ألف ياء

الشكل و المضمون

الإثنين 30 يناير 2006 - 16:24

إن أول ما قامت به معظم الشركات الأجنبية التي حصلت على التدبير المفوض للعديد من خدماتنا العمومية، هو إعادة الاعتبار للبنايات المخصصة للإدارة والتسيير وجعل جمالية واجهتها وهندسة مرافقها تحظى بنوع من الاحترام والإبهار، بما يجعل الوافد إليها يشعر بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه ليكون أداؤه وتصرفه وسلوكه يليق بالمكان وكيفية تقديم الخدمات إليه، فاعتماد الأجانب على هذا المعطى، له ما يبرره، حتى في مثالنا الشعبي القائل "زوق باش تبيع" خصوصا في مجتمعنا المغربي المعروف بجنوحه إلى "البريستيج".

وهو وسيلة يتخذها الأجانب الذين يسيرون خدماتنا العمومية لسد أفواه المنتقدين والساخطين عن مسألة التفويت، وجعلهم يشعرون بالفرق في تقديم الخدمة وفي مناقشة الشكاية والاستجابة للمطالب، بالرغم من أن الفاتورة تكون أكثر ثقلا على كاهل المواطن.

مناسبة هذا القول، ما تعيشه بعض مؤسساتنا التعليمية العمومية بالخصوص من ترد لوضعيتها خارجيا وداخليا، حيث الأزبال والقاذورات متناثرة على جنباتها، وتلاشي وتقادم تجهيزاتها والمظهر غير اللائق لبعض مدرسيها وعدم إحلال التلامذة في أزياء موحدة ومتجانسة أو محترمة.

إن عدم الاهتمام بهذا الجانب الشكلي من شأنه أن يؤثر نفسيا على أداء التلميذ والمدرس على حد سواء، ويبت نوعا من الملل والقنوط في الأجواء العامة، فهل تفكر الوزارة وهي تضع شعارها لهذه السنة حول تحقيق جودة الموارد البشرية، في روح ونفسية وشكل هذه الجودة؟ .




تابعونا على فيسبوك