الدول الاعضاء .

وفي نونبر 1990 , وجه جلالة الملك الراحل خطابا الى قادة العالم العربي دعاهم فيه الى عقد قمة عربية "استثنائية ومصيرية " لايجاد حل سلمي لازمة الخليج الناجمة عن الغزو العراقي للكويت محذرا جلالته من عواقب هذه الازمة على تفكك الامة العربية واندلاع الحروب بين أبنائها .

ومما جاء في خطاب المغفور له الملك الحسن الثاني الى القادة العرب " لنجتمع في مؤتمر قمة على أساس ما قرره المجتمع الدولي , فلا يمكن للعراق بأي حال من الاحوال -والتاريخ البعيد والقريب شاهد على ذلك - أن يشطب بجرة قلم على الدولة الكويتية ليجعلها اقليما من اقاليمه , ولا يمكن كذلك أن يصبح الشعب الكويتي بين عشية وضحاها فاقدا هويته ليصبح بذاته وجوارحه وتفكيره ومواطنته ووطنيته عراقيا , فهذا من المستحيل سواء سلاليا أو عقليا أو عدلا أو واقعيا" .

وانسجاما مع مبادئه الراسخة في التضامن, لم يألو المغرب جهدا في القيام بالمساعي الرامية الى الدفاع عن الحق والعدل والعمل على استعادة اللحمة العربية ورأب الصدع الذي خلفه الغزو العراقي للكويت في صفوف الامة العربية حيث عمل بكل الوسائل وفي كل المناسبات على تنقية الاجواء العربية وعودة التضامن العربي .

وعلى مستوى التعاون الثنائي يرتبط المغرب والكويت بالعديد من الاتفاقيات وبروتوكولات التعاون تشمل العديد من المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية فضلا عن ميدان الاستثمار حيث تساهم الكويت سواء على مستوى القطاع العام أو الخاص في العديد من المشاريع التنموية خاصة في مجال البنية الاساسية والاسكان والسياحة .

من جهة أخرى, وفي منطقة الخليج, وصف رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان الفقيد بالقيادي "الحازم في الايام العصيبة". وقالت وزارة شؤون الرئاسة في بيان رسمي ان "الامتين العربية والاسلامية فقدت قائدا بارزا كرس حياته لخدمة وطنه وأمته العربية والاسلامية ورفعة شأنهما بمواقف مشهودة من اجل تحقيق التضامن العربي والاسلامي".

كما نوه البيان بالدور البناء الذي لعبه الشيخ جابر في تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

وفي القاهرة, حيث اعلنت مصر الحداد ثلاثة ايام, نعت رئاسة الجمهورية في بيان رسمي الفقيد وقالت ان التاريخ " سوف يسجل له ماحققه لبلده وشعبه من انجازات ضخمة , كما سيسجل له مواقفه الحكيمة والشجاعة في أوقات صعبة , دفاعا عن دولة وشعب الكويت."




تابعونا على فيسبوك