طارق الجرموني

شبح الهدافين

الإثنين 30 يناير 2006 - 11:02
طارق الجرموني

كان العرض الذي قدمه الحارس طارق الجرموني كبيرا أمام المنتخب المصري، الى درجة أن السماسرة ومندوبي الفرق الأوروبية بدأوا يسألون عن الفريق الذي يمارس فيه والمسار لذي قطعه في مساره الكروي.

لقد كان طارق ابن المحمدية، أثار الارتباك الذي ظهر عليه في بعض مراحل المباراة الأولى ضد الكوت ديفوار، ووقف في وجه لاعبين مصريين تألقوا في عصبة الأبطال الإفريقية، وهزموا أكبر الحراس.

سرعة بديهته حيرت نجوم مصر الذين بدأوا يرونه شبحا مخيفا، أفشل محاولات عماد متعب ومحمد بركات، وسيطر على الكرات العالية التي كان يعول عليها الهداف ميدو لصنع تألق جديد له في هذه البطولة الافريقية ويهدي الفراعنة الفوز على المغرب، لكن الجرموني رفض الاستسلام وظل إصراره كبيرا للابقاء على العقدة المغربية راسخة لدى المصريين.

بداية الجرموني كانت في صمت، انطلق من شباب المحمدية وتدرج عبر منتخب الشبان والأولمبي، قبل ان يفرض نفسه ويصبح من الحراس الذين توجه لهم الدعوة للمنتخب الوطني.

في المحمدية تزامن بروز الجرموني مع وجود حارس متمرس اسمه عبد اللطيف العراقي، الذي أخذ عنه التواضع واحترام الغير ورفع شعار الاجتهاد لبلوغ النجاح أول تألق للجرموني على المستوى الدولي كان كبيرا، لأنه الأول له ولكرة القدم المغربية، لقد تجند رفقة جيل من اللاعبين البارزين حاليا في أوروبا والمغرب من إهداء المغرب أول كأس للأمم الإفريقية، في الدورة التي أقيمت في مدينتي فاس ومكناس عام 1997 لعب آنذاك إلى جانب طارق السكتيوي وعادل رمزي والمرحوم هشام الزروالي.

طموحات الجرموني كبرت بعد هذه الخطوة الموفقة، وبدأ يتطلع لإثبات حضوره عل الساحة الوطنية، فجاء الانتقال الى الجيش الملكي ليفتح أمامه ابواب التألق، بعدما اختبر قدراته بين الكبار من خلال المرور عبر محطة الوداد البيضاوي.

مع الفريق العسكري تذوق طارق حلاوة الانتصارات التي قادته ليكون من بين صانعي تتويجات هذا الفريق بعد سنوات من الجمود غابت فيها الألقاب عن الجيش، أحرز كأس العرش والبطولة الوطنية وكأس الاتحاد الإفريقي، وحلمه الآن الظفر بالكأس الممتازة الافريقية التي سيلعب الجيش نهايتها ضد الأهلي المصري يوم 24 فبراير المقبل في الملعب الدولي بالقاهرة، "آمل أن نتمكن من الفوز على الأهلي المصري الذي يعد منتخب مصر، لرد الاعتبار لكرة القدم المغربية ومنحها لقبا القبا يؤسس لمرحلة جديدة كلها تألق ونجاح".

مع المنتخب حضر الجرموني طويلا، لكن بصفة حارس احتياطي، لم يقلقه الوضع، كان يلتزم بالتداريب في انتظار أن تأتي الفرصة ليكون رسميا الثقة التي وضعها فيه المدرب امحمد فاخر أسعدته كثيرا وجعلته يحافظ على توازنه بالرغم من الهزيمة في المباراة الأولى ضد الكوت ديفوار.

الصورة التي ظهر بها المنتخب في مصر لم ترق الجرموني الذي كان يأمل في تسجيل اسمه رفقة المنتخب في صفحة المتألقين "كنت أتمنى ان أتوج لعبي بصفة رسمية مع المنتحب في كأس إفريقيا بتحقيق نتائج مماثلة كالتي أحرزناها في دورة تونس 2004 لكن الحظ لم يكن بجانبنا". الجرموني اعتبر درسا مفيد يجب الاستفادة منه وتفادي أخطائه فايمانه كبير كون الأمل يظل دائما موجودا وما على الإنسان أن يجد في عمله ليحييه.




تابعونا على فيسبوك