عقد إدريس بنزكري رئيس هيئة الإنصاف والمصالحة، الخميس في لندن، لقاء مع أعضاء في لجان حقوق الإنسان والشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني .
وخلال هذا اللقاء الذي جرى بحضور محمد بلماحي سفير المغرب في المملكة المتحدة، قدم بنزكري لمحة عن عمل هيئة الإنصاف والمصالحة من تأسيسها وحول التوصيات المتضمنة في التقرير الذي سلمته الهيئة لجلالة الملك محمد السادس .
وأوضح بنزكري في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن اللقاء الذي عقد بمقر البرلمان البريطاني، استهدف تقديم شروحات للبرلمانيين البريطانيين حول نتائج العمل الذي قامت به الهيئة، وخاصة أعمال البحث حول حقيقة ماضي الانتهاكات والإصلاحات التي يتعين تطبيقها وخاصة في الميادين الجوهرية التي تتعلق بالديمقراطية وحقوق الإنسان والعدل .
وأضاف أن هذا اللقاء، مكن من تقديم شروحات للمخاطبين البريطانيين حول تمكن المغرب من الوصول إلى مرحلة متطورة، وخاصة على مستوى تعزيز الديمقراطية التي تستحث كل مكونات المجتمع المغربي وجميع شركاء الحكومة .
وأضاف بنزكري أنه يتعين على هؤلاء المتدخلين أن يضاعفوا من جهودهم من أجل تطوير هذه الإصلاحات التي ستؤدي إلى تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان، مشيرا إلى أهمية اتخاذ مبادرات لدى شركاء المغرب الأجانب من أجل دعوتهم إلى مساندة هذا المسلسل الذي يعد الأول من نوعه في المنطقة .
وأشار بنزكري إلى أن شركاء المغرب وخاصة الديمقراطيات والمجتمعات المدنية الغربية في حاجة إلى معرفة الواقع المغربي بشكل أكبر، وكذا الجهود التي تبذلها المملكة في مجال الدمقرطة والتنمية، معربا عن أسفه لكون " العديد من متخذي القرار السياسي مازالوا يحتفظون بصورة متقادمة للمغرب".
وعزا بنزكري هذه الوضعية إلى عجز في ما يتعلق بالتواصل والعلاقات العامة المباشرة .
وأشار إلى أن بعض المجتمعات الغربية " تنساق وراء صور نمطية قديمة" ، مبرزا أنه يتعين القيام بعمل تواصلي مباشر والقيام بشرح للمسلسل الداخلي الذي يمضي فيه المغرب وفق وتيرته الخاصة
وقال إنه يتعين على المغرب أن يقرر كيف يوجه دعم هذه الديمقراطيات الغربية في الاتجاه الصحيح، مشيرا بالخصوص إلى المساعدة والتكوين وتقديم الدعم لمشاريع التنمية كحقول يمكنها أن تستفيد من التعاون مع هذه الديمقراطيات .
وأشار بنزكري في هذا الصدد إلى أنه سيتوجه الأسبوع المقبل إلى بروكسيل، من أجل الالتقاء مع أعضاء اللجنة الأوروبية .
ومن جهة أخرى، أكد ديريك كونوي، العضو المحافظ بمجلس العموم ورئيس مجموعة الصداقة المغربية البريطانية بالبرلمان البريطاني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن أعضاء مجلس العموم ومجلس اللوردات أعجبوا بالتقدم الذي حققه المغرب في المجالات الديمقراطية وحقوق الإنسان .
وقال إن "عمل الهيئة يشكل تحولا جذريا".مشيدا في هذا الصدد بصاحب الجلالة الملك محمد السادس للدعم الذي قدمه للهيئة من أجل أداء مهامها.
وأشار إلى أنه " من الأهمية بمكان أن تستوعب البلدان الغربية التحولات التي وقعت بالمغرب وتتحقق بأن المملكة تسير في الطريق الصحيح ليس فقط في مجال التنمية الاقتصادية، ولكن أيضا في مسار النهوض وترسيخ الديمقراطية وحقوق الإنسان ودولة الحق والقانون".
ودعا في هذا الصدد وسائل الإعلام الغربية إلى التقييم الصحيح للإصلاحات المطبقة من طرف المغرب، البلد العربي الذي اتجه بشكل قاطع نحو الديمقراطية وحقوق الإنسان .
ومن جهته، أشار اللورد غروفيل جينر نائب رئيس مجموعة الصداقة المغربية البريطانية بالبرلمان البريطاني إلى أنه يعتبر المغرب " بلدا متميزا يتقدم بوتيرة كبيرة نحو الحداثة خصوصا على مستويات تعزيز الديمقراطية والنمو الاقتصادي".
وقال جينر، العضو العمالي بمجلس اللوردات والرئيس السابق لمجلس نواب اليهود البريطانيين إن " تجربة الهيئة تشكل نموذجا متميزا لهذا التقدم".
وأضاف أن " الهيئة قامت بعمل رائع" ، منوها في الوقت نفسه " بجميع الذين ساهموا في هذه التجربة الفريدة".
ومن المقرر أن يجري بنزكري، الذي حل مساء أول أمس بلندن في زيارة عمل لمدة يومين، عددا من اللقاءات خصوصا مع مسؤولي وزارة الشؤون الخارجية البريطانية والمنظمة الدولية للدفاع عن حقوق الإنسان (أمنستي أنترناسيونال) ، التي يوجد مقرها بلندن .
ومن المنتظر أن يلتقي أيضا مع ممثلي الجالية المغربية المقيمة ببريطانيا , وسيجري رئيس هيئة الإنصاف والمصالحة خلال مقامه بلندن، سلسلة من اللقاءات مع العديد من وسائل الإعلام من بينها القناة التلفزية الإخبارية سكاي نيوز , وقناة العربية الفضائية الإخبارية , وصحيفتا ذو فاينشل تايمز , وذو أندبندنت, وصحيفة الحياة باللغة العربية .